زعماء 3 عشائر يتعهدون دعم الجيش والأردن يرفع حالة التأهب عند حدوده مع العراق
هدوء في الرمادي والمسلحون يهاجمون الرمانة والكرابلة والعبيدي
عمان لندن
الرمادي دبي الزمان
دعا وزير الخارجية الاردني ناصر جودة أمس الى عملية سياسية شاملة في العراق موازية للتوجه الامني ، مؤكدا في الوقت نفسه استعداد الاجهزة الامنية الاردنية لحماية المملكة.
وقال جودة في جلسة مغلقة لمجلس النواب من باب النصح للعراق يجب ان تكون هناك عملية سياسية شاملة لكافة مكونات المجتمع العراقي موازية للتوجه الامني، الامر الذي يتطلب الكثير من الجهد .
واكد جودة، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الاردنية، قلق بلاده الكبير على أمن واستقرار العراق ، مشيرا الى ان ما يحدث في العراق من تطورات ليس ببعيد عما يحدث في سوريا .
وشدد على ان أمن الاردن يتطلب منا ان نراقب الامور عن كثب ونأخذ كافة الاحتياطات ، مؤكدا السيطرة التامة على كافة الحدود والقوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية على أهبة الاستعداد لحماية الاردن .
واستبعد جودة تدفق لاجئين عراقيين للمملكة، مشيرا الى ان العراقيين يتوجهون الى شمال العراق .
من جانب اخر، اعتبر جودة ان من يقول بانه يعلم ما يجري في العراق بكل تفاصيله يقدم معلومات خاطئة ، مشيرا الى ان المشهد لا يزال ضبابيا. ونحن لدينا بعض المعلومات ولا استطيع ان اتحدث بها علنا .
واضاف ان المناطق التى احتلتها داعش الدولة الاسلامية في العراق والشام شاهدنا فيها عنفا عشوائيا واعدامات بشعة جدا وتطرفا طالما حذر منه جلالة الملك عبدالله منذ اكثر من سنتين وقلنا انه عندما يحدث صراعا مذهبيا وطائفيا يكون ارضا خصبة للتطرف والارهاب .
واعلن العراق الاحد ان قواته استعادت المبادرة ونجحت في وقف تقدم المسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وجماعات اخرى اضافة الى عناصر في حزب البعث المنحل، الذين نجحوا خلال اسبوع في السيطرة على محافظة نينوى ومناطق في محافظة صلاح الدين وضمنها كبرى مدنها تكريت
من جانبها قالت مصادر أمنية وسياسية متطابقة في الرمادي أمس ان الجيش العراقي المنتشر على الحدود مع الاردن وسوريا لم ينسحب من مواقعه عدا بعض الاستثناءات حيث لجأ عسكريون الى العشائر الموجودة في المنطقة حيث اعادتهم الى وحداتهم مع تعهد بالمشاركة في قتال الدولة الاسلامية في الهراق والجماعات المسلحة في حال مهاجمتها الجيش في المنطقة الحدودية.
واضافت المصادر في تصريحاتها ل الزمان ان عشائر البو محل والكرادلة والسلمان قدمت هذا التعهد.
وحول الوضع في مدن القائم وراوة وهيت أوضحت المصادر ان المسلحين ينفذون بين الحين والحين هجمات على السكان لكن الجيش والشرطة تدافع عن هذه المدن.
وأوضحت المصادر ان 150 من مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام دخلت حديثة لكن مقاومة الجيش اجبرها على الانسحاب الى الصحراء.
وردا على سؤال حول الوضه في الرمادي قالت المصادر ل الزمان ان المسلحين يسيطرونعلى حي القادسية الثاني من ثلاث جهات.
وأوضحت ان الفلوجة لا تزال تحت سيطرة المسلحين.
وقتل سبعة اشخاص من عائلة واحدة بينهم طفلان جراء قصف اصاب امس منزلا في شمال مدينة التي تخضع لسيطرة مسلحين منذ بداية العام الحالي، بحسب ما افاد مصدر طبي.
وقال الطبيب احمد شامي رئيس الاطباء في مستشفى الفلوجة قتل سبعة اشخاص من عائلة واحدة جراء سقوط قذيفة هاون اصابت فجر اليوم الاثنين منزلا في حي الجولان في شمال الفلوجة .
واشار الى ان الضحايا هم الاب والام وطفلان اقل من عشر سنوات وثلاث فتيات.
وتزامن الهجوم مع استمرار توسع انتشار المسلحين في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى في شمال ووسط العراق.
وتواصل القوات العراقية وعلى رأسها الجيش تنفيذ عمليات لملاحقة المسلحين بهدف استعادة السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرتها.
وادت المواجهات في هذه المحافظات الى نزوح مئات الاف من الاهالي بحثا عن ملاذ آمن.
