ساعات العراق السوداء – علي إبراهـيم الدليمي
إنتشر مؤخراً على شبكة التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ساخر جداً، يمس حال واقعنا اليومي في العراق، بل وفي صميم حياتنا فعلاً، وبطريقة تهكمية، جاء فيه: بان العراق يعد ثاني دولة بالعالم بعد سويسرا بصناعة الساعات، وكثير من الماركات والبرندات العالمية، مثل (ساعة السودة، وساعة الكشرة، وساعة المسخمة…)، وكثير من هذه الماركات، التي يتناولها ويستعملها العراقي الآن بتواصل وبكل حالات الضجر والتأفف، صباحاً ومساءً، منذ بداية شروق الشمس حتى غروبها، وفي كل فصول السنة، في الجلسات العائلية أو الوظيفية، وفي الشارع، وفي سيارات الكيا، وفي أثناء العمل، وفي المنام، وحتى في الفصول العشائرية.. لأن نحن أصلاً ليس لدينا، ساعة واحدة “سعادة” نستذكرها ..!فقد أصبحت هذه (المصطلحات) “لازمة” يومية على لسان كل عراقي، منذ أن يخرج لعمله وهو غير “شبعان” نوم بسبب إنقطاع الكهرباء الوطنية، وتأخير وتذبذب كهرباء المولد الذهبي، إلى إزدحامات شوارعنا الضيقة، التي بدأوا يعرضونها بتخريب الأرصفة والحدائق، لحل مشكلة الإزدحام المروري، إلى مشكلة الرواتب المتأخرة كل شهر، بسبب أو بدون سبب، إلى رداءة بث الإنترنيت الأزلي، إلى الحرب النفسية التي لا تنتهي في سلم رواتب الموظفين والمتقاعدين الكاذبة، والكثير من مشاكلنا الاجتماعية الأخرى، التي سببها كثرة العوائل الساكنة ضمن البيت الواحد الذي لا تتجاوز مساحته عن المائة متر. والحكومة ملتهية بالسرقة وحماية اللصوص، والبرلمان الذي يسقط سلف السراق من كبار المسؤولين.. ومنين ما نجيبها وتجي هي فعلاً ساعة الكشرة وسودة مسخمة بسخام الجدر!!