زعيم تونسي اشتهر بانتقاداته للغنوشي والمرزوقي
شكري بلعيد تنبأ باغتياله قبل ساعات من مقتله
تونس ــ الزمان
اغتيل صباح امس المعارض والقيادي في الجبهة الشعبية شكري بلعيد من مجهولين استهدفوه بالرصاص أمام منزله الواقع في ضاحية المنزه بتونس العاصمة.
شكري بلعيد، هو محامي وحقوقي تونسي ولد في 26 سبتمبر 1964 بضاحية جبل الجلود قرب تونس العاصمة، عرف بنضاله السياسي خلال حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وعرف بمواقفه في أحداث الحوض المنجمي بقفصة.
بعد قيام الثورة التونسية انضم الحقوقي التونسي إلى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ويشغل بلعيد أيضا منصب الأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي المعارض والذي أنشئ بعد الثورة ويعتبر من أبرز قياديي الجبهة الشعبية التي تضم شخصيات مستقلة و12 حزبا من الأحزاب القومية واليسارية والعلمانية.
وشكري بلعيد هو أحد أبرز وجوه المعارضة في تونس واشتهر بمداخلاته التلفزيونية المتعددة ونقده اللاذع لحركة النهضة الإسلامية وشجبه المستمر لأعمال العنف التي تستهدف معارضي النهضة.
واتهم بلعيد في آخر مداخلة تلفزيونية له ليلة البارحة على قناة نسمة الخاصة حزب النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي بعد ارتفاع اعتداءات رابطات حماية الثورة التي تتهم بكونها الذراع العسكرية للنهضة.
شكري بلعيد تلقى في مناسبات عدة تهديدات بالقتل وأنشئت صفحات على فيس بوك تتهمه بالعمالة والإلحاد وتطالب بقتله، حتى أن صفحات عديدة على فيس بوك كانت تتهمه بالعمالة والإلحاد وكانت تدعو إلى اغتياله وقد حذفت هذه الصفحات بعد مقتله مباشرة.
وتحدث بلعيد، عن الصراع الّذي يجمعه بحركة النهضة وبالحكومة، مؤكدا أن الحكومة اليوم ضد الجميع ومشاكلها ليست معه فقط، موضحا أن خصومته ليست مع أشخاص بل مع سياسات وخيارات ومع حزب استولى على السلطة في غفلة من الزمن على حد تعبيره.
واستعرض شكري بلعيد جملة من الشروط للكف عن انتقاد حركة النهضة، قائلا أنا سأترك النهضة وشأنها عندما تخاف الله وتخاف دم التونسيين.
كما اشترط بلعيد إحداث أمن جمهوري يحترم القانون والابتعاد عن التعيينات المبنية على الولاءات والأقارب والأصهار والعمل على أن يكون القضاء مستقلا، إلى جانب عديد الشروط الأخرى، مضيفا في هذا السياق قائلا عندما تتحقق هذه المطالب سأُقبل جبينهم واحدا واحدا .
وتفيد الحيثيات أن بلعيد كان على موعد بمقر الجبهة الشعبية على الساعة الثامنة صباحا وقد وصل سائق السيارة المكتراة التي يتنقل بها إلى المأوى المكشوف التابع لعمارة داليا بالمنزه السادس والمحاذية لمركز الشرطة بالمكان وذلك عند الساعة 7 و45 دقيقة صباحا. وقد نزل بلعيد من شقته حاملا محفظة وضعها في الكرسي الخلفي للسيارة وجلس إلى حذو السائق، وقبل انطلاق السيارة فاجأه المجرم الذي كان يرتدي قبعة وسترة جلدية سوداء واستل مسدسا أطلق منه 4 عيارات نارية استهدفت رأس بلعيد وعنقه وصدره وبعد أن أفاق سائق السيارة من هول الصدمة حاول مطاردة المجرم الذي التفت نحوه وأطلق عيارا في الهواء لتخويفه ويبدو أن دراجة نارية يقودها أحدهم كانت في انتظار المجرم وسهلت له عملية الفرار.
الاغتيال السياسي
وأثار المعارض شكري بلعيد، موضوع الاغتيال السياسي قبل مقتله بساعات، حيث ذكر مقتل الناشط محمد لطفي نقز والمحسوب على حركة نداء تونس والذي توفي جراء تعرّضه لإصابات عديدة بأداة حادة في أماكن مختلفة من جسمه.
واتهم بلعيد، في آخر ظهور تلفزيوني له قبل اغتياله، حركة النهضة بتبني العصابات الإجرامية التى اغتالت الناشط لطفي، قائلاً البيان الختامي لمجلس الشورى لحركة النهضة تبنى تلك العصابات الإجرامية .
وأشار بلعيد أيضاً إلى محاولة مجموعات تخريب مؤتمر للديمقراطيين، رغم وجود عناصر الأمن التي لم تتدخل، وكانت تتفرج على حد قوله.
