سنعود.. ولكن
كاظم عبد الله العبودي
الى (نشوان عزيز عمانوئيل) الذي قال في مهجره (انني لا اسكن في العراق بل ان العراق هو الذي يسكن فيّ) –
(جريدة الزمان العدد 4637 في 22/10/2013 م)
انت مازلت وشوق
فار في الجنبين حتى العين
تحلم..
ان حينا سوف..
اه، ان هذي الـ (سوف)
يوما سوف يخضر من السين
الى اخر حرف في او ان الغمر
او فوق ذواري الرمل
يخضر جفاف الروح
والروح اذا جفت سقاها
الجفن او قطر فوق الجرح
من صبر جذور النخل
علقم
من جنى من سالف الاحلام
او مما انطوى في القلب
او من ذابل الغصن
اذا ينسل منه النسغ الصاعد
صوب الريح الا..
قبض ريح؟!
انا كم قاربت بين الحلم
والحلم، ولكن..
ظل ظل الدار فواحا
بعطر العاصفة
ونما في باحها
لا الورد بل..
بعض صبار وشوك
من شظايا ناسفة!
يا صديقي
كيف ما قرت .. فما قرت
بنا الاوجاع يوما
انما تبقى، وبقى
وطن الاوجاع
فوق الجفن
في كل شغاف العاشقين
حيثما داروا ودارت
بهم من سابحات الهجر
في اي مدى
عبر شتاء العابرين
اي حزن
فيه مازلنا.. ونبقى
عنه نحكيها وتحكينا
ليالينا الطوال
نرقب النجم..
نرى دمعا على احداقه
يسكب شوق الارض للواح
وشوق الواح للارض التي
ترشف هذا الشجن
النازف..
من وجدانها
ذرواً بكثبان الرمال؟
اي حزن
خط هذا الغسق القادم
فوق الافق
من اقصى جنوب الغيم
حتى اخر الغيم
على سفح الشمال؟
ارضعتنا حبها
عبر الذي يربط رحم الارض فينا
ثم لما انجبتنا..
ابعدتنا
عنوة عن دفء ذاك الحضن
لكن..
دق اجراسا لنا حلم
بجفن الذاكرة
ظل لا يبرح عند الباب
لا يطرق الا القلب
اذ يسال :-
– هل من عودة ثانية
ايتها الناضحة الثديين..
بردا وسلام؟
فيجيب الشوق
اذ يرقص حول الدمع
في ليلة ميلاد النوى:-
– اقرأ..
على الارض السلاماً!
فيجيب الشوق اذ ترقص
حول الدمع في ليلة ميلاد النوى
اقرأ على الارض السلام
وطن .. في كل يوم
يتماهى الافق في عينيه
والرمل..
ومد البحر
والليل، ورجع
من اغانيه التي
لم يعرف الناي سواها
ابحرت فيه ولم يطلق شراعاً
في هدير الموج
اسراب نواياه
ولكن النوايا
انست وهنا على الصاري
وانست..
حين الهته الاماني
قاربه
فمضى يلهث، والمرساة في كفيه
لا يدري الى اين
سيسري باحثا عن ساحل
دون براكين
ولا عصف رياح..
غاضبة
وطن في كل يوم
ينبع الملح على خديه
ملحا
ويجير الجرح في جنبيه
ايان تلظى
في لهيب
اوقدته النار في الاضلاع جرحا
. . .
قتلوا جنح العصافير
رجوعا صوب لا شيء
سوى الوهم .. وراحوا
يمضغون الريش
كي لا يكتب العشاق
بالريش على الايام
للاحباب .. شعراً
ثم خطوا بدل العشق
اسى لا ينمحي..
سطرا فسطرا
بعد ان مدوا يد الحوت
الى ثغر القمر
اطفأوا الشمع
عن الليل الشتائي ولجوا
يطعنون الفجر
الا تبزغ الشمس
على جفن السحر
. . .
خضبوا بالدم لا الحناء
شعر الورد
وانهالوا على جيد البراعم
ذبحوا الاغصان
واغتالوا على الزهر..
الفراشات
لدى اول ما اغفى الندى
فوق المياسم
شطبوا كل الذي خطته
فوق الصخر او عند رموش النجم
كف الذكريات
اطلقوا النار على الشمس
وغطوها بما لا .. لا يقال
حاولوا ارغام موج الشوق
ان يوقف في النهرين دفقاً
ثم لا يحضن في مطلع ليل العيد
ما بث الهلال
يا صديقي
وانا الان اناجيك
على البعد، على القرب
اثار الرعد قصفا
فجأة.. حال به الحلم الى ليل
باجفان الصباح
ثم لم يترك سوى
عصف الرياح
واستقرت فوق اطلال الهوى
تبكي على الاشلاء
اشلاء البراءة
رفض الحبر مسيلا
واستجار القلم المفجوع بالصمت
فنزت من ثناياه الجراح
واخيراً
رغم ما قيل وما لم ينطق الحرف به
رغم جموح الاسئلة
هو من يسكن فينا ابدا
حتى ولو كان
اكاليلا من الشوك
بدرب الجلجلة
هو من نحمله حتى
ولو كان صليبا
يثقل القلب
ابى العشق لنا
ان ننزله