وقال ضابط في الجيش ان مسلحين هاجموا أمس نواحي الرمانة والكرابلة والعبيدي الواقعة على الحدود العراقية السورية صباح أمس .
واوضح ان المسلحين وصلوا على متن رتل يضم سيارات عسكرية عبر الصحراء من مدينة الموصل، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة وقد قتلنا اربعة من المسلحين في الرمانة و13 مسلحا في الكرابلة واربعة مسلحين في العبيدي .
ويسيطر مسلحون من تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيمات اخرى منذ بداية العام على مدينة الفلوجة الواقعة على بعد 60 كلم فقط غرب بغداد
ورغم التطورات المتسارعة التي ترافق تمدد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش داخل الأراضي العراقية بالقرب من الحدود الأردنية، إلا أن الصمت الرسمي ما يزال يخيم على السلطات الأردنية وسط تسريبات محدودة من مسؤولين لم يخفوا خلالها حالة الترقب والقلق إزاء تلك التطورات.
وفي خضم حالة الترقب، يكتفي وزير في الحكومة الأردنية بالتأكيد لـ CNN بالعربية ، أنه من الطبيعي مراقبة ما يجري عند الجارة الشرقية، ورفع حالة التأهب الأمني على طول الشريط الحدودي، دون الإشارة حتى إلى حجم القلق الذي يساور مراكز القرار، جراء ذلك التمدد، وفيما كانت هناك مخاوف من أي اختراقات محتملة لداعش على الأراضي الأردنية.
وحتى صباح الأحد، نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، خبراً عن انسحابات لقوات الجيش العراقي من المناطق الغربية في محافظة الأنبار المتاخمة لسوريا والاردن، لكن دون صدور أي تعليق رسمي بهذا الشأن.
ويعتقد الوزير السابق في الحكومة الأردنية سميح المعايطة، أن اهتمام الأردن في ظل تلك المتغيرات لا بد أن يتجه إلى فهم حقيقة ما يجري على الساحة العراقية، من أجل حماية مصالحه الاستراتيجية، قبل الاهتمام بالمصالح الأخرى وإن كانت اقتصادية.
ويقول المعايطة المشهد للان ليس واضحاً تماماً، ومن الطبيعي للأردن أن يلتزم الصمت سياسيا لأنه معتاد على عدم إقحام نفسه بالشؤون الداخلية للدول…عليه الآن التفكير ببناء منظومة مصالح خاصة، لأن كثير من دول المنطقة لم تحسم خياراتها للآن بشأن الموقف من العراق.
ورغم عدم وجود مؤشرات لموجات نزوح لعراقيين للأردن حتى الآن، الا أن المعايطة اعتبر أن اي تدفق للاجئين للبلاد سيشكل مصدر قلق. ويتواجد مايقدر بثلاثمائة الف عراقي على الأراضي الأردنية.
لكن من الناحية العسكرية، يرى اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري، أن الاضطرابات التي يشهدها العراق وسوريا من قبل، ليست حالة استثنائية بالنسبة للمملكة، مستشهدا بأحداث عام 1990 خلال الاحتلال العراقي للكويت، قائلا إن القوات العراقية على الحدود مع الأردن كانوا في حالة نفير فيما كانت الحدود السورية مع الأردن تشهد نشاطاً على مستوى عمليات التهريب .
ومن هنا، يذهب الدويري إلى أن الجيش الأردني تاريخيا، كان يتحمل عبء حماية حدوده، وقال تحمل الجيش الأردني بمفرده حماية الحدود ولابد له الآن أن يعيد انتشار قواته ويرفع من جاهزية العمليات الاستخباراتية، وأن يبتعد عن المنظومة التقليدية في الدفاع.
الخطر المتوقع من تمدد داعش إلى الاراضي الأردنية يتأتي بحسب الدويري من حادثة اختراق لتنظيم القاعدة في تفجيرات عمان عام 2005، والتي تلاها مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي .
ويرى الدويري أن استبعاد حدوث اختراقات هو أمر مرفوض أمنيا، قائلا التعامل هنا يجب أن لايكون أخلاقيا بل أمنيا خالصا، لأن مقولة الأمن المطلق خرقاء، ولابد من إعادة التموضع على الحدود مع العراق، ولا بد من تنسيق أمني مشترك بما في ذلك التنسيق مع الجانب الأمريكي.
أما سياسيا، فيعتقد مراقبون أن حالة الصمت الرسمي هي المخرج بالمقابل، وقلل القيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن محمد الشلبي الملقب بأبو سياف من مخاوف تمدد قوات داعش إلى الأردن، معتقدا أن المملكة لا تشكل هدفاً بالنسبة لداعش ولا لجبهة
AZP02