زمان جديد قبل الاعصار
سالم صالح سلطان
يمر العالم في أخطر تموجاته التي تشير الى غلبة كفة على أخرى، والخاسر الأكبر فيها هو الانسان العربي. ونتيجة الجهل والتخلف والاستبداد والحروب وقصر الثقافة العميقة حتى لدى المثقف العربي. مضت الدوائر الغربية تمرر خطوات تقدمها في كل الاتجاهات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية ولكن ما يظهر حاليا يجب الانتباه اليه، وخاصة في المجال الديني ونشره بطريقة مضت تزحف على البلدان العربية بطريقة مدروسة بحنكة، وتنصير أرقام مخيفة من المسلمين. إن من يطلع على ما يجري في تهديم بنى عربية، وتغيير مسارات حياتها باسم التقدم والرخاء والتطور والتكنولوجيا والديمقراطية. دون أن ينتبه العربي لمغزى ذلك، ويشغل حياته في مصالح سياسية محدودة واجتماعية ضيقة، فسوف يجد ذاته المتوارثة من تلك الأجداد في المستقبل القريب في حالة شللية كاملة، وأنه غير قادر على مجابهة واقع يتغلغل اليه بطريقة خفية متدرجة تجاه المد المتنوع المفتوح على حدود بلداننا.
ثم لنسأل كيف نواجه هذا المد الأخطر من تسونامي ومن الهزات والزلازل، ونحن مشغولون بالاحتراب وقتل بعضنا والتآمر وتفكيك كل استراتجية قامت عليها حضاراتنا العربية والاسلامية؟
هنالك من العرب من تغريه مائدة التبشير المفتوحة على ترويج أفكار الكبت التي يعيشها في واقعه المتأزم. ومن مشاعر الحرمان والفقر والانفتاح العاطفي والاحتضان الغربي له عبر أحلام السفر ورؤية عوالم جديدة وحديثة يفتقدها في وطنه، وعبر الجنس والحرية وأوهام العمل والمستقبل المنشود الذي يفضي الى تكسير النفس والذات، بل وحتى عبر الوطن ذاته من خلال نشر أفكار سرمدية مضللة ينساق معها العربي نتيجة قصور وعيه الديني والثقافي والاستجابة لها نتيجة الضغط الاجتماعي والسياسي والطائفي المتزمت، وهذا ما يبدو جليا ــ مثلا ــ في بلد مثل المغرب الذي تجاوز ــ أرقاما مخيفة ــ ممن تحولوا من الاسلام الى المسيحية وعبر حملة شرسة تنشر وتذاع أخبارها في مواقع الفيسبوك، ويتكتم عليها الإعلام العربي ويا للأسف.
دعوة للتحصن وانضاج أطر سياسية آمنة، بل وثقافية وعلمية ودينية تضيء مساحة الوعي لدى العربي، وتذلل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وابعاده عن مشكلة العوز والحرمان التي عانى منهما عقودا طويلة، فالتخلف يؤدي الى الانحطاط، وهو عبارة عن آفة تسقط الفرد في مستنقعات يرمي بها ذاته، وليتخلص من عبء ينوء به ولا يلوح في الأفق خلاصا منه.
/9/2012 Issue 4308 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4308 التاريخ 19»9»2012
AZP20