زكي: الدراما العراقية تأثرت بالمتغيرات السياسية والإقتصادية
تقنيات سينمائية عالمية وملاك متخصص لإنتاج الطاووس
فائز جواد
بغداد
برز ومنذ دخوله عالم الاذاعة والتلفزيون وحقق حضورا ونجاحات باعمال اذاعية قبل التلفزيونية فدخل المخرج فلاح زكي اروقة اذاعة صوت الجماهير ودخل زكي قسم السينما بمعهد الفنون الجميلة وبالرغم من معارضة والده واصل دراسته لتنفتح امامه الفرص بدخول عالم الاذاعة والتلفزيون ليطرق باب اذاعة صوت الجماهير كمساعد مخرج ، وفي عام 1973 دخل إذاعة بغداد، ومنها بدأت رحلته الفعلية في عالم الإخراج. فأنجز العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وأخرج العديد من الأغاني لكبار المطربين العراقيين، وكانت له تجارب سينمائية عديدة آخرها فلمه السينمائي الجديد (الطاووس) الذي يصور مشاهده بالعاصمة اللبنانية بيروت
(الزمان) وعبر الاثير حاورته:
{ بماذا مشغول انت الان؟
– أنا اليوم ضمن السينما العالميه أنفذ اخراج فلم لبناني امريكي في العاصمة اللبنانية بيروت ومعي ملاك متخصص من الممثلين والفنانين العرب والاجانب نجري جميعا عملية التصوير وبشكل يومي ومتواصل بمعدل 15 ساعة وبملاك فني مثلما ذكرت متخصص ومبدع ومتنفان بعمله مكون من 30 فنيا وباستخدام احدث المعدات في العالم وبدقة عالية وتحت قوانين عمل السينما العالمية في هوليوود طبعا الجميع سعيد ان أكون بينهم، وهنا اعلن محبتي لهم ومع تمنياتي للسينما العراقية ان ترتقي بنا ونرنقيها دائما
{ اين تستقر الان وهل في النية زيارة العراق للمشاركة بمشروع ثقافي او فني؟
– استقر حاليا في أمريكا بعد ان ضاقت بنا جدران الوطن الحبيب ولاامانع وبكل سرور ومحبة من زيارة الوطن وبغدادي الحبيبة التي اشتاق اليها حتى باحلامي طبعا اذا وجهت لنا الدعوه من الدائرة المختصة أسوة بزملائنا الذين يتوافدون في المناسبات وإذا ماحصل ووافقت الثقافة في انتاج فلمي الحائز على جائزة وأجازة من اتحاد الكتاب الأمريكان والمتعلقة قصته بالعراق.
{ قل انك تشتاق للعراق ولبغداد اي الاماكن تشتاق لها وستزورها قبل جميع الاماكن؟
– بالتأكيد احن الى الصالحية واحن كذلك لكل زاوية من زوايا واروقة الاذاعة والتلفزيون حنيني دائما يثير بي الاشتياق الى احلى مناطق بغداد الصالحية التي فيها السينما والمسرح وكل الوجوه الطيبة المعطرة من أصدقائي وزملائي الفنانين متمنيا العودة والمساهمة في نهضة الفن التلفزيوني والسينمائي والذي لن يحصل الا بدعم ومساندة الدائر المختصة.
{ الان السينما العراقية تنتج افلام واعمال سينمائية تابعة للدائرة واخرى لمنظمات فنية كيف تراها؟
– لإاداري ماذا ينجز مدير السينما او من يدير دفة السينما والمسرح، وماذا يخططون لمستقبل السينما. هل يعلمون اننا ننجز في الغربة أعمالا عالمية؟ الا يشعرون بالحرج من بعض الإنجازات السينمائية الهزيلة التي دعمت بميزانيات هائلة؟
{ كيف تقرا واقع الدراما اليوم؟
– الدراما المنتجة في العراق تأثرت بشكل كبير بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والناتجة من الحصار على العراق خلال التسعينات وصولا الى الاحتلال مضافا الى ذلك هو نزوع الملاكات المحترفة والضالعة في الانتاج الدرامي الى الهجرة والرحيل والاندماج في مؤسسات الانتاج التلفزيوني في الاردن وسوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية التي استرخصت الكوادر العراقية وراحت تسحقهم في عجلات الانتاج المتسارعة التطور نتيجة التوسع الاعلامي والفضائي وتعدد المحطات التي تحتاج الانتاج المحلي وبذلك انعكس سلبا على حجم ونوعية الانتاج الدرامي العراقي المنتج في العراق مما اتاح الفرصة للتجار ومحبي الفن والفنانين من الولوج الى عجلة الانتاج من البوابات الخلفية التي أسهم في فك رموزها لهم بعض كتاب الدراما وانصاف المخرجين الذين يلهثون وراء جيوب هؤلاء التجار الذين يبغون الشهرة ومصاحبة الفنانين والفنانات، في وقت نرى ان الدراما اواسط السبعينات