زمان ثقافي
رسالة شيكاغو
الدنيا في أعين الملائكة فوق طاولة النقد
تعرض الكاتبة والصحفية الامريكية ماري سجوميك الحاصلة علي جائزة بوليتزر لرواية الكاتب العراقي محمود سعيد “الدنيا في أعين الملائكة” التي ترجمت مؤخرا الي الانكليزية وحازت علي اهتمام القارئ في الولايات المتحدة. وستقام الامسية التي يشترك بها سعيد المقيم في شيكاغو مساء يوم السادس عشر من شباط «فبراير» الحالي في شيكاغو.
وسبق وان منحت جامعة سيراكيوز بولاية اركنسو الاميركية جائزتها للترجمة لرواية الكاتب العراقي محمود سعيد “الدنيا في أعين الملائكة”. ونشرت الرواية التي تتناول اجواء مدينة الموصل في خمسينيات القرن الماضي باللغة الانكليزية بترجمة ألين سالتر. وعبر الروائي سعيد عن سعادته بالجائزة بالرغم من أنها ستذهب لغيره «المترجم ألين سالتر».وقال في تصريح لصحيفة “الزمان” بطبعتها الدولية “فرحتُ وأردتُ مشاركة قراء الزمان بشكل خاص، لاهتمامها بالرواية الفائزة وبما يكتب عني في جهد نقدي”.
وكانت “الزمان” من أوائل الصحف التي تناولت الرواية عبر حوار مطول اجراه المشرف علي ملحق “الف ياء” المحرر كرم نعمة مع الروائي محمود سعيد حول أجواء الرواية وتكنيكها وعما اذا كانت هذه الرواية بمثابة سيرة ذاتية للمؤلف نفسه. ويعد محمود سعيد المولود في الموصل عام 1939، من الروائيين الرواد، كتب أكثر من عشرين رواية ومجموعة قصص، ومئات المقالات. وحازت روايته زنقة بن بركة علي جائزة وزارة الإعلام العراقية سنة 1993 ومن أهم رواياته بعد زنقة بن بركة “بنات يعقوب” و”الدنيا في اعين الملائكة” و”أنا الذي رأي” و”ثلاثية شيكاغو”.
وترجمت روايته “أنا الذي رأي” الي الانكليزية باسم Saddam City، ثم إلي الإيطالية بالاسم نفسه.
واعتبر موقع Library Thing في نيويورك رواية Saddam City إحدي أفضل خمسين رواية في العالم، واختارته منظمة العفو الدولية ضمن ثلاثين كاتباً من العالم “من بينهم غير واحد حائز علي جائزة نوبل” لكتابة قصص قصيرة عن مبادئ الأمم المتحدة، لأصدارها في انطلوجيا في المملكة المتحدة بمناسبة مرور 60 عاماً علي قيامها.
وتناول في قصته التي نشرت في الانطولوجيا المجرزة التي قامت بها السلطات الحكومية في بغداد لمجموعة “جنود السماء” في النجف وكربلاء.
رسالة القاهرة
ندوة عن أدب السجون في معرض الكتاب
في آخر نشاط للجناح التونسي ضيف الشرف قبل انتهاء فعاليات معرض الكتاب أقيمت ندوة بعنوان “حول أدب السجون” قدمتها رشا التونسي، وشارك فيها سمير ساسي من تونس وسلوي بكر من مصر، دارت محاورها حول سجون النظام السابق وتجربة السجن السياسي والمؤلفات التي كتبت عن السجون وفيها، وقد حضر الندوة عدد كبير من الجمهور إلي جانب النوري عبيد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ود. خالد النامي مساعد الملحق الثقافي للمملكة العربية السعودية.
وبدأت الكاتبة رشأ التونسي بالتقديم لسمير ساسي صاحب رواية خيوط الظلام ومجموعة قصصية بعنوان “سهر في ذاكرة المدينة”، قالت إنه قضي 10سنوات سجنًا علي خلفية اشتراكه بنشاط طلابي وقت دراسته بالجامعة بتهمة الانتماء لجمعية غير مرشح لها، وكان وقتها ضمن الفصيل الطلابي التابع لجمعية النهضة، وأضافت أن روايته عن السجون اعتمدت الرواية بشكل سردي قديم يعتمد علي تقسيم النص إلي أبواب ويستلهم نصوصًا فقهية، تفضح روايته سجون تونس زمن حكم بن علي ووصف أصناف التعذيببها.
ثم تحدث سمير ساسي عن جزئين رئيسيين أولهما عن التجربة والثاني عن مستقبل أدب السجون وهل لا يزال من الممكن أن يكتب أديب حول السجن أم أن ذلك المعني استهلك ولم يعد هناك بد من تكراره؟
عن تجربته حكي سمير ساسي قال “انطلقت التجربة حين ظهر بن علي علي حقيقته ومارس الاستبداد في فترة التسعينيات وتعرض كثير من الناشطين والمثقفين إلي جلادين وبوليس سياسي، وكنت ممن شملتهم المحنة 10 سنوات متتالية، أتيحت لي عدة حلول متاحة أحدها الرضي بما يعرضه الجلاد، أو الصبر، والصبر نوعان سلبي وإيجابي، وأضاف قد اخترت الصبر الإيجابي وأملت أن أحوله إلي صبر جميل، فالانتقال من مرحلة المقاومة السلبية إلي الإبداع الجمالي يرقي بمرحلة الصبر إلي مقاومة خلاقة”.
بعد ذلك تحدثت سلوي بكر الأديبة والروائية الناشطة المصرية عن ظاهرة أدب السجون التي كانت ولا تزال تسيل الكثير من الحبر، قالت إن الكتابة عن السجون هي ظاهرة أدبية قديمة، فطالما وجد القهر الإنساني وجد الاستعباد، ونحن إزاء ظاهرة أدبية لها وجود منذ زمن طويل فأول ذكر لسجن كان في القرآن وهو سجن سيدنا يوسف عليه السلام الذي ظل موجودًا في الذاكرة التاريخية، وأخذ عنه المقريزي قال في ذكر سجن يوسف إنه يقع في منف البدرشين جيزة، وكان يجري احتفال سنوي هناك يحتفل الناس بالذكري، ويجود عليهم بما يقيم الاحتفال، أما خلال العصر المملوكي، فقد كان هناك سجن خزانة البنوك والمقشرة.
/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape
جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012
AZP09