سياسة عض الاصابع – كامل كريم الدليمي
ونحنُ نتابع مايجري في غرف التفاوض لغرض الاتفاق على توزيع مسؤولية ادارة الدولة للفترة القادمة ، خاصة بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية والسعي المحموم لتشكيل الحكومة الجديدة ، وما رافق تلك المفاوضات من فشل في تحقيق النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية ، بسبب الخلافات المستمرة على كيفية ادارة الدولة.
ذكرت قصة قصيرة حدثت بين شقيقين ، ذهب شقيقين لشراء الطعام وبما ان نقودهم قليلة ، فكل واحد منهم اشترى (سندويش) مختلف عن الاخر
فاحدهم ابلغ اخية اعطني “عضة” من سندويشك وساعطيك عضة من سندويشي ، فوافق اخوه على المقترح ، إلا انهُ خشيَّ من ان عضة اخوه تأخذ الجزء الاكبر من السندويش ، لذا وضع اصابعه ليضع حداً للمكان الذي يمكن ان يصل اليه اخيه اثناء عض السندويش ، وما كان من اخوه إلا ان يعض السندويش مع اصابع اخوه ..
هكذا تسير سياستنا في العراق خاصة بين الكتل السياسية ، التي تتصارع على التغانم فكل واحد يخشى ان اخوه سيأخذ الحصة الاكبر ، وهذه الخشية تحوَّلت الى تعطيل مستمر والى خروقات دستورية بسبب تزمت الجميع بمواقفه ، واذا استمرت الخوف هو الصفة السائدة في التفاوض ، اخشى ان الجميع سيعض على اصابعه نتيجة مافرط به من اجل التفاوض الذي لم ينُم عن نتيجة إيجابية ، فاذا مرَّ الوقت واستمر الحال على ما عليه ففي اقل احتمال ستكون العملية السياسية برمتها مهددة بالفشل اضافة الى فقدانها احترام الشارع العراقي .
سبتهم مر مرور الكرام دون ان يحققوا بجلستهم شيء ، واربعائهم ستلحق سبتهم ، وستبقى لهم فرصة واحدة ان لم يستثمروها في تحقيق التوافق والاتــــــفاق فأعتقد سنقرأ سورة الفاتحة على موت حكومة قبل ان تولد ، وعلى عملية سياسية تخرج من فشمل لتدخل الى دهليز فشل اكثر مرارة من الذي قبله .
ابتعدوا عن سياسة عض الاصابع قبل ان تتحول الى ثقـــــافة سياسة ومنهج مُتبع في عراقنا الجديد .