سوريا وخرابها الأخير
يـا أماهُ سوريا في خرابها ألاخير ..وأنت تُقشرين البطاطا !! جَلستُ على مقربة منها أراقب ذلك الحي العتيق المُخيف الى الحد الذي لا حد له …؛ مازلتُ أراقب تلك الشقة لجارنا أبو أحمد التي لم يتبق منها سوى الرماد حيث سفرة فطور مفحمة ونشر غسيل تفحم ومذياع .يشدو عم بتشتي الدني !! وهنالك شقة لم أتعرف عليها بعد لم يتبق منها سوى باميا مفحمة ربما جففتها للشتاء صاحبة الشقة وهنالك أدوات الحياكة وووشاح صوفي لم يكتمل رباهُ أنها شقة جارتنا السبعينة (تيتة سعاد) وهنالك شقة تضج بالكراكيب وألالعاب المدمرة أنها شقة لجارنا أبو أياد كان لديه ولدان مصابان بالتوحد وتلك العابهما نعم العابهما التي غدت قطعاً متناثرة وهم أشلاء ممزقة كما ألالعاب ; وهنالك مفكرة ملقاة على رصيف الشارع لم تتفحم بعد مازالت النار تعبث بها لكنها لم تتفحم أظن أن صاحبة المفكرة (ياسمينة) تلك الفتاة العشرينية الحالمة التي تنبأت بتلك الحرب وغادرت الحي مبكرا مخلفة وراءها مفكرة وقلم رصاص وأمل عودة !! أماه ما أتعس سوريا في خرابها ألاخير !! وأنت مازلت تقشرين البطاطا ؟! نعم يا صغيرتي; أطفال ذلك الحي يحبون البطاطا !! ذات المشهد يتكرر يوميا في العراق وفلسطين وسوريا..
يقين محمد