روسيا تندد برد فعل الغرب علي الفيتو
لافروف عشية زيارته لدمشق: سعي الشرق الأوسط لإصلاحات من دون تدخل خارجي أمر يستحق الدعم
موسكو ــ الزمان
نفي وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة امس شائعات تتحدث عن عزم الولايات المتحدة مهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، مؤكداً حق طهران في تطوير برنامج نووي سلمي. فيما قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بعد محادثاته مع نظيره البحريني إنه سيسلّم الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته المقررة إلي دمشق اليوم، رسالة من الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف لكنه لم يكشف عن مضمونها، واعتبر أن سعي الشرق الأوسط لإصلاحات من دون تدخل خارجي أمر يستحق الدعم. وندد لافروف امس برد فعل الغرب “المشين والهستيري” علي الفيتو الروسي والصيني حول مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يندد بالقمع في سوريا. وصرح لافروف “تعليق البعض في الغرب علي التصويت في الامم المتحدة مشين وشبه هستيري”. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله “عندما يغادر أحد أي مكان بتوجيهات من رئيس الدولة، فإن جوهر المهمة يكون معروفاً فقط للمرسل إليه”. ولفت إلي أن رفض طلب موسكو من مجلس الأمن عدم طرح القرار الخاص بسوريا للتصويت قبل زيارة وزير خارجيتها ومدير هيئة الإستخبارات ميخائيل فرادكوف لدمشق المقررة الثلاثاء، أظهر “عدم احترام”.
وعبّر عن الدهشة من رفض المجلس التعديلات الروسية علي القرار، “بالرغم من انها منطقية تماماً”. ووصف التعليقات الغربية بشأن محصلة التصويت، بأنها “غير لائقة وهستيرية”. ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن آل خليفة قوله بعد محادثات أجراها في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف “في ما يتعلق باحتمال مهاجمة إيران، نعتقد انه خلال لقائنا مع المسؤولين الأمريكيين تلقينا اعترافاً بان أمريكا لا تدعم فكرة التدخل العسكري حول الوضع في إيران”. وأشار إلي ان البحرين اعترفت بحق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي. يشار إلي انه في أواخر كانون الثاني الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ان وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» تعزز جهودها لتطوير قنبلة قادرة علي تدمير منشآت إيران النووية المحصنة تحت الأرض. كما قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ان تمويلاً جديداً سيستخدم لتطوير سلاح أكثر فعالية ضد المخابئ العميقة ومن بينها منشأة التخصيب الإيرانية “فوردو”. وكانت الصين وروسيا استخدمتا الفيتو السبت الماضي خلال التصويت علي مشروع القرار بشأن سوريا الذي طرحه المغرب، وأيدت المشروع 13 دولة. إلي ذلك، اعتبر لافروف أن سعي الشرق الأوسط للإصلاح يستحق الدعم، ولكن يجب ان يتحقق هذا من خلال الحوار وليس الحرب الأهلية ومن دون تدخل خارجي.
وقال لافروف ان “سعي شعوب الشرق الأوسط وشمال افريقيا الي الحياة الأفضل والتغيير يستحق الدعم التام.. ويجب إجراء الإصلاحات من خلال الحوار الشامل، من دون تدخل خارجي”. وأضاف انه لا يجوز التحريض علي “الحرب الأهلية”.
وعن البرنامج النووي الإيراني، قال لافروف إن بلاده والبحرين تعولان علي الإسراع لاستئناف المفاوضات السداسية لتسوية هذه القضية.
واعتبر العديد من الدبلوماسيين والخبراء الغربيين الاحد ان الفيتو الروسي والصيني الذي استخدم السبت سيشجع الرئيس السوري بشار الاسد علي مواصلة قمعه الشرس للمعارضين السوريين.
وصرح لافروف “يقول المثل «من يغضب نادرا ما يكون علي حق». ان التصريحات الهستيرية تهدف الي التستر عما حصل اي عن ان هناك عدة مصادر للعنف في سوريا”، متحدثا عن “جماعات متشددة مسلحة” قريبة من المعارضة.
واضاف “لهذا السبب دعمنا بشكل فعال مبادرة الجامعة العربية حول ضرورة وقف العنف مهما كان مصدره”.
وذكر بان هذه النقطة كانت مذكورة في مشروع القرار الذي تم التصويت عليه في مجلس الامن لكن الاخير لم يشمل “اجراءات ملموسة لتطبيقها”. وتابع “تمت التوصية باجراءات مفصلة لطرف واحد فحسب هو الحكومة”.
وتصر روسيا علي ضرورة ان “تنأي «المعارضة السورية» بنفسها عن المتشددين المسلحين” بحسب لافروف.
وهذه هي المرة الثانية التي تحول فيها موسكو وبكين دون صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بعد 11 شهرا علي بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا والتي قابلها النظام بقمع اوقع ستة الاف قتيل علي الاقل بحسب الناشطين.
وندد لافروف بالتصويت علي القرار السبت قبل زيارته المرتقبة الي دمشق الثلاثاء حيث سيلتقي الاسد. وقال “من المؤسف ان يلقي القرار هذا المصير”.
/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape
جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012
AZP02