زمان جديد ـ الورود والزهور ـ عبدالقادر رالة ـ الجزائر

زمان جديد ـ الورود والزهور ـ عبدالقادر رالة ـ الجزائر
من الأشياء التي كنت لا أفرق بينها في مرحلة متقدمة من طفولتي المدرسية، الوردة والزهرة، وذلك اننا في اللغة الدارجة نستخدم عبارة الورد فقط، للتعبير عن الوردة أو الزهرة فنقول وردة حمراء جميلة، أو شجرة التفاح تفتحت براعمها وأصبحت وردا… وكذلك منظر ورود اللوز الجذابة
وفي مرحلة المتوسطة، وخصوصا في حصة العلوم، فقد كان جل حديث استاذنا مختار
عن البراعم والزهور التي تتحول الى ثمار لذيذة.. ولم يكن الاختلاف في اللغة العربية بل حتى في اللغة الفرنسية les fleurs….les rosesأو اللغة الانجليزية the flowers …..the rosesلكن لا أحد من الاساتذة شرح لنا الفرق بين الوردة والزهرة.. وإن كانت الوردة احسن من الزهرة لأنها دائما رمز الحب والوفاء والعواطف الجميلة…
لكن الفرق اكتشفته بنفسي، وكأنه الفرق بين الجمال لذاته، والجمال لغير ذاته، فالزهرة هي مرحلة أو جزء من حياة الفاكهة أو الثمرة…فالبرعم يتفتح الى ازهار جميلة سرعان ما تتحول الى ثمار اللوز اللذيذة أو الخوخ أو السفرجل، ونحن لا نفرح بالأزهار سوى أنها ايذان عن بداية تشكل الفاكهة المشتهاة
أما الوردة فإنما هي المرحلة الأخيرة، لذاتها ونفسها، وليست مقدمة أو مخبرة عن قدوم غيرها من الثمار، واقتنائها والاعجاب بها، والتقرب اليها يكون لذاتها، والتمعن فيها واطالة النظر اليها لا يذكرنا بالجوع وانما بالأشواق الى الحبيب او الصديق….
AZP20

مشاركة