سلطة وتغيير إجتماعي
التربية تنقل التراث الحضاري إلى الأجيال
ان حضارة أي مجتمع هي طريقة رقي أفراده وهي مجموعة الاستعدادات والافكار التي اكتسبوها والتي اقتسموها وورثوها جيلاً بعد جيل والتي استطاعت ان تقدم الى اعضاء كل جيل الحلول الفعالة المعدة لأغلب المشاكل التي تواجههم وتلك المشاكل التي تنمو عادة من حاجة الافراد الذين يعيشون في حدود مجموعة منظمة .
فالحضارة تشمل النظم والظواهر الاجتماعية لرسم خطة جديدة تتناسب مع المفاهيم والعادات والتقاليد لتلك المجتمعات المختلفة حتى يستطيع افراد المجتمع السير ضمن التطورات الحديثة منتهجة الايديولوجيات المتطورة ، فالبيئة لها دور كبير على سلوك الافراد فهي تفرض على المجتمع أتخاذ خطة معينة من النظم والمفاهيم الاجتماعية حتى يستطيع افراد المجتمع مقاومة الاعباء لتكملة الأدوار بطريقة موضوعية ومنطقية ، فالمجتمع له دور ملموس بمشاركة البيئة لأداء هذه الظروف وحثها في خدمتة للوصول للمفهوم العام ضمن أطار القيم والعادات والتقاليد والمعايير التي تتساوى مع مفاهيم افراد المجتمع الواحد .
ان التربية والتعليم لهما أهمية بالغة في نقل التراث الحضاري عبر الاجيال الماضية ،فالعلم والمعرفة لهما الدور الفعال في تخزين المعلومات وترتيبها وتنظيمها وجعلها على قدر كبير من الدينامية والتفاعل ، فتحليل المعلومات له دور مهم في عمليات الاسترشاد عن الحقيقة التي تتسامى تدريجياً مع الواقع الذي يهتم بالقدرة على الفرز لانتقاء الافضل . فالتغير الاجتماعي يعني التغير في البناء الكلي والهيكلي في المجتمع ،وان قوة المجتمع تتمثل في المعرفة العلمية وتقاس النسبة دائماً بالقياس الحضاري التي توصلت اليه المجتمعات المعاصرة الى المجتمعات المتخلفة اي تقاس بنسبة تقدم الحضارة المتطورة والاكتفاء الذاتي وايضاً تقاس بالمعرفة الثقافية التي توصلت اليها في الازمنة القديمة والحديثة اي مجموع المنتجات المادية والمعنوية .
فالمجتمعات البدائية مازالت تؤمن بالغيبيات ولاتكترث بالتطورات الحديثة بالجوانب المختلفة للحضارة ،فمازالت معظم المفاهيم محدودة ضمن العادات والتقاليد القبلية والمسلكية الاستدلالية تؤخذ من خلال بعض القوانين العشائرية التي توضع بواسطة كبار السن او بعض المشرفين الذين لهم القدرة والسيطرة على المجتمع ،ولهذا لابد من ادخال بعض الانماط الحضارية الى المجتمعات المتخلفة والحصول على جداول احصائية تبين مدى تدرج اطراف التفاعل بين افراد المجتمع والحراك الاجتماعي الذي اصاب المراكز الاجتماعية والطبقات الاجتماعية .
على رجل السياسة الاعتماد على مجريات الحوادث الدقيقة منها والكبيرة التي تحدث على واقع الحياة السياسية والاجتماعية للاطلاع عليها بشكل مستمر ووافي وان يكون قادراً على التفاعل مع متغيراتها لكي يستطيع الوصول الى المعرفة الحية لأستكمال جميع المفاهيم والاخذ بسبل الموضوعية التي تفرض علية اتخاذ الخطة المناسبة حتى يستطيع انشال العراقيل التي تؤدي الى العرقلة التامة في طريق التقدم والبناء الاجتماعي ،فعند القيام بالعمل لوضع خطة جديدة يجب ألا نعود الى الصور المتخلفة والسابقة الا في حالة التقييم للمراحل السابقة ضمناً لتلافي المفاهيم الخاطئة التي من خلالها يصبح الواقع حتمياً على ارض الواقع ،فالخطة تبنى على اساس التقويم الموضوعي للأطر العلمية والمنطقية ،فالبحث الاجتماعي – للسياسي- هو منهج للدراسة والتحليل والنظر للحياة الاجتماعية ضمن نسق محدد لمحاولة تعديل الحقيقة سواء اكانت تهدف الى بناء نظرية ام تطبيق لفعل سياسي لمرحلة ما . فتراثنا الحضاري حافل بالتركيبات المتنوعة وتحمل كل تركيبة ظاهرة معينة تدل على مدى فاعلية هذة الظواهر في انتاج اطر المفهوم الثقافي الحيوي لأرساء معالم التغير والمقدرة على النمو للوصول الى ادق المراحل الى المعرفة للمخلفات القديمة او تعديلها او انتاج امثال لها طابع ثقافي معاصر يتسامى ويتفاعل مع التقدم العلمي والتكنلوجي لأنتاج ادوات مؤدلجة ومتطورة تستطيع ان تفي بكل مستلزمات العصر .
وخلاصة القول ان ادوات التغيير الاجتماعي – المرتبط مع التغيير السياسيى – تلعب دورا كبيرا في عمليات البناء الاجتماعي ولهذا انه في أي موقف اجتماعي نستطيع ان نكشف ثمة عوامل عديدة او ظروف هامة تعتبر عوامل اساسية في كل تغيير اجتماعي وهي البيئه الطبيعية والجماعة الانسانية الموجوده فعلا الثقافة السائدة المظاهر البايلوجية والسايكلوجية للناس . ذلك فأن أي تغيير في عامل او اكثر من هذة العوامل سوف يثير تعديلات توافقية في الانساق المترابطة للسلوك الاجتماعي وبهذا تبدأ في الحركه سلسله مترابطة من التغيرات الاجتماعية التي تصب فيما بعد في جداول التحضر والحداثة .
نجم عبد خليفة – بغداد
AZPPPL