سوريا وطني الثاني

سوريا وطني الثاني

 في مثل هذه الايام

نشد الرحال مسرعين يحملنا الشوق والحنين الى بيتنا الثاني والصيفي في الشام في دمشق

هناك نترك بيوتنا اشهرا ونعود اليها فنجدها كما تركناها الا حفنة غبار تغطي مسكات بابنا الرئيسي.

وكان الجيران يتكفلون بسقي السندان وكم زرعه على بابي.

بالعادة نصل الى دمشق الفجر او منتصف الليل وما ان ندخل البيت ونفتح الانوار

ونشغل السخان والثلاجة.

كان كل شي موجوداً لدينا هناك كما تركناه….. فكنا نسافر الى الشام بدون حقائب.

لاننا لانحتاج لناخذ شيئاً معنا .

الا من احببنا ان نهديه تمرا او منً وسلوى من احبابنا السوريين .

وما ان تشرق الشمس …حتى يعج الشارع بالضجة المعتادة في الشام ….

هذا يصرخ على المياه….

وهذا يصرخ بندوره ( طماطة) …..وهذا يصرخ بطاطا …..

ونطلب الفطور على التلفون من محل الفطائر ونقول له سجل ؟؟؟

10 جبنة …و10  محمرة …..و5  زعتر ….و5 زيتون ….و5  مكسيكي ….وهكذا .. بعد دقائق يرن جرس الباب ….

وعامل يحمل كيساً مغلفاً بورق فيه اشهى فطور تفطره بالشام حار …تقول للعامل كم الحساب يقول لك يسلم عليك معلمي الفطور على حسابي.

والحمد لله على سلامتكم .

بعد الافطار يتصل الاولاد بسائقهم المعتادين عليه دائما….. فيضعون برامج تنقلاتهم …

وانا اشد الرحال الى متعتي وشوقي الى اختراق الشاغور من شارع الامين مرورا بمدحت باشا والـسوق القديم.

لأ كاد انزل يدي من السلام على هذا وذاك وكلً مرحب ومهلي …..وهذا يسالني عن حال بغداد ….وذاك يقول كيف تركت العراق واحدهم يقول وين التمرات …..وغيره يقول طولت الغيبة..

انهم اهلي وناسي لم اشعر يوما ولا ساعة اني بغير مكان غير مكاني …..ولاناس يختلفون عن امي واخواني …..يتغمدوني بسعادة وكرم اصيل فكنت ولازلت سوري الهوى دمشقي العشق …

حتى اصل الى مكتبي …..وما أن تفتح الباب احدى شريكاتي ديما او لما حتاحت اطال الله في عمرهما واسعدهما كانوا نعم الاخوات وكن من الكرم مايعجز عنه لساني …. حتى يبدأ الترحيب وسماع الاخبار والعمل وسؤال ديما الدائم شو جاي على بالك تفطر ابو فهد ……..

اه ياشام ياوجعي ابكيك دم كل ساعة…..

وانتي كل ذاكرتي من 12 سنة ……لم يمر كم شهر الا وانا في الشام …..

والان مرت اكثر من كم سنه ولم ازورها واشم عطرها……

اشتقت لها كثيرا….

اشتقت لعبيرها ولطعم قهوتها…..

واشتقت لأ صحابي وسهراتي ولعب التركس والطرنيب…..

واشتقت لقاسيون…

واشتقت لعين الفيجة.

واشتقت لبلودان والزبداني….

واشتقت لتفاح سرغايا وللزيتون ياشام حسرتي عليك تبكيني.

اما كفاهم المخربون قتلا وتشريدً…..

ياشام صبرا فلابد لليل ان ينجلي ولابد للشمس ان تشرق فتبرق عيونك من جديد…..

يزي قهر

احمد ثامر الجبوري – بغداد

مشاركة