وحتى نهاية الثمانينات من القرن المنصرم تميزت بانتاجات محلية من انتاج القطاع الحكومي الوحيد في الساحة الانتاجية والتي كانت تنفذ في تلفزيون العراق حيث كانت وحدة الانتاج التفلزيوني في تلفزيون بغداد والتي كانت تضم اقساما عديدة ومرتبطة اداريا بمدير التلفزيون ومعنويا بالمدير العام وتميزت وحدة الانتاج بالقوة والمكانة والحصانة وحرية الحركة حيث ضمت جميع الاسماء اللامعة في الاخراج التلفزيوني البرامجي والدرامي مثل مهدي الصفار، خليل شوقي، رشيد شاكر ياسين، محمد يوسف الجنابي وعشرات الاسماء، لينضم المخرج المصري الراحل ابراهيم عبد الجليل الى القائمة،وتعتبر مرحلة السبعينات من اهم المراحل التي انجبت عدداً من الاعمال الدرامية العراقية المهمة والتي ما زالت عالقة في ذاكرة المشاهد العراقي العربي مثل تحت موس الحلاق للكاتب سليم البصري والمخرج عمانوئيل رسام ومسلسل الذئب وعيون المدينة للكاتب عادل كاظم والمخرج ابراهيم عبد الجليل ومسلسل وينك ياجسر للكاتب فاروق محمد والمخرج فلاح زكي ومسلسلات عديدة واعمال متميزة اخذت مساحتها في البث التلفزيوني المحلي والعربي.
يشار الى ان المخرج فلاح زكي أنتج وأخرج العديد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، منها مسلسل (المسافر) بطولة كاظم الساهر، ومسلسل (السفير ناظم الغزالي) بطولة سعدون جابر. كما أخرج عددا من البرامج لحساب مشروع إعادة أعمار العراق.
ويؤكد دائما على انه لم يحقق إلا جزءا يسيرا من طموحاته وأحلامه، ويقر بأن الطريق لا يزال طويلا أمامه، معربا عن أمله بأن يتمكن المبدعون المغتربون من العودة إلى العراق للمساهمة في بنائه بشكل صحيح.
السيرة الذاتية
ولد فلاح زكي عام 1953 في محافظة الانبار، وبحكم ظروف عمل والده الذي كان ضابطا في الشرطة، عاش في أكثر من مدينة عراقية، في اواخر ستينيات القرن العشرين، وبعد إنهائه الدراسة المتوسطة في بغداد، قرر الالتحاق بقسم السينما في معهد الفنون الجميلة، وعلى الرغم من معارضة والده، إلاّ انه واصل الدراسة في المعهد، وانفتحت امامه فرص الدخول في عالم الفن والإعلام، فالتحق بإذاعة صوت الجماهير بصفة مساعد مخرج، وفي عام 1973 دخل إذاعة بغداد، ومنها بدأت رحلته الفعلية في عالم الإخراج. فأنجز العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وأخرج العديد من الأغاني لكبار المطربين العراقيين، وكانت له تجارب سينمائية عديدة. الفنان فلاح زكي عاشق للمايكروفون كما يقول ويصف سنوات عمله في إذاعة بغداد بأجمل سنوات حياته، لانها اسهمت في صقل موهبته وتطوير مهاراته الفنية.بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1974 واصل العمل في تلفزيون بغداد. وفي عام 1982 ترك العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته العليا، وحصل هناك على شهادة الماجستير في الإنتاج التلفزيوني، لكن ظروفه العائلية أجبرته على العودة إلى العراق في عام 1991. أنتج وأخرج العديد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، منها مسلسل (المسافر) بطولة كاظم الساهر، ومسلسل (السفير ناظم الغزالي) بطولة سعدون جابر. كما أخرج عددا من البرامج لحساب مشروع إعادة أعمار العراق. في عام 2006 ومع تصاعد حدة أعمال العنف الطائفي، وتردي الأوضاع الأمنية، نزح الى عمان ومنها عاد إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقيم حاليا في ولاية كاليفورنيا. انتهى الفنان فلاح زكي مؤخرا من كتابة سيناريو فلم سينمائي تدور حوادثه في مناطق عراقية كانت توصف بـ(الساخنة) عام 2004، وصدر هذا السيناريو باللغة الانكليزية في كتاب بعنوان “مثلث الموت” بعد أن أجيز من اتحاد الكتاب الأمريكيين. حصل الفنان على العديد من الجوائز، والشهادات التقديرية من مهرجانات عربية لأعمال درامية أخرجها، منها جائزة التلفزيون العربي لأفضل عمل درامي ضمن مهرجان تونس، وجائزة تقديرية لأفضل إخراج لمسلسل (بيوت أهلنا) في مهرجان القاهرة.