سعودية تسرق سيارة زوجها وتقودها بتهور في مكة
سعوديات يتطلعن الى إصلاحات تحسن من أوضاعهن
الرياض ــ يو بي اي
دبي ــ رويترز
تحرص ديمة المشعبي على استعراض التطريز الذهبي الذي يزين عباءتها التي صممتها بنفسها.
بالنسبة لديمة فإن الخروج من المنزل بملابس مميزة ليس تعبيرا عن اهتمامها بالأناقة وحسب وإنما هو ايضا رمز للتغييرات التي تجري بالمملكة العربية السعودية. وقالت ديمة عن عباءتها الكثير من النساء الآن يصممن عباءاتهن بأنفسهن .
ولعل العباءات المزركشة التي تشاهد الآن في أنحاء السعودية تمثل رمزا للمكاسب التي تحققها النساء في المملكة. فالنساء لم يتخلين عن عباءاتهن ولكن يحاولن تخفيف القيود التي تحكمهن.
هذا هو الانطباع الذي كونته مجموعة من المحررين الأمريكيين ومنهم كاتبة هذا التحقيق الذين زاروا الرياض الشهر الماضي بوصفهم زملاء لللمشروع الدولي للتغطية الصحفية بجامعة جونز هوبكنز.
ورغم أن المجتمع لايزال ذكوريا وبالتالي فان حقوق النساء محدودة جدا وفقا للمعايير الغربية الا إن هناك مؤشرات على تغيرات في مجالات التعليم والسياسة والموضة.
وأصبح مسموحا للنساء الآن بيع الملابس الداخلية النسائية فيما يمثل تغيرا عن الوقت الذي كان الرجال يبيعون فيه هذه الملابس.
وكان للاحتجاجات والانتفاضات التي تهز المنطقة منذ 18 شهرا اثر على المملكة. وسارع العاهل السعودي الملك عبد الله الى إجراء إصلاحات يقول محللون إن هدفها الحفاظ على الوضع القائم دون إثارة رد فعل عنيف من جانب علماء الدين الذين يتمتعون بنفوذ كبير في البلاد.
وفي العام الماضي أعلن برنامج مساعدات قيمته 93 مليار دولار للمواطنين ووعد بأن يسمح للنساء بالمشاركة في الانتخابات البلدية القادمة عام 2015 وهي الانتخابات الوحيدة التي تجريها السعودية. كما أصدر مرسوما يتيح عضوية النساء في مجلس الشوري وهو مجلس استشاري من 150 عضوا يعينه بنفسه لولاية مدتها اربع سنوات. وتحرك الملك بسرعة بعد وفاة ولي العهد الأمير نايف الأسبوع الماضي لحماية تركته الإصلاحية من خلال تعيين الأمير سلمان وليا للعهد والمعروف باعتداله. ومن بين المؤشرات على التغيير تشجيع النساء على تلقي تعليم بمستوى عالمي اذ تفتتح مدارس جديدة للفتيات الموهوبات كما يوجه المزيد من التركيز الى الالتحاق بالجامعات. في عام 1965 بلغ معدل الأمية بين الإناث خمسة في المائة. اليوم 60 في المائة من طلبة الجامعات في السعودية من الفتيات كما ان معدل توظيفهن وصل الى ثلاثة امثاله تقريبا فبلغ ، في المائة بعد أن كان ، في المائة وفقا لتقرير نشرته صحيفة سعودي جازيت يوم الخميس.
ودشن الملك برنامجا سخيا للمنح الدراسية للشبان السعوديين ليدرسوا في الخارج يضم نحو 130 ألف طالب يدرسون حاليا في جامعات خارج البلاد نصفهم تقريبا في الولايات المتحدة. وبينهم الكثير من النساء لكنهن لا يحصلن على المنحة الا اذا كان سيرافقهن محرم في الرحلة الدراسية الى الخارج.
ويقول مراقبون إن الملك ربما يتعشم في أن يساعده احتكاك هؤلاء النساء بالعالم الخارجي الى تحريك الرأي السائد في اتجاه تأييد إجراء تغيير محكوم مع عودة هؤلاء النساء اللاتي يدرسن في الخارج.
وقال جيمس بي سميث السفير الامريكي بالسعودية عن المنح الدراسية إعتقد أنها قصة نجاح عظيمة. ليس هناك ما هو أقيم من التقاء الثقافات معا وتبادل الخبرات . ورغم هذا فليس بالضرورة ان كل السعوديات يردن التغيير. وكتبت ايمان النفجان هذا الشهر في عامود بصحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون تقول بالنسبة للمرأة السعودية العادية التي تنتمي للطبقة المتوسطة وتنحدر من خلفية عائلة صحية فإن الحياة جيدة الى حد كبير . وتقول ايمان التي قضت جانبا من طفولتها في كانساس بالولايات المتحدة الامريكية إن النساء السعوديات يعانين نقصا في الحقوق مقارنة بغيرهن لكنها تشير الى أن التغطية العالمية تفرض صراعات ثقافية مؤلمة .
