سوّروها بالعدل

سوّروها بالعدل
منذ اشهر والاستعدادات تجري على قدم وساق لعقد مؤتمر موسع لاهل الحل والعقد في البلاد بغية التوقيع على وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي، تلك التي اعدها مشكوراً نائب رئيس الجمهورية، تقاطرت الوفود في اليوم الموعود 19/9/2013 ، اخذوا اماكنهم في القاعة البهية المزينة بالاعلام المفروشة بأرقى السجاد، توالت الخطب الرنانة كلها بلا استثناء تدعو الى المحبة والسلام واشاعة الديمقراطية والوئام، والاهم الندم على ما فات والاكثر اهمية العهد امام الله سبحانه وامام الشعب. ان تكون الايام المقبلة ايام يمن ورخاء لا مكان فيها للغل والتدليس لكي يعم السلام في ارض السلام. استبشرت خيراً حينها بيد اني فوجئت ان اغلبية الناس لم يكترثوا لهذا الحدث المهم بل ازعم ان احباطهم تضاعف، سالت نفسي بتجرد لماذا هذا الصدود؟ ما هي الاسباب، هل جيناتنا الوراثية تعشق التشاؤوم، لماذا اذن؟ تذكرت ان هذا يعود للتجارب المريرة التي تكررت على مدى السنين المنصرمة، الس نين العجاف مع مثل هذه المؤتمرات، الاجتماعات التي تتلاشى قبل ان يجف حبرها فتعود حليمة الى عادتها القديمة، نسال الله جل شانه ان لا تعود هذه المرة. بيد ان هذا المحال (فما نيل المطالب بالتمني) لان جذر الاشكالية ليس في الخطب الطنانة ولا في الشعارات ولا في تشخيص طبيعة التحديات خارجية كانت ام داخلية، ايران ام السعودية، قطر ام البحرين، القاعدة او دولة العراق الاسلامية، المليشيات المرتبطة بالاحزاب الدينية في الداخل ام تلك المرتبطة بالخارج وقانا الله شرها.
الاشكالية ايها السادة ان اولياء امورنا الاجلاء لا يقرأون التاريخ وان قرؤوه لا يعتبرون به، وكذا الحال مع تجارب الامم الاخرى في العالم المعاصر، للاسف.. عمي بكم صم لا يفقهون، والا لقرأوا تلك الرواية ذات الدلالة التي تقول ان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب كتب اليه احد ولاته طالبا ان يخصص له بعضاً من اموال الخراج لكي يقيم سوراً شاهقاً لكي يحمي المدينة من الغزاة الطامعين، يرد كيدهم الى نحرهم، اجابه الخليفة بعبارة واحدة لا غير : سوروها بالعدل، وهذا مربط الفرس، نسال ولاة امورنا هل انتم عادلون؟ فان كنتم كذلك فلا تخافوا القاعدة ولا دولة العراق والشام الاسلامية وان التحقت بها كل دول جنوب شرق اسيا، ولا تقلقوا من تطورات الحوادث السورية او الصومال ولا من المليشيات التي تعمل في النهار المكشوف او في الليل بغطاء كلنا نعرفه لكن لا اعرف هل نخافها؟ ام نخجل من القوى الاقليمية التي تدعمها، ام لنا فيها مآرب اخرى وهو الاقرب للواقع. وان لم تكونوا كذلك نقل لكم عودوا الى رشدكم، اعدلوا بين الرعية، سوروها بالعدل ولا تخشوا في الحق لومة لائم، فالمواطن الذي يشعر بالعدل هو الحصن الحصين الذي تتهشم على اسواره كل هذه التحديات, الاعداء والطامعين.
هل انتم مستعدون؟
عبدالله البهادلي – بغداد
AZPPPL