سندباد أدمن الرتابة
حارث معد
فوق سوادِ إسفلتِ المطارات،
اللامعِ في المنفى..
كبطلٍ في فلم سأمثِّلُ دورَ الميتِ،
بانتظارِ ترحيلي.
ايتها المشرحاتُ،
أيتها المنظماتُ الإنسانية
جِدْنَ لي بين الجثامين فاقدةِِ الهوية،
نعشاً أو جَناحَ طائرةٍ،
يحملني إلى وطني
فهناك نسيت بين عيني أبي الغاضبتين
وحضنِ أمي
روحي و شهادةَ ميلادي
ما عدتُ أحتملُ
تقاليدَ الأنظمة،
والمواعيدَ على الثانية
وإعادةَ تجديدِ الإقامة
واقتطاعَ الكعك
والتعثرَ في السواحلِ،
بأقدامِ العاريات
وإطعامَ الطيورِ في الباحات
وشراءَ معلباتٍ للكلاب
أعيدوني
إلى صياح الديك المخبول،
الذي يُصحِّيني من نومي مندهشا
أعيدوني لخطواتِ أمي
وهي تُعِدُّ الإفطارَ
الغنيَّ بالكولوسترول
ودربكةِ أقدامِ الجارة
وصوتِ زقزقةِ الأبواب،
التي تصحي الأولاد
وذاك الصيف
الذي يستضيف التعرُّقَ بحفاوة
أعيدوني
أتلمس إطرافَ جفني
لأزيحَ عنه الدمعَ اليابس
وأتثاءبَ مثل هِرِّ في شباط
دعوني أهز غصنَ توتٍ
يوقظُ فيَّ الخَيال
وأغفو في داري التي تمتصني
كما تمتصُّ النحلةُُ
أنملةَ الرحيق
لا ترووا عني يا أهل داري
سيرةَ السندباد
بعد أن أدمنتُ الرتابة
فأنا لن أعود بعباءةِ سوبرمان،
وعجائبِ الفِرَنْجَهْ
كلُّ ما جنيتُه شهادةُ وفاةٍ
وجوازُ سَفَرٍ مُزَوَّر
وكفنٌ أطويهِ تحتَ إبطي،
مبحِراً به من مدينةٍ إلى مدينهْ.
/8/2012 Issue 4278 – Date 15 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4278 التاريخ 15»8»2012
AZP09