زواج القاصرات
نحو فكر متحضّر
تشكل الأُسرة المرتكز (ألحجر) الأساس في المجتمع الذي يقوم عليه لذلك كان يهتم ألأسلام بها جل أهتمامه، وكان يؤكد على شد أوتارها وتآصرها مؤكداً على عدم إرخاء حبال الأيادي مهما تكأدتكم هموم الحياة وظلمات القدر..ينصب تركيزه على التعامل مع الأبناء واستعمال أساليب التربية السليمة والودية، وخصوصا البنت يحبذ معاملتها كالدرة المكنونة وكجوهرة ثمينة فلا تعطى الا لمن يثمنها ويرفق بها فإن الله شرع الزواج ووضع له نظاما يحفظ به النوع البشري قال تعالى:
((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا)).
فالزواج الناجح يحتاج زوجين ناضجين تفكيرهم متوازن مؤهلين الى بناء أُسرة قادرين على رعايتها وتحمل اعباء الحياة والتعامل بوعي ثقافي ومن هذا المنطلق أتت تسمية (زواج القاصرات) او مصطلح(زواج الصغيرات) والإلمام بسلبياته وايجابياته في وقتنا الحالي
ففي بعض الدول تم وضع القوانين ضمن الأحوال الشخصية يحدد فيه سنا معينة لزواج الذكور والإناث ضمن الحد الشرعي والقانوني مع مراعاة رأي الفقهاء في الشريعة وعدم تجاوزهم مثلا كما نراه الان في بلادنا يتم تزويج البنت وهي في سن ما قبل البلوغ صغيرة جدا غير قادرة على تحمل اعباء الحياة ومسؤولية الزواج الكبرى وذلك إثر التفكير غير المنطقي لدى الأباء يزجون ببناتهم نحو الهاوية فأغلب تلك الحالات تعود الى بيت والديها بورقة على بياض مدونة انتهاء حياتها الزوجية معلنةعن تعاستها وإعدام أحلامها وبراءتها واُخرى تذهب للهجرة غير القانونية مع زوجها فتتلقى في البلد الفلاني القانون الذي ينص على انه سنها غير مؤهل للزواج فلا يحق لها ان تذهب معه وتبقى تحت رعايتهم لحين بلوغ السن المقرر لتعود الى عِش الزوجية، فرفقا بتلك الزهور المعطرة لبيوتكم تمهلوا واكسبوا حسنات مضاعفة لمجرد لمسة حنان منهن.
حتى في الدين الاسلامي أعطى لها حق الاختيار لا بالغصب والإجبار الدليل من السنة النبوية الشريفة
عن النبي محمد (ص) :((لاتنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر فقيل يا رسول الله كيف إذنها؟
قال:اذا سكتت))واستدلوا بهذا الحديث على انه لا يجوز تزويج القاصر التي لم تبلغ خمس عشرة سنة فلا بد أن تكون بالغة راشدة حتى يتسنى لهم اخذ إذنها ومشورتها،وبذلك لا ينطبق على من لم تبلغ خمس عشرة سنة))
زواج القاصرات في وجهة نظر الكثير انه بخس وطعن صريح لحقهن في الحياة وتترتب عليه الكثير من المشاكل لكون الفتاة في العصر الحالي غير مؤهلة لرعاية الزوج والأطفال وفي وجهة نظري معضلة وآفة مجتمعية تسلب الفتاة حياتها وكأنها تدخل في زنزانة فهناك عدة أسباب لزواج القاصرات انتشار صفة العنوسة،الافتقار الى التعلم وانتشار الأمية ،قلة الإيمان والتفقه بالدين، قلة الوعي والثقافة الذاتية، فتحريم زواج القاصرات ليس الحل الأمثل لمنع حدوثه بل يجب إحداث تغيير من داخل المجتمع ومن داخل نفوس ابنائه من خلال انشاء جمعيات حقوق المرأة والإنسان ،جمعيات ومؤسسات تعطي دروسا في التوعية والتنمية البشرية ،من خلال علماء الدين والقاء المحاضرات والنهوض بفتياتنا وأهالي المجتمع اجمع وتفكيرهم اللامنطقي نحو فكر واعي متحضر..
طيبة كريم – بغداد