رياضتنا تغرق – سامر الياس سعيد
في اليوم السابق لمباراة منتخبنا للناشئين التي جمعته بنظيره المنتخب السعودي في اطار دور ربع النهائي لبطولة كاس العرب افرط احد الزملاء الاعلاميين بالتفاؤل بشان ذهاب المنتخب العراقي لابعد الادوار في البطولة التي اختتمت مؤخرا في مدينة وهران الجزائرية واقتبس ذلك الزميل تفاؤله من الاداء الذي ابرزه لاعبو المنتخب في اطار المباريات الثلاث التي خاضها والتي انتهت اثنتين منهما بالفوز فيما انتهت المباراة الاخيرة بالتعادل الايجابي ليتصدر المنتخب العراقي مجموعته ويستعد لملاقاة ثاني المجموعة التالية وكان من نصيبنا مواجهة المنتخب السعودي حيث نجح المنتخب الاخير بالفوز في تلك المباراة برباعية غريبة دفعتنا لان نعتقد بان رياضتنا ومستقبلها المحدد بمنتخب الناشئين على وشك الغرق وهذا ما كان ..
وفي الرد على الزميل المتفائل في مقالته التي نشرها يوم الخميس في احدى الصفحات الرياضية لصحفنا فان الاداء عموما الذي ظهر فيه المنتخب العراقي لم يكن بالقدر الذي يمكن ان نسهم بزيادة رقعة التفاؤل المبنية على اعتبارات ابرزها في ذلك السن المبكر من خلال استخدام سلاح الثقة وترسيخها في هذا الجيل ولعل افتقادها بالشكل الذي بدا في مجريات مباراتنا امام المنتتخب السعودي بدا انه بداية النهاية لمنتخب لم يؤمن بقدراته ولم يستطيع توظيف فكرة الهجوم افضل وسيلة للدفاع عن هدفه المبكر الذي احرزه في تلك المباراة ليواصل تفريطه بالهجمات التي افتقدت التركيز ليواصل المنتخب المنافس اخذ زمام المبادرة وقلب الطاولة فنجح بهذا الشكل في قلب خسارته الى تحقيق اربعة اهداف متتالية لتصعد به للدور الحاسم التالي ولتجدد احزان كان بطلها منتخب الشباب حينما ايضا تعرض لهزيمة مماثلة على يد المنتخب السعودي في استحقاق سابق لتمنح انطباعا محددا بعقدة المنتخب السعودي والاهتمام اللامسبوق الذي يمنح لمنتخبات فئاته العمرية لتنجح بذلك المفهوم ولتعبر بذلك عن نجاح نظريتها في استقطاب المهارات العمرية وتسهم بالخروج بالنتائج الايجابية التي تعبر عن مستقبل متفائل ينتظر نجوم اللعبة في المستقبل ..
وانتهت رحلة منتخب الناشئين ممن كانت الامال تبنى على اجتيازهم للادوار الحاسمة وسط استغراب من جانب الخطط التكتيكية الخاصة بالطاقم الفني المشرف على المنتخب وضيق الافاق التي يمكن الاستعانة بها لتجاوز منسوب الثقة وتقهقره المتوالي بعد ان تسبب هدف التعادل من جانب المنتخب السعودي في انخفاض منسوب الاداء ووتيرة الاندفاع من جانب لاعبينا خصوصا وان الشكوك حامت حول صحة الهدف اسعودي الذي تحقق..
لكن في المقابل مع الاجتماعات المتوالية التي تعقد لدراسة حالات الاخفاق المتوالية من جانب منتخباتنا تبرز نهضة كروية تشهدها السعودية لتدعونا للتامل فيما تشهده ملاعب المملكة والوتيرة التي يتم فيها انجاز المسابقات والاستحقاق والنظرية التي تسهم في تشكيل منتخباتها والدعم الذي يحظى به المحليين في قيادة تلك المنتخبات لاسيما مع الرؤية الشبابية التي تحكم هذه الميزة اما دوري المحترفين السعودي الذي انطلق قبل اسابيع بمسمى جهته الداعمة وهي شركة روشن فهو يعزز نظرية التفوق النسبي والمميز للكرة السعودية التي بسطت نجاحها وصوابية تخطيطها من قبل المسؤولين في ايصال منتخباتها للاستحقاقات العالمية لاسيما مع الصعوبات التي لايمكن اخفائها والتي تنتظر على سبيل المثال منتخب السعودية الذي تنتظره مشاركة مهمة في اطار مونديال قطر والمخاوف الناشئة من غياب بعض اللاعبين الجديرين في اغلب خطوط المنتخب من جانب حراسة المرمى حيث ابرزت احدى الصحف واسعة الانتشار خللا في مركز حارس المرمى بسبب جلوس الحارس الاول للمنتخب على دكة الاحتياط فيما لفتت صحيفة اخرى للتاثير الذي يبرزه احد اندية المقدمة وسلبيات غيابه عن دوري الاضواء بسبب هبوطه لدوري الدرجة الاولى اضافة الى ان النادي المذكور يعج بعدد من للاعبين الدوليين الذين يصعب على مدرب المنتخب السعودي رينارد متابعتهم في سياق دوري لا يحظى بما يحظى به دوري المحترفين السعودي .