سأعود الى بلدي عندما أكون قادراً على التغيير

غسان‭ ‬فؤاد‭ ‬ساكا‭ ‬النشاط‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬كندا‭ :‬

IMG_8794

حاوره‭ : ‬علي‭ ‬الطيار‭ ‬

‮ ‬الناشط‭ ‬الانساني‭ ‬والسياسي‭ ‬والكاتب‭ ‬العراقي‭ ‬غسان‭ ‬فؤاد‭ ‬ساكا‭ ‬،،‮ ‬غادر‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬اوج‭ ‬الحصار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبلد‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬بوفاة‭ ‬والده‭ ‬،حيث‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‮ ‬‭ ‬الحزين‭ ‬نقطة‭ ‬افتراق‭ ‬وتحول‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬،‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬رحلته‭ ‬مع‭ ‬الغربة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬حمل‭ ‬همومه‭ ‬وحزنه‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬شبابه‭ ‬ودفعته‭ ‬تطلعات‭ ‬وامال‭ ‬بلده‭ ‬وابناء‭ ‬شعبه‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬يبث‭ ‬الامل‭ ‬‮ ‬بروحيته‭ ‬العراقية‭ ‬متمسكا‭ ‬بجذوره‭ ‬مسافرا‭ ‬مغتربا‭ ‬الى‭ ‬اقصى‭ ‬‮ ‬الغرب‭ ‬‮ ‬ليبلغ‭ ‬رسالة‭ ‬العراق‭ ‬الحضارية‭ ‬والانسانية‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ … ‬لتشرق‭ ‬شمس‭ ‬‮ ‬ابن‭ ‬الرافدين‭ ‬‮ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬بنور‭ ‬الفكر‭ ‬واشعاع‭ ‬الوعي‭ ‬الانساني‭ ‬ليسطع‭ ‬نجما‭ ‬عراقيا‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬كندا

غسان‮ ‬‭ ‬ساكا‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬‮١٩٦٩‬‭ ‬في‭ ‬بغداد‮ ‬‭ ‬متزوج‭ ‬وله‭ ‬ثلاثة‭ ‬اطفال‭ ‬يقيم‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬وندزور‭ ‬في‭ ‬كندا‭.‬،‭ ‬كأي‭ ‬عراقي‭ ‬مثابر‭ ‬ومجتهد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عائق‭ ‬الغربة‭ ‬حائلا‭ ‬دون‭ ‬تحصيل‭ ‬اكاديمي‭ ‬وعلمي‭ ‬اذ‭ ‬اكمل‭ ‬بكالوريوس‭ ‬استشارات‭ ‬قانونية‭ ‬‮ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ايفريست‭ ‬لشمال‭ ‬امريكا‭ ‬وايضا‭ ‬شهادة‭ ‬السفير‭ ‬الفخرية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ايفرست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٠‬‭ ‬‮ ‬خدم‭ ‬بلده‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬العلم‭ ‬لمدة‭ ‬‮٦‬‭ ‬سنوات‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٠٤‬‭ ‬ولغاية‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٤‬‭ ‬،وهو‭ ‬حاليا‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬المجموعة‭ ‬العراقية‭ ‬الكندية‭ ‬والتي‭ ‬اسسها‭ ‬لمساعدة‭ ‬العراقيين‭ ‬اللاجئين‭ ‬الى‭ ‬كندا‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬ارسال‭ ‬مساعدات‭ ‬للنازحيين‭ ‬‮ ‬العراقيين‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬كما‭ ‬ومثل‭ ‬غسان‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬والعراقية‭ ‬منها‭ ‬حضور‭ ‬مؤتمرات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الانسان‭ .‬

