رمضان وأبن العم

رمضان وأبن العم

كان من عادة منتسبي الأنضباط العسكري يلقون القبض على العسكري المخالف وغير المخالف خاصة عند حاجتهم للقيام بأعمال سريعة ومن ثم يطلقون غير المخالفين وهم أصحاب الفضل .   وقال لي أحد الأصدقاء أنه تم ألقاء القبض عليه أثناء شهر رمضان وفي حينها كان صائما رغم قسوة الظروف وكان الهدف من القاء القبض على العسكريين هو بناء نقطة عسكرية على الطريق العام وعندما بدأ العمل لاحظ النائب الضابط عدم قدرتي على العمل فقال لي :انت عليك نقل الماء فقط وفي هذه اللحظة وقفت سيارة لنقل الماء وشاهد سائقها حالة الأرهاق على وجهي فأوصى النائب ضابط بمساعدتي قدر الأمكان وبعد ذهاب السائق قال لي النائب ضابط :انت تعرف هذا السائق ؟فقلت له نعم انه ابن عمي وكان هذا المصطلح متعارف عليه فصمت وقال لي مرة ثانية : الصائم لايكذب هل انت صائم ام مفطر فأكدت الجواب أني والله صائم .  فقال لي لكنك كذبