زمان جديد إيران ولعبة استنساخ الإمام علي
فليحة حسن
قبل أيام جاءني في بريدي الشخصي تحت عنوان ارسال للجميع مقال من كتابة احد رجال الدين كتب فيه عن حلّية الاستنساخ البشري في الاسلام، ودعم مقاله بعدد من قصص القرآن كقصة خلق حواء من آدم التي عدّها هنا نوعاً من الاستنساخ كونّها ــ كما يرى كاتب المقال مستلة من ضلع آدم ــ وعرج على قصة ناقة نوح التي وجد فيها نوعاً من الاستنساخ الحيواني.
والحقيقة لقد أثار المقال في داخلي شيئاً خصوصاً وان قضية استنساخ النعجة دولي أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى بعد أن ماتت لأنها قد ُعدتْ بدعة من البدع التي جاء بها الغرب وان صاحبها لفي ظلال ومثواه ــ اذا ما مات نار جهنم وبدأت أتساءل عن أمور منها لماذا يظهر هذا المقال في هذا الوقت بالذات خصوصاً وهو في الأصل تمهيد لكتاب يرى فيه كاتبه حلّية استنساخ البشر ويتحرى له السور والآيات القرآنية وأحاديث الرسول. ولماذا يقوم رجل دين ليس له علاقة بعلم الهندسة الوراثية لا من قريب ولا من بعيد بتأليف هذا الكتاب؟ ولم يمرّ سوى ثلاثة أيام حتى قرأتُ خبراً مفاده جماعـة شيعية في ايران تحاول استنساخ الامام علي والذي جاء فيه ان هناك جماعة ايرانية تسمى أحباء علي تنوي وبمساعدة الدكتورة الفرنسية برجيت بواسواليه مديرة شركة كلون أيد الكيماوية قد شرعوا في البحث عن الحمض النووي للامام علي من اجل استنساخه ،وهم من اجل اتمام عملية الاستنساخ تلك زاروا مساجد أثرية للشيعة في البصرة والكوفة وكربلاء وايران بحثاً عن أقمشة تخص الامام علي كبردته أو جلبابه أو قميصه وأكد الفريق حصوله على رداءين من ايران والبصرة احدهما الذي قتل فيه والذي يحمل آثار عرقه ودمه والذي سيتم اخذ الحمض النووي المطلوب للاستنساخ وقد حددت الجماعة الأول من رمضان القادم للافصاح عن تجربة الاستنساخ تلك
وهنا أقول ماذا لو حدث و تم لهم فعلاً الاستنساخ وايجاد نسخة أخرى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وكانت مطابقة لشخصيته الحقيقية الفعلية التي توارثنا اخبارها جيلاً بعد جيل وابانتها لنا كتب التاريخ وتحقق الوجود الفعلي الآخر له عقلياً وخلقياً وجسدياً الا يجعلنا ذلك نتساءل عن سبب اعادة هذا الخلق من جديد.
هل هي الحاجة مثلاً لشخص يحمل صفاته عليه السلام كي يتسلم زمام امة الاسلام؟
وهل هذا الزمام متروك له الى حين يحضر؟
وهل ان الاسلام هو فئة واحدة وحيدة هي محبو علي ع وشيعته فقط حتى يقرروا ويفعلوا دوناً عن الآخرين وليس فئات ومللاً ونحلاً.
ومن قال ان هناك من لا يفكر أيضاً اذا ما نجحت هذه التجربة باستنساخ الخلفاء الراشدين عمر وأبو بكر وعثمان وربما يمتد هذا ليشمل العمل على استنساخ الأنبياء فنجد بعد تجارب أخرى أنبياء الديانات الثلاثة احياءً
ولن يقف الأمر عند هذا الحدّ طبعاً مادام الأمر قد استمكن وتحقق الاستنساخ حينها ستعمل كلّ جماعة من الجماعات الفكرية والسياسية والدينية على ايجاد نسخة أخرى لزعيمها أو مرشدها الروحي وبهذا تصبح الحياة عبارة عن نسخ مكررة للراحلين خصوصاً اذا ما امتد هذا الأمر ليشمل استنساخ الأشخاص الأغنياء.
لكن يبدو ان الأمر هنا ليس له علاقة بحب الامام علي ع بل بحب تفرقة شيعته أولاً والذين سينقسمون اتجاه هذا الفعل بين مؤيد ومعارض وهو ثانياً ليس أكثر من اسفين آخر تحاول ايران به شقّ عصا المسلمين وتزيد من تناحرهم وتكسر شوكتهم بدعوى الاستنساخ التي جاءت بعد أمور أخرى سعت ولما تزل من اجلها كاتباع ولاية الفقيه وايجاد بديل ايراني لليسستاني وغيرها من الأمور التي تزيد من زرع الفوضى والتناحر والتقاتل بين المسلمين والهائهم عن اللحاق بركب التطور في جميع الميادين وابقائهم في دائرة مغلقة مظلمة وحيدة وواحدة تجعلهم منتمين وباصرار الى العالم الثالث الذي ابسط ما يتسم به التخلف
/5/2012 Issue 4213 – Date 30 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4213 التاريخ 30»5»2012
AZP20