سوريا الأمس واليوم
وبعنوان آخر ( أوطاننا تنعى نفسها)، أقول :ماكان المواطن العربي ذو الشعور الوطني والقومي المعتدل ، يرجو أن يرى الأمور تؤول إلى ما آلت إليه اليوم في سوريا الجراح والدماء ، ومقارنة بسيطة بين سوريا الأمس واليوم ، تفجع قلب المواطن العربي ، وتكاد تذهب بلبه.
سوريا الأمس كانت تمثل جبهة التحدي العربي ، وقلعة من قلاع الصمود التي يخشاها الكيان الصهيوني منذ إقامته على ارض الاغتصاب وحتى اليوم ، حيث ظلت هذه القلعة رغم تناقض كل الظروف ، وتعاقب الحقب وخصومات الأنظمة ظلت خطا احمر يحسب له ألف حساب وحساب في دهاليز الموساد والبنتاغون وو..الخ
خـط احمر ما استطاع الكيان الصهيوني ان يتجاوزه ، وما فكر ان يبتلعه يوما لأنه سيتقيأ به فلسطين الحبيبة كلها ! ، بينما نراها اليوم تتآكل من الداخل تلبية لسرطان المخططات الخارجية التي تراهن على مصير امتنا وتفككها ، وفرقتها التي جلبت لها ولنا الويلات والنكبات ، فسرت النار لتأتي على الأخضر واليابس ، وهكذا برز تنين الضعف العربي بشكل مفجع لكل حر ، وصاحب غيرة وحمية ، فصار خصومنا يتحكمون بنا باسم الديمقراطية : لأننا لم نتقن دروس وعبر الديمقراطية الشرقية النابعة من واقعنا لا هذه الديمقراطية التي تأتي بتهشيم الجماجم ثم تحول البلاد إلى فوضى عارمة ، كما حصل ذلك بالتجربة الواقعية اليوم ، اجل صاروا يشيرون إلى رؤسائنا بالأصابع فيقصون من يقصونه ، ويقربون من يقربونه ، خصومنا اليوم يحكموننا حكما دمويا اسود باسمنا فيخلقون تحت ظل الديمقراطية الفوضى والدماء والاقتتال والتناحر ، لكي يأمنوا على مخططاتهم ، فأين عقولنا وحكمتنا مما اوقعونا به ، وسيوقعوننا به من فخ قاتل ومدمر ، سوريا الأمس تنعى نفسها اليوم أمام هذا الخراب المفجع الذي لايضاهيه سوى خراب الزلزال ، وقبل ذلك ماعصف بليبيا العزيزة وغيرها من بلداننا التي عصفت بها هذه الريح المدمرة ، وهكذا هي أوطاننا تنعى نفسها اليوم تنعى نفسها وتنتقل من نظام لاترتضيه الى حمام ترتضيه على مضض إنني وبإيحاء توجهي البحثي المحايد يمكن أن أقول : ان مشكلة الزعيم العربي اليوم هي ذاتها مشكلة الشعب العربي ، فهما ينهلان من مصدر واحد هي القسوة في عدم تقدير الموقف التاريخي بحكمة وروية تجاه بعضهما ، البعض الآخر، وبماذا يمكن أن اعبر أكثر من هذا التعبير بحيث أجدني انزف بمقالتي وقصيدتي مع هذه الجراح ، إننا في هذه المرحلة بحاجة إلى توحيد الصفوف ، ونبذ كل التناحرات بمختلف أنواعها ودواعيها والغائها تلبية لحاجة الوطن الأكبر بلاد العرب ، ولتكن شريعتنا التوحد بحب الأوطان بدل التكفير وقتل الإنسان.
فسلاما ياسوريا العزيزة الحبيبة ، جراحك نطقت بألف وامعتصماه ووامعتصماه.
رحيم الشاهر- كربلاء
AZPPPL