وقال بلعيد عقدنا تجمعا عاما شعبيا بمناسبة عقد مؤتمر الحزب الجهوي في الكاف، وكان اجتماعا شعبيا غطته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تميز بالحضور الجماهيري الكبير الذي تداخلت فيه كل المكونات، واعترض بعض الحضور وبدأوا في التعدي وتصدى لهم شباب الحزب، والأمن كان حاضرا ولم يتدخل.
وأضاف قامت تلك المجموعات بتحطيم واجهة دار الثقافة، وحاول شباب الحزب القبض على بعضهم، لكن سرعان ما هربوا، ثم اتصل بعض عناصر النهضة بعدد من شباب الحزب، وسألوهم لماذا أقمتم هذا المؤتمر من الأساس لكن هذه الاتصالات لم تؤثر على سير المؤتمر الذي أنجز أعماله بالكامل.
وأكد بلعيد على أن العنف استشرى في المدة الأخيرة وهو عنف ممنهج تقف وراءه بالأساس حركة النهضة عبر روابط حماية الثورة موضحا أن هذه الرابطات هي في حد ذاتها تجمع لأشخاص من ذوي السوابق الإجرامية.
وعن الاعتداء الذي تعرض له الاجتماع الشعبي لـ الوطد بالكاف قال بلعيد إن هذا الاعتداء يندرج في سياق هجمة منظمة تحركها قيادة حركة النهضة التي يوفر رئيسها غطاء سياسيا لهذه المليشيات . مضيفا أن العنف اعتمد سياسة التدرج وما تم بالكاف ضد الوطد يشكل تواصلا مع ما تم من اعتداءات على اجتماعات أحزاب أخرى وعلى منظمات وجمعيات وشخصيات بما يؤكد عزم حركة النهضة وحكومتها الفاشلة والمأزومة على دفع البلد نحو العنف والفوضى وضرب السلم المدني .
وعن المجموعات التي اعتدت على الاجتماع قال بلعيد إنها جاءت حتى من خارج ولاية الكاف ووقع استقدام بعضهم بالحافلات وفيهم عناصر نهضوية ومن ذوي السوابق الإجرامية قاموا باقتحام القاعة التي كانت تحتضن الاجتماع الشعبي في محاولة منهم لمنع الاجتماع والتشويش على سير أعمال المؤتمر، موضحا أن شباب الحزب تمكن من التصدي لهم رغم ما مارسته هذه المليشيات من عنف واعتداء على أعضاء الحزب ومنخرطيه ورغم ما ألحقوه من أضرار مادية بدار الثقافة.
وفي المقابل أشار بلعيد إلى أن الشرطة لم تحرك ساكنا رغم تواجدها على عين المكان بتعلة غياب التعليمات ولذا فهو يحمل المسؤولية كاملة لوزير الداخلية.
كما أكد على أنه ليس هناك جدوى من فتح تحقيقات عدلية طالما أن النيابة العمومية بيد نور الدين البحيري ومن هنا نادى بضرورة استقلالية القضاء.
وفي سياق متصل وجه شكري بلعيد تنبيها إلى حركة النهضة مصرحا نحب نقول للنهضة العنف خط أحمر.. خط أحمر لأنه ضد الثورة وضد الشعب وضد الوطن، لا نرضاه لا على حلفائنا ولا على أصدقائنا ولا على خصومنا .
من جهة أخرى أعلن شكري بلعيد أن النقابات الأمنية قامت بمبادرات جدية في طريق التأسيس لأمن جمهوري غير أن مساعيها قوبلت بالزج بالنقابيين في السجن وإحالتهم على البحث والتحقيق عوض فتح باب الحوار.
ووصف بلعيد الوضع في البلاد بأنه على درجة عالية من الخطورة وأن الحل يكمن حسب رأيه في تفعيل مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وفتح حوار وطني وتحديد رزنامة للمواعيد القادمة.
وتحدث شكري بلعيد عن الرزنامة التي وضعتها حكومة الباجي قايد السبسي والتي حددت مهمة المجلس الوطني التأسيسي والمدة اللازمة لكتابة دستور ديمقراطي و ليس من أجل دستور رجعي يسجن الحريات .
وأعلن بلعيد أنه سيتم تنظيم أيام احتجاج ضد العنف والفوضى وضد المليشيات وضد الإرهاب لأن تونس في خطر والمسار الانتقالي في خطر وما تمكنا من اكتسابه من حريات في خطر.. لقد استهدفوا الأموات والأحياء حتى المقابر لم تسلم والعملية السياسية في خطر حسب تعبيره مضيفا سنواجههم بالنضال الشعبي الجماهيري سنندد ونتصدى للعنف الممنهج .
AZP02



