الرسالة‭ ‬والآمال

يقول‭ ‬غسان‭ ‬ساكا‮ ‬‭ : ‬نحاول‭ ‬وبقدر‭ ‬الامكان‭ ‬تقديم‭ ‬الوجه‭ ‬الامثل‭ ‬للمواطن‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬و‭ ‬ايصال‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجدنا‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬ذو‭ ‬الحضارات‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬لبقاع‭ ‬الارض‭ ‬يحتاج‭ ‬اليوم‭ ‬للوقوف‭ ‬معه‭ ‬ضد‭ ‬الارهاب‭ ‬ومؤازرته‭ ‬لانه‭ ‬يدافع‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬الارهاب‭ ‬الظلامي‭ ‬التكفيري‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬هدر‭ ‬الدماء‭ ‬وسلب‭ ‬الحريات‭ ‬واقصاء‭ ‬الاخرين‭ ‬المختلفين‭ ‬مع‭ ‬منهج‭ ‬التكفير‭ ‬والتطرف‭  ‬اما‭ ‬عن‭ ‬اهتماماته‭ ‬التي‭ ‬اخذت‭ ‬منه‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬‮ ‬فقال‭: ‬‮ ‬تطوير‭ ‬المجتمع‭ ‬والمغترب‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬توعية‭ ‬و‭ ‬ثقافية‭ ‬ولا‭ ‬زلنا‭ ‬نحاول‭.‬

ولم‭ ‬يغب‭ ‬الطموح‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬المغترب‭ ‬العراقي‭ ‬غسان‭ ‬فهو‭ ‬يطمح‭ ‬الى‭ ‬‮ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬و‭ ‬ابتسامة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬اهله‭ ‬وناسه‭ ‬‮ ‬،‭ ‬ويتمنى‭ ‬‮ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الارهاب‭ ‬و‭ ‬محو‭ ‬الطائفية‭ .‬

‮ ‬ابواب‭ ‬السلام‭ ‬والرفاهية

لم‭ ‬يكن‭ ‬ساكا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬العراقي‭ ‬الداخلي‭ ‬المتازم‭ ‬بشتى‭ ‬وانواع‭ ‬الازمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬بل‭ ‬فريب‭ ‬يتحسسه‭ ‬بوجدانه‭ ‬اذ‭ ‬يقوم‭ ‬‮ ‬غسان‭ ‬‮ ‬باعداد‭ ‬‮ ‬بحث‭ ‬‮ ‬حول‭ ‬تقليص‭ ‬التكاليف‭ ‬والرواتب‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬الحيز‭ ‬الاكبر‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬‮ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الحل‭ ‬الاقتصادي‭ .‬‮ ‬

‭- ‬هل‭ ‬الاحزاب‭ ‬الحالية‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تبني‭ ‬بلدا‭ ‬مهشما‭ ‬مثل‭ ‬العراق‭ ‬وماهي‭ ‬البدائل‭ ‬؟

‭- ‬غسان‭ ‬ساكا‮ ‬‭ : ‬ليس‭ ‬عندي‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬للاحزاب‭ ‬ولكن‭ ‬الاحظ‭ ‬خروقات‭ ‬فردية‭ ‬تأثيرها‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬ويرى‭ ‬غسان‭ ‬ان‭ ‬بدائل‭ ‬استرجاع‭ ‬ثقة‭ ‬المواطن‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬احزاب‭ ‬تكنوقراط‭ ‬و‭ ‬بصياغة‭ ‬علمانية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الطائفية‭. ‬ويضيف‭ ‬غسان‭ : ‬لأن‭ ‬شعبنا‭ ‬يستحق‭ ‬الافضل‭ ‬،‭ ‬فالشعب‭ ‬هو‭ ‬‮ ‬‭ ‬مفتاح‭ ‬ابواب‭ ‬الامان‭ ‬والسلام‭ ‬والرفاهية‭ .. ‬اتحدوا‭ ‬واكسروا‭ ‬قيود‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬والطغيان‭.‬‮ ‬

