القاهرة- مصطفى عمارة -مسقط الزمان
يبدأ سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد الأحد زيارة الى طهران تستمر يومين، وفق ما أعلن الديوان السلطاني الأربعاء، تأتي في خضم تقارب دبلوماسي تشهده المنطقة مؤخرا خصوصا بين إيران وجيرانها العرب. وأفاد الديوان في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية أن السلطان سيقوم «بزيارة رسميّة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لمدّة يومين ابتداءً من يوم الأحد». اختتم السلطان هيثم بن سعيد سلطان عُمان زيارته المفاجئة التي قام بها لمصر ، ورغم الإعلان الرسمي على أن التعاون الاقتصادي بين البلدين احتل الأولوية في ملف المباحثات بين الرئيس السيسي والسلطان هيثم بن سعيد إلا أن مصدرا دبلوماسيا رفيع المستوى كشف في تصريحات خاصة للزمان أن إعادة العلاقات بين مصر وإيران احتلت الأولوية في المباحثات بناء على طلب إيران التي ترى أن إعادة العلاقات بين مصر وإيران يحتل الأولوية في ملف العلاقات الإيرانية الخارجية نظرا لأهمية مصر ودورها المحوري في المنطقة خاصة بعد المصالحة بين السعودية وإيران ، والتي كانت تشكل حاجزا كبيرا في إعادة العلاقات المصرية الإيرانية ، وأوضح المصدر أن الرئيس السيسي أبلغ السلطان سعيد أن هناك شروطاً يجب تسويتها قبل إعادة العلاقات مع إيران تتعلق بالتدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية في مصر وكذلك دول المنطقة والتي تشكل أهمية بالنسبة للأمن القومي المصري وعلى رأسها الملف الفلسطيني. وفي السياق ذاته حذر عدد من الخبراء السياسيين في استطلاع للرأي أجريناه معهم من مغبة إعادة العلاقات المصرية الإيرانية نظرا لخطورة المخططات الإيرانية في المنطقة ، وفي هذا الإطار حذر الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي من أن يؤدي التقارب المصري الإيراني إلى غض القاهرة الطرف عن السلوك الإيراني في المنطقة إذ يمكن لإيران استغلال عودة العلاقات المصرية الإيرانية لاستمرار سياستها في دعم وكلائها في المنطقة لذا فإن مصر عليها أن تتمسك بشروطها لإعادة علاقاتها مع إيران وأن لا يقتصر الأمر على علاقات إيران مع دول الخليج فضلا على أن هناك مخاطر أمنية من دخول الإيرانيين بحرية إلى مصر والتنقل بحرية إلا أن الباحث أوضح أن التخوفات السابقة لن تمنع مصر مع الدعوات الإيرانية للتقارب معها استجابة للوساطات العربية وعلى رأسها إيران وعمان.
ومن جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن القيادي في حزب التضامن الديمقراطي الاحوازي أن إيران عازمة على تطوير علاقاتها مع الدول العربية المجاورة وعلى رأسها مصر ولا يعني هذا التقارب لا يعد تغييرا في السلوك الإيراني لأن إيران لها أيديولوجية أصولية خاصة وأن سعيها للتقارب ناتج عن التدهور الإقتصادي والعقوبات الدولية وأضاف الباحث أن العلاقات المصرية الإيرانية لم تكن في الكثير من الأحوال ودية وأن مصر لن تستفيد من إيران تجاريا أو اقتصاديا. فيما أوضح مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن إيران حاولت التقارب مع مصر في عهد مرسي حيث طرحت إيران خلال زيارة مرسي لإيران فكرة تنشيط السياحة الإيرانية الدينية إلى مصر إلا أن المخابرات المصرية رفضت هذا التقارب وأوضح المصدر أن مصر حذرت إيران من التدخل في الشأن الفلسطيني عبر علاقاتها ببعض التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها الجهاد لأن هذا يضر بالأمن القومي المصري والدور المصري في القضية الفلسطينية ، وكشف المصدر أن المخابرات المصرية فتحت خط مع الجانب الإيراني عقب زيارة سلطان عمان لمصر حيث أبلغت المخابرات المصرية الجانب الإيراني الشواغل المصرية تجاه الممارسات الإيرانية بالمنطقة .