وكتبت تقول إن السعوديين الأثرياء والمتعلمين لا يعتبرون أن أفراد أسرهم يعانين القمع وأضافت الكثير من السعوديين يعتبرون أن شرط حصول امهاتهم وزوجاتهم واخواتهم على إذن لمغادرة البلاد او لتلقي درجة أعلى من التعليم لا يعدو كونه مصدر إزعاج بسيطا .
لكن بالنسبة لبعض النساء فإن الإصلاحات المحدودة غير كافية. ودعت مجموعة من الناشطات الاسبوع الماضي النساء الى الجلوس وراء عجلة القيادة الاسبوع الحالي تحديا لحظر قيادة النساء غير أن كثيرات يقلن إن هذا ليس همهن الأساسي.
وقالت الأميرة اميرة الطويل زوجة الملياردير ورجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال اذا أردت اختيار معركة فإن القيادة معركة خاطئة. هناك قضايا اكثر خطورة هنا . وأضافت أن القضية الاكبر هو ان المطلقات يجبرن على التنازل عن حضانة بناتهن لأزواجهن السابقين.
وقالت فوزية بكر البكر استاذ التربية بجامعة الملك سعود في الرياض ما أريده حقا هو هوية قانونية. لا تريد النساء أن تظل قاصرات الى الأبد فتحتاج الى توقيع الزوج على كل شيء .
ولا تعبأ فوزية بالقيادة. ونتيجة لمشاركتها في احتجاج يتصل بمسألة القيادة في اوائل التسعينيات فقدت وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل اضطرتها الى ترك منزلها. وعادت الى العمل الآن لكنها لم تقابل رئيسها في العمل بعد لأن النساء يعملن في مبان منفصلة عن الرجال. وعلى الرغم من هذا فإنها متفائلة بأن التغيير في السعودية يجري على قدم وساق. وقالت خفت حدة الضغط فعلا… لكن المشكلة أن حدته لا تخف منهجيا. إنه غير متسق ومتناقض . من جانبها ألقت قوات الأمن السعودية القبض على امرأة سعودية 30 عاما أثناء قيادتها سيارة بشكل متهور في مكة المكرمة غرب المملكة.
وكانت السعودية خلود انتظرت ذهاب زوجها إلى النوم لتحصل على مفتاح سيارته، وهي من طراز تويوتا كورولا ، وقادتها بشكل متهور في مدينة مكة متعمدة زحلقتها بمكانها وإصدار أصوات مزعجة فيها. وتم اكتشاف أمر السعودية مصادفة من خلال أحد المارة، الذي أبلغ الدوريات الأمنية عن مشاهدته امرأة تقود سيارة، وتمارس بها التفحيط فيما تعاملت الدوريات الأمنية مع الموقف بحذر أثناء توقيف السيارة، حرصاً على عدم تعريض حياة المواطنة للخطر، وتم استدعاء زوجها الذي فوجئ بقيادة زوجته سيارته الخاصة من دون علمه. وقال الناطق الإعلامي في شرطة مكة الرائد عبدالمحسن الميمان في بيان له نشرته مواقع الإنترنت السعودية امس الأحد إن الدوريات الأمنية تلقت بلاغاً عند الثالثة فجراً أمس ، عن امرأة تقود سيارة في حي النوارية، وتم التعامل مع الموقف وتسليم السيارة مع قائدتها إلى مركز شرطة التنعيم.
وأضاف أنه تم استدعاء زوج قائدة السيارة، الذي أشار إلى أن زوجته تعاني من أمراض نفسية، ولا يريد أن يقيم دعوى ضدها، لكنه التزم بالمحافظة على زوجته من خلال تعهّد أُخذ عليه في شرطة التنعيم، ثم تسلم زوجته والسيارة من مركز الشرطة . ويدور في المملكة السعودية جدل حاد حول قيادة النساء للسيارات، فيما كان بيان باسم مبادرة سأقود سيارتي بنفسي اعتبر مؤخرا أن مفتاح فك الحظر المفروض على قيادة النساء في السعودية سيبدأ من النساء أنفسهن .
/6/2012 Issue 4234 – Date 25 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4234 التاريخ 25»6»2012
AZP02