مداهمة منازل ومكاتب مسؤولين فاسدين في كييف
كييف- (أ ف ب) – واشنطن -الزمان
هدّدت روسيا إسرائيل برد عسكري انتقامي الأربعاء في حال تسليمها أسلحة إلى أوكرانيا، بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه «يدرس هذا الأمر».
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «في ما يتعلق بتسليم أسلحة لأوكرانيا، نحن لا نصنّف الدول بحسب الجغرافيا. نحن نقول إن كل الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافا مشروعة للقوات الروسية».ونفّذت السلطات الأوكرانية الأربعاء سلسلة مداهمات وعمليات أمنية استهدفت شخصية نافذة وإدارات ومسؤولين في إطار مكافحة الفساد المستشري في البلد خصوصًا في مجال إمدادات الجيش، في خضمّ الحرب مع روسيا. فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء إنه يدرس إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، مبديا أيضا استعداده للعب دور الوسيط في النزاع، بعد دعوات أميركية لمزيد من المشاركة النشطة. وقالت روسياان الأسلحة بعيدة المدى التي يعتزم الغرب ارسالها الى كييف لن توثر على عزم الجيش الروسي. ولم يقدم نتانياهو أي تعهدات جازمة لأوكرانيا، خاصة وأن بلاده حافظت على علاقاتها مع روسيا التي تسيطر على أجواء سوريا المجاورة وتغض الطرف عن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع هناك تابعة لعدوتها اللدودة إيران. وعندما سئل نتانياهو خلال مقابلة مع شبكة «سي ان ان» ما إذا كان بإمكان إسرائيل تقديم المساعدة لأوكرانيا في مجالات مثل القبة الحديدية التي تحمي إسرائيل من الهجمات الجوية، أجاب «حسنا، أنا بالتأكيد أدرس هذا الأمر». وأكد نتانياهو أن الولايات المتحدة نقلت مخزونا من ذخيرة المدفعية المخصصة لإسرائيل إلى أوكرانيا، مقارنا بين هذا الجهد والعمليات التي تشنها بلاده ضد إيران. وقال إن «الولايات المتحدة أخذت جزءا كبيرا من الذخائر المخصصة لاسرائيل ومررتها إلى أوكرانيا. وبصراحة فأن إسرائيل ايضا تتصرف بطرق لن أفصلها هنا ضد مصانع الأسلحة الإيرانية التي تستخدم ضد أوكرانيا». واتهم مسؤولون أوكرانيون وغربيون إيران ببيع طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة الى روسيا لاستخدامها في غزو أوكرانيا، على الرغم من نفي طهران ذلك. وأضاف نتانياهو أنه طُلب منه التوسط بشكل غير رسمي في النزاع بعد غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير، لكنه لم يتابع ذلك لأنه كان حينها في صفوف المعارضة. ولفت الى أنه مستعد للعب دور الوسيط في حال طلب منه الطرفان ذلك إضافة إلى الولايات المتحدة. وقال «لدي خبرة كافية لأعرف أنه يجب أن يكون هناك وقت مناسب وظروف مناسبة. وفي حال ظهرت سأفكر في ذلك بالتأكيد». وتأتي هذه التصريحات غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى القدس حيث دعا إلى الهدوء في أعقاب تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما حض إسرائيل على زيادة دعمها لأوكرانيا. وباستخدام لغة مألوفة لدى الإسرائيليين، قال بلينكن إن أوكرانيا بحاجة إلى المساعدة «لأنها تدافع بشجاعة عن شعبها وعن حقها في الوجود».
وأبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بلينكن أنه سيزور أوكرانيا لإعادة فتح سفارة بلاده، وهي أول زيارة من نوعها منذ الحرب.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق نفتالي بينيت قد قام بزيارة مفاجئة إلى موسكو في آذار/مارس للتوسط مع بوتين. ونقل بينيت أيضا رسائل من بوتين إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم ينجح في ترتيب مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وأعلن زعيم حزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ديفيد أراخاميا، عبر تلغرام أن العمليات التي نفّذتها الشرطة استهدفت خصوصًا الملياردير إيغور كولومويسكي ووزير الداخلية السابق أرسين أفاكوف ومكتب الضرائب الأوكراني فيما عُلّقت مهام إدارة الجمارك. وشملت زيارات المحققين أيضًا منازل ومكاتب مسؤولين كبار في وزارة الدفاع.
وأضاف أراخاميا «البلاد تتغيّر خلال الحرب. إذا لم يكن شخص ما مستعدا للتغيير، فإن الدولة نفسها ستأتي وتساعده على التغيير».
تعاني أوكرانيا من الفساد المستشري منذ سنوات لكنّ الجهود المبذولة لمحاربته طغت عليها حرب موسكو الشاملة المستمرة منذ قرابة عام.
والأسبوع الماضي، أقالت السلطات عشرات المسؤولين.
وتأتي هذه التحركات الأربعاء فيما سيستضيف زيلينسكي قمة مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي الذي قال إن الإصلاحات للقضاء على الفساد شرط أساسي لتعميق التكامل.
وتتعرض أوكرانيا لضغوط أيضا من الداعمين العسكريين والماليين الرئيسيين في العواصم الأوروبية وواشنطن لإحراز تقدم بشأن الكسب غير المشروع لمواصلة تلقي شحنات الأسلحة.
ونشر محقّقون من أجهزة الأمن الأوكرانية صورا لعملية تفتيش منزل كولومويسكي، أحد أغنى الرجال في البلاد الذي مُنع من دخول الولايات المتحدة التي تتّهمه بالفساد وتقويض الديموقراطية.