سماء إبن الوردية تمطر شعراً

حمدي الحديثي في ديوان جديد

سماء إبن الوردية تمطر شعراً

عكاب سالم الطاهر

بغداد

للاديب حمدي مخلف الحديثي، صدر ديوان جديد حمل عنوان (مطر بن الوردية) الديوان من اصدار دار دجلة/ عمان لعام 2014، وقبل عرض الكتاب (الديوان) ، من المفيد التعريف بالشاعر، قاص ناقد تشكيلي، هو حمدي مخلف غفير ال صكر الحديثي، ولد عام 1954 في (حديثة) بمحافظة الانبار. حصل على بكالوريوس ادارة واقتصاد من الجامعة المستنصرية عام  1982. عمل في ادارة معمل للمرمر بدأ تجربته بكتابة النقد التشكيلي ثم القصة القصيرة. شارك في الكثير من المؤتمرات  الادبية، وكان مساهما في المعارض التشيكلية واقام معارض شخصية عديدة، عضو في اتحاد الادباء 1990، وعضو في نقابة التشكيليين  1990، وعضو جمعية الفنانين العراقية. ذكرت اعماله في مصادر كثيرة منها : (فصول من تاريخ التشكيل في العراق) شاكر حسن ال سعيد 1983، طبع من كتبه : (وحين تشرق الارض) قصص 1982، و (اكرم شكري) دراسة في فنه 1982، و (الدائرة تبدأ مني) رواية.

هذا الديوان

الكتاب (الديوان) يقع في (91) صفحة من القطع الصغير، بغلاف ورقي، اشتمل على تخطيطات داخلية من عمل المؤلف.

عند ثلاثة نصوص ثبتها الشاعر، قبل ان ندخل الى فضاءات  الديوان.

النص الاول، مستل من تقييم نقدي للاديب (خالد ابو خالد) تحت عنوان : (حميد سعيد.. جسر الشعر العامر) ، وجاء فيه : (ان الشاعر، وفي الجسر العامر الذي يمتد بين القصيدة الاولى واخر القصائد، لم يقدم اي تناول في المضامين التي ذهب اليها في مشروعه ، الذي يمكن القول، ايضا، انه مؤسس على الثوابت التاريخية والمعاصرة الراهنة  في المشهد العراقي النازف).

اما النص الثاني،  وقد حمل تاريخ (4/12/2012) فقد جاء فيه: (هذه الاصوات.. بعض من سمفونية الشاعر الكبير حميد سعيد. انها الاصوات التي شدتني وفتحت لي مديات للصدى ، والصدى ازاء الصوت العميق  برؤياه ، هو دونه في الرؤيا).

ويبدو ان الشاعر الحديثي، اراد من هذه الكلمات (مقدمة) او استهلالا لديوانه، اذ يضيف :(لذا .. فليعذرني صديقي واستاذي المبدع، الانسان، ابن الوردية، عاشق بغداد الذي وضع القدس بين ضلوعه، وتحت الجفون، مدريد وغرناطة والرباط. وفي جسده يجري الفرات.. هلا تعذرني ايها الشاعر الكبير). والمخاطب هنا، هو الشاعر حميد سعيد

النص الثالث

وجاء هذا النص حاملا  توقيع (حميد سعيد)، دون ذكر تاريخ او مصدر . لذلك سنتعامل معه، كقصيدة قصيرة، جاء فيها:

(تغيّر الناس هو السؤال..

ام تغيّر الزمن؟

ولا ارى الا جوابا واحدا يقول

وهل يعود صوتنا العظيم؟

يغير الانسان والزمن..).

ولكن من هو ابن الوردية؟

هذا السؤال طرحته على الشاعر حمدي مخلف الحديثي، فذكر لي: ان المقصود هو قرية (الوردية) حيث ولد الشاعر  حميد سعيد، ومن السهولة ان نعرف من هو ابنها. وربما، من السهولة ايضا، ان نتعرف على مطره؟!

صوت وصدى

واذا استخدمنا هذه المفاتيح الثلاثة، نستطيع ان ندلف الى فضاءات الشاعرين: حميد سعيد ومخلف الحديثي. فقد جعل الشاعر الحديثي النصوص المستلة من شعر حميد سعيد، وجعل من قصائده بمثابة الصدى فلنعاين المثل التالي:

من قصيدة (رحلة الصمت) للشاعر حميد سعيد، يلتقط الحديثي، النص الاتي:

يا يونس الراقد في جوف حوت

يا ايها المبحر في المستحيل

سمارك الاموات من اي جيل؟

هذا هو (الصوت) اما الصدى الصادر عن حمدي الحديثي، فنسمعه بالقصيدة التالية:

كم هي الحيتان.. التي صارت عندنا؟

لا نعرف العد

تاهت الارقام في امداء مخاوفنا

ويونس.. الراقد في جوف حوت

يسخر منا..

وتعدد الامثلة.. لكن الشاعر الحديثي يقدم (خاتمة بلا صوت) كآخر نص شعري في ديوانه، وقد حمل النص المكان والزمان التاليين : (ايلول- تشرين الاول 2012- بغداد) لن نقدم المزيد ونترك الشاعر وديوانه، وجها لوجه مع القراء.