رهان كارثيّ

رهان كارثيّ
سعد عباس
للآن، لم تنجح أحزاب الإسلام السياسي في شيء أكثر من تأكيد انحيازها للسلطة وعدائها للدولة.
كنا نعيب على حكام الأمس تضحيتهم بالدولة لضمان بقائهم في السلطة، قبل أن تقدّم لنا أحزاب الإسلام السياسي في العراق ومصر وتونس وليبيا صورة فريدة للفشل لا نظير لها.
تذهب بعض الآراء الى أن هذه الأحزاب والجماعات الإسلامية غير قادرة على تطبيق مشروع الدولة الدينية لاعتبارات كثيرة ذاتية وموضوعية، الأمر الذي يجعلها تستميت في إحكام قبضتها على السلطة وممارسة أساليب أقصاء أقسى وأسوأ مما كان يمارسه مستبدون من أمثال صدام حسين والقذافي وبن علي ومبارك وسواهم، بهدف إزالة جميع العوائق السياسية والدستورية والقضائية والمجتمعية التي تحول دون استنساخ تجربة الدولة الدينية في إيران.
وبحسب هذه القراءة، فإن ما يجري في العراق ومصر وتونس وليبيا وفي سوريا لاحقاً هو سير حثيث لتعميم هذه التجربة، وأن الأنموذج التركي الذي يقال بأن إخوان تونس ومصر يقتدون به لا يشغل في الواقع اهتمام الإسلام السياسي في بلداننا، بدليل أن قيادات إخوانية وسلفية مهمة ترفض الحديث عن استعارة هذا الأنموذج معللة ذلك بأن ارتهان تركيا لوصفة الاتحاد الأوربي جعل إسلامييها يتنازلون عن كثير من مرتكزات مشروعهم .
يبدو واضحاً أن إخوان مصر وجماعات إسلامية أخرى تخوض معركة شرسة بهدف التمكين الذي يضمن لها سيطرة مطلقة على الجهاز الإداري، بعد أن أحكمت سيطرتها على مفاصل السلطة الرئيسة، غير مكترثة لما يؤدي اليه ذلك من كوارث للدولة.
الدولة بشكلها الراهن غير ذات قيمة في نظر هذه الأحزاب، لأنها دولة معادية للمشروع الحزبي، وتفتيت هذه الدولة وتفكيكها أمر مشروع وشرعيّ لبناء الدولة الدينية. ليس مهماً عدد الضحايا، ليس مهماً انزلاق البلاد الى حرب أهلية وغرقها في فوضى شاملة وتقسيمها وتحولها الى مثال صارخ للفشل. المهم أن نحكم وحدنا ونطبق الشريعة.
أيّ إساءة للشريعة هذه؟ وأي إتجار بها؟

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول الماغوط الطغاة كما الأرقام القياسية لا بد أن يأتي يوم وتتحطم ؟
جواب جريء
ــ قول سورين كيركغارد خداع واحد فقط هو الممكن في المطلق، ألا وهو خداغ النفس .
AZP02
SAAB