سيارات للشرطة المصرية.. من مطاردة المجرمين إلى طريدة للمحتجين
القاهرة ــ الزمان
بعدما كانت فزاعة للمجرمين، صارت سيارات للشرطة المصرية، مؤخرا، طريدة للمحتجين والملثمين، فلا يكاد يوم يمر هذا الأسبوع، إلا وتستهل الصحف والفضائيات المحلية أخبارها بإحصاء ما تم إحراقه من عربات الأمن، في الليلة السابقة.
ويعتبر بعض المشاركين في أحداث العنف الاحتجاجي الأخيرة بعدد من المدن المصرية، سيارات الشرطة هدفا مفضلا للتعبير عن غضبهم مما يصفونه بـ ممارسات قوات الأمن القمعية ، كما أصبح عدد سيارات الشرطة المحترقة بندا أساسيا في رصد وسائل الإعلام لحصاد الاشتباكات من مصابين وقتلى.
وفي ظل ارتفاع حدة الاشتباكات، باتت عربات نقل الجنود أو المتهمين ذات المظهر المميز ، صيدا ثمينا يحتفل المتظاهرون بإحراقه في الشوارع، ويلتقطون الصور بجانبه ويعتبرونه رمزا لانتصارهم.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، سجلت على الأقل خمس حالات لإحراق سيارات شرطة في القاهرة وحدها بمحيط ميدان التحرير، بخلاف محاولة جرت اليوم لسرقة عربة ترحيلات تتولى نقل المتهمين بين أماكن اعتقالهم ومحاكمتهم .
ومع بدايات أحداث العنف الأخيرة، كانت واحدة من أبرز الوقائع في تفاصيلها ودلالتها، حين استولى محتجون مساء الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي على مدرعة شرطة بطريق كورنيش النيل قرب ميدان التحرير، وقادوها إلى الميدان، حيث أشعلوا بها النيران وسط احتفال معتصمين.
وظلت المدرعة لحوالي شهر كامل وسط الميدان، محترقة، يقف متظاهرون وعابرون لالتقاط الصور التذكارية أمامها، وطلاها بعض المعتصمين في التحرير بالألوان كتعبير رمزي عن انتصارهم في معركة ضد الشرطة.
وارتفعت وتيرة حوادث إحراق سيارات الشرطة بشكل ملحوظ، يوم الأحد الماضي، بعد أن نفذت قوات الأمن عملية سريعة لإعادة فتح الميدان، الذي ظل مغلقا منذ تشرين الثاني الماضي، لساعات قليلة قبل أن يعاود محتجون إغلاقه.
وأمام مبنى المتحف المصري بالميدان نفسه، أحرق المحتجون سيارة شرطة كانت ضمن القوة التي شاركت بالعملية، وبالقرب من نفس المكان أحرقوا ليلا سيارة ترحيلات أخرى كانت تنقل متهمين بعد استجواب النيابة لهم.
ومع ظهر اليوم التالي الاثنين ، استوقفت مجموعة من الصبية سيارة شرطة محملة بالمؤن تحت جسر قصر النيل المؤدي للتحرير، واستولوا على محتوياتها واقتسموها قبل أن يحطموا زجاجها ويحرقوها، وعقب ذلك بساعات قليلة أوقفت مجموعة ثانية سيارة شرطة أخرى فوق جسر 6 أكتوبر القريب وأضرموا بها النيران.
وأمام عدسات المصورين، قال أحد الصبية الذين شاركوا بإحراق السيارة إنهم يستحقون الشرطة حتى يتعلموا ألا يهاجمونا فجرا مرة أخرى، نريد أن نثبت لهم أننا رجال .
أما عصر امس الاول فشهد محاولة عدد آخر من الصبية والشباب سرقة سيارات ترحيلات بها 5 متهمين، ونجحت قوات الشرطة في استعادتها بعد وقت قصير، وقد تحطم زجاجها الأمامي وسرقت بعض محتوياتها.
فرار الشرطي قائد السيارة بمفاتيحها عقب الهجوم، لم يمنع السارقين من دفع السيارة من فوق جسر قصر النيل حتى ميدان التحرير القريب، وقال السائق للأناضول إن الذين قاموا بالهجوم كانوا في عمر 17، أو 18 عاما على أقصى تقدير، مسلحون بالعصي والأسلحة البيضاء .
من جانبه، قال الخبير الأمني المصري، اللواء فؤاد علام، إن إحراق سيارات الشرطة هو عمل يرمز إلى الشرخ الحادث بين الشرطة والشعب ، مشيرا إلى أن القوى السياسية من كل الأطراف أخذت منحى يؤدي إلى استخدام العنف، كما أن بعض القوى السياسية نجحت في خلق رأي عام ترسب في وجدان الشعب أن الشرطة لا تعمل لمصلحته، ورسخت بعض تصرفات الشرطة ذلك .
وأضاف علام حذرت منذ فترة طويلة من أن أطفال الشوارع قنبلة موقوتة، وأنهم سيفجرون مصر من الداخل خلال سنوات قليلة، حيث أنهم ليس لديهم ما يخسرونه، ويرون أنهم ميتون في كل الأحوال، وللأسف تستخدمهم الآن بعض القوى السياسية لإشعال الاحتجاجات ، بحد قوله.
وحذر علام من أن انهيار الشرطة أكثر من الوضع الحالي، سيؤدي إلى فوضى كبيرة ، مشددا على أن استهداف الشرطة هو استهداف للدولة .
AZP02


















