زمان جديد ما ضر نزهان بعد اليوم
علي رحماني
لست سياسيا والحمد لله ولا من الذين يتعاطون الكتابه من اجل الفوز بموضوع ساخن في جريدة حزب مدعومة من دولة مجاورة ولا من الذين يتربصون حرارة الاحداث كي أظهر عاطفة جياشة في فورتها … ولكني احب بلادي واكتب عنها حين اجد نفسي في عراقيتي الحقيقية الصادقة وحين اجد وطني في لب الحدث واجد ضالتي في تفاعلي به … ولم اكتب الا حين اجد الكتابة تاخذ بأصابعي وجوارحي نحوعوالمها وتركض بالقلم مثل نبض الروح في تناغم ياخذني مثلما ياخذ قلبي ….وروحي وعقلي ….وهذا حديث سيد الخلق وحبيب الحق محمد سيد ولد ادم ….و ماضر عثمان بعد اليوم … . عثمان الامس … وعثمان اليوم …وعثمان الرمز…..وعثمان ذو النورين …وعثمان جسر الائمة …. و نزهان بين النهرين …. وهذا حدث جليل عظيم …. حدث يستحق الحديث والوقوف به ….. انه نزهان الجبوري البطل الذي كتب قصته بدمه وخلدتها اسطورته الجديدة التي امتدت مع تضحيات سيد الشهداء الحسين ….وصورته الجليلة في التضحية والفداء وانا هنا في لحظة التامل الجميل ورغبة التعلق العميق ….مع هذا الرمز الذي مر مرور الاحداث الاخرى في مشاهد حيانتا اليومية التي لاتخلو من انفجار او انكسار اوتحدي اوفوضى او مفخخات.
و لا احب …ولا اريد ان امجد احدا اوامدح جهة او طائفة والعياذ بألله السميع العليم ولا ادعو لتلميع وجه شخصية سياسية تصعد بالاحداث لدورة قادمه في زماننا الديمقراطي الجديد …..المميز بكل تفصيلاته وتهويلاته وتحويلاته …وازماته ….لكن هذا الرجل ولاغير نزهان الجبوري …الذي تتحدث عنه القلوب النابضه بحب اهل العراق قبل عقولها ولبها …..وترصده العيون قبل انتباهة الجفون.. هو حقا اكبر من كل كلماتنا وكل مانقول ….اجل اقلامنا لاتستوعب هذا الرجل العظيم …لانه وبكل بساطه رجل بكل ما تحتويه الكلمه من ابعاد وافاق ورؤى ولانه شهيد عراقي جميل عريق بأمتيازوبما في جذوره الممتدة في اعماق التربه العراقية الشريفةالتي شربت ماء دجلة والفرات بنقائهما الصادق الامين .النبيل …الذي لم تقطعه في مجراه لا الطائفيه… ولا العنصريه …ولاالعشائرية… ولا المناطقية ولا كل ماقيل او يقال في زمانناالسياسي الجديد
..لقد تواصل دمه الشريف مع دم الشهادة الحرة لاخيه الشهيد البطل عثمان …..
اجل بين نزهان الجبوري …وعثمان العبيدي واسمحوا لي ان اذكر اسميهما مع عشائرهما التي تختلط فيهما الاطياف والطوائف …فلم نعلم سابقا بتسميات العشائر طائفيا .ولا ادري كيف للسياسين الجدد ان يجدوا حلا لمعضلة عشائرنا في محاصصاتهم الطائفيه سيئة الصيت ….وهذا النزهان الذي صعق وجه الحوت الطائفي اللعين ليعلن ان الذي جاءوا به بدعة وضلالة و لعنة وسراب وانهم يحفرون في صخرة صماء وان من الصخر لما يتفجر منه الانهار وهذه هي حكمتنا العراقية منذ الازل… لا امريكية ولا اقليمية …لا شرقية ولا غربية.
وقد ينتبه سياسيوا اخر زمان لهذه المعادلة الصعبة في لعبتهم الخطرة ولتلك العلاقة العظيمة وهذا التجانس الجميل والتداخل المتناغم الذي يتعمق فيه الحب والتاخي في مجتمعاتنا وان اية بذرة غير صالحة للانبات لا يمكنها ان تكبر او تنمو اوحتى يظهر لها راس ابرة.تقطعه عطور الاخوة الصالحة ..ولاننا نعرف ان عشائرنا مذاهب متاخية وقرانا بيوتا متنوعة ومدننا فضاءات لمجتمع متنوع متراص وكلنا لغة واحدة وعصبة ضد الشروضد كل محاولات التمزيق والتقطيع وكل تغير لخارطة الحب الكبير لوطننا العراق الجميل.
تحية لك ايها الشهيد العظيم الجليل نزهان وانت في عليين مع الصديقين والانبياء والاولياء والصالحين ومع اخوك عثمان وكل الشهداء العراقيين ضحايا العنف الطائفي اللئيم.
/8/2012 Issue 4272 – Date 8 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4272 التاريخ 8»8»2012
AZP20