محطات‭ ‬من‭ ‬الغربة‮ ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬كندا‭ ‬المحطة‭ ‬الاخيرة‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬غسان‭ ‬الانسانية‭ ‬والمليئة‭ ‬بالطموح‭ ‬والامل‭ ‬بل‭ ‬تنقل‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حاملا‭ ‬عراقه‭ ‬بين‭ ‬حدقات‭ ‬عينيه‭ ‬متسارعا‭ ‬بالنبض‭ ‬لعكس‭ ‬صورة‭ ‬العراقي‭ ‬الانسان‭ ‬المحب‭ ‬للحياة‭ ‬والتعايش‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬بصمة‭ ‬جميلة‭ ‬للبشرية‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬سافر‭ ‬غسان‭ ‬الى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬اوربا‭ ‬والشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬منها‮ ‬

المانيا‭ ‬و‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬و‭ ‬القاهرة‭ ‬و‭ ‬سوريا‭ ‬و‭ ‬الاردن‭ ‬و‭ ‬العراق‭ ‬طبعا‭ ‬واغلبها‭ ‬كانت‭ ‬لحضور‭ ‬مؤتمرات‭ ‬تخص‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭ .‬‮ ‬

شهادات‮ ‬

مسيرة‭ ‬غسان‭ ‬الانسانية‭ ‬كانت‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬محطاتها‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬التكريم‭ ‬هو‭ ‬جزاءا‭ ‬لهذا‭ ‬العطاء‭ ‬الكبير‭ ‬،‭ ‬اذا‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬ساكا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬والدروع‭ ‬والجوائز‭ ‬منها‭ ‬شهادة‭ ‬تقديرية‭ ‬من‭ ‬الاستاذ‭ ‬هوار‭ ‬زياد‭ ‬سفير‭ ‬جمهورية‭ ‬العراق‭ ‬لسنة‭ ‬2010‭ ‬وشهادة‭ ‬تقديرية‭ ‬من‭ ‬السفير‭ ‬العراقي‭ ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬وشهادة‭ ‬تقديرية‭ ‬المجلس‭ ‬الشعبي‭ ‬الكلداني‭ ‬الاشوري‭ ‬السرياني‭ ‬2013

كما‭ ‬تم‭ ‬تكريمه‭ ‬بدرع‭ ‬الهيئة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للعمل‭ ‬للتنمية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‮ ‬‭ ‬اقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والشهادات‭ ‬التقديرية‭ ‬الاخرى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تسعف‭ ‬ذاكرة‭ ‬غسان‭ ‬ساكا‭ ‬لتذكرها‭.‬‮ ‬

أمنيات‭ ‬وألم

نرى‭ ‬الم‭ ‬الغربة‮ ‬‭ ‬واضحاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منشوراتك‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‮ ‬متى‭ ‬ستعود‭ ‬للعراق‭ ‬؟‮ ‬

غسان‭ ‬ساكا‮ ‬‭ : ‬تركت‭ ‬العراق‭ ‬و‭ ‬قلبي‭ ‬حزين‭ ‬على‭ ‬والدي‭ ‬الذي‭ ‬فارقنا‭ ‬صغيرا‭. ‬ولكني‭ ‬خزنت‭ ‬ذكرياتي‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬عقلي‭ ‬فلا‭ ‬أريد‭ ‬رؤية‭ ‬بغداد‭ ‬تنزف‭ ‬واذا‭ ‬سنحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬بالعودة‭ ‬لفعل‭ ‬شئ‭ ‬لأكون‭ ‬أداة‭ ‬للتغيير‭ ‬سوف‭ ‬اعود‮ ‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تردد‭.‬‮ ‬‭ ‬‮ ‬‭ ‬وأردف‭ ‬غسان‭ ‬ساكا‮ ‬‭ ‬قائلاً‭ : ‬تعلمنا‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬ان‭ ‬القلم‭ ‬هو‭ ‬اقوى‭ ‬الاسلحة‭ . ‬الفكر‭ ‬الحر‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬الحياة‭ . ‬نشكر‭ ‬كل‭ ‬الاقلام‭ ‬الجريئة‭ ‬والشريفة‭ ‬التي‭ ‬تكتب‭ ‬لخدمة‭ ‬العراق‭ ‬والعراقيين‭ ‬وحدتهم‭..‬

مشاركة