سبعين كانوا وصاروا أمة

غزاي درع الطائي

كُنّا ولمّا نزلْ صِيداً ميامينــــا

ولـــم يَزلْ أنجمَ الدُّنيا أهالينا

ولم تزلْ ساحةُ الأبطالِ ساحتَنــا

ونـحنُ نبقى صقوراً أو شواهينا

ولم يزلْ نِفطُنا يسقي بلا كـــللٍ

رومــا وطوكيو وأوتاوا وبرلينا

كُنّا إذا مـــا أردْنا نصبَ خيمتِنا

قالتْ لنا الرِّيحُ في التَّبريحِ: آمينا

كــانت لنا تحت ظلِّ الحقِّ وَقفتُنا

تلك التــي باسمِها ابيضَّتْ ليالينا

لكنْ سيُطعِمُنا الرَّحمــنُ غسلينا

إنْ لم نكنْ لرسولِ اللهِ حامينــــا

إنْ لم تَكُنْ كانفجارِ الماءِ وقفتُنـا

ولم نكنْ ساعةَ الجُلّى براكينــــا

السِّلمُ نرجــوهُ لكنْ حين يندُبُنا

والسَّيفُ نرجوهُ لكنْ حين يُنجينــا

{ { { {

إسلامُنا كاملٌ .. أللهُ أكملَــــهُ

بلْ وارتضاهُ لنا يا سادتي دينـــا

يا سادتي كيف نرضى أنْ يُقالَ ولو

حرفٌ مسيءٌ على مَنْ كان يَهدينـا

لا والذي جعلَ الفرقانَ آيتَـــهُ

لَنقلِبَنَّ على العادي الموازينــــا

ونزرَعَنَّ التَّحدّي في تَطَلُّعِنـــا

ونخرجَنَّ فرادى أو ملايينـــــا

فإنْ نجونا فإنَّ اللهَ مُنجينـــا

وإنْ قُتِلنا سنلقى الحُوْرَ والعِينـــا

صلّوا على المصطفى الهادي البشيرِ فقد

صلّى عليهِ الذي يُعطي ويُغنينـــا

صلَّت ملائكةُ الرَّحمنِ أجمعُهـــا

عليهِ فامتلأتْ ورداً روابينــــــا

محمدٌ ملأ الأيّامَ نورَ هــــدًى

وذكرُهُ ملأ الآفاقَ نسرينـــــــا

محمدٌ خيرُ مَنْ قاموا ومَنْ سجدوا

وخيرُ مَنْ خرجوا فجرا ملبِّينـــــا

يا ويلَنا إنْ تركنا دينَ خالقِنـــا

يا ويلَنا إنْ هربنا مِنْ عوالينـــــا

يا ويلَنا إنْ تركنا الغربَ يسحبُنـا

سَحباً وينشرُنا نشراً ويطوينـــــا

جُنَّ الجنونُ لديهِمْ ضدَّ شافعِنــا

لا بأسَ فليصبحوا طراً مجانينــــا

ليستْ لقوَّتِهِمْ فضلٌ بسطوتِهِــمْ

بل ضَعْفُنا هو مــــا أزرى بأيدينا

{ { { {

نحن الذين ضَعُفنا فــي معاقِلِنا

وَهُمْ علــى ضَعْفِنا ازورّوا شياطينا

هل نرتقي والتَّردّي فـي صحائِفِنا

والحزنُ قائدُنا والهمُّ والينـــــا

لو أنَّ فــــي أهلِنا خيراً لأُمَّتِهِمْ

لما تحاملَ قِردٌ مِنْ أعادينــــــا

ولانحنى برجُ (إيفلْ) تحت أرجلِنا

ولانحنتْ كلُّ أوربا لِتُرضينــــــا

ولانحنى طيشُ أمريكا ومَنْ معها

وصــــاحَ صائحُنا : عُدنا لماضينا

باقونَ نحنُ على حبِّ الرِّسالةِ إنْ

جفَّتْ منابعُنا أو سالَ وادينــــــا

الأرضُ دارتْ ودُرنا مثلَ دورتِها

حتّى نسينا بها (بدراً) و(حطِّينـا)

وضاعَ منّا السَّلامُ المرتجى أسفاً

ولم نُراعِ دِلالاً أو فناجينـــــــا

وضاعَ ما ضاعَ من أيّامِ عزَّتِنـا

حتّــــى أضعنا ولا ندري فلسطينا

أبرقَتْ في دجى الدُّنيا بوارقُنا

دهراً ونامتْ على الماضي مواضينا

نريدُ مِنْ حضرةِ الغازي حمايتَنا

غازٍ ويا للرَّدى والعارِ يحمينـــا

ونطلبُ العونَ مِنْ ملحٍ ومِنْ يَبَسٍ

ونفطُنا وحدَهُ يكفي الملايينـــــا

سبعينَ كانوا وصاروا أُمَّةً فمتـى

تصيرُ أُمَّتُنا العرباءُ سبعينـــــا

هذا الزَّمانُ الذي فاضــتْ كآبتُهُ

يبكي علينا كثيراً ثمَّ يُبكينــــــا

يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ ضـاقَ بنا

ذرعاً فضانا وأدْمَنّا تَشَكّينــــــا

أوطانُنا ما لَها أضحتْ منافينــا

وأهلُنا ما لَهُمْ أضحَـــــوا أعادينا

وأصبحَ الموتُ يمشي في شوارِعنا

وأصبحَ الدَّمُ يجري مِنْ أيادينـــــا

لا نسمعُ اليومَ تغريداً وزقزقــةً

بـــل نسمعُ اليومَ بوماً في بوادينا

كُنّا نواسي بصدقٍ كلَّ مَنْ فُجِعوا

واليومَ ليس لدينا مًنْ يواسينــــا

كُنّا نداوي جراحَ الغيرِ .. نُسْعِفُهُمْ

واليومَ ليس لدينا مَنْ يُداوينـــــا

ماشينَ كُنّا على نــارٍ مؤجَّجَةٍ

ولم نزلْ فوق ذاتِ النّارِ ماشينـــا

جاءوا علينا سلاطيناً .. نُحذِّرُهُمْ

إنّا سنبقى علـــى الدُّنيا سلاطينا

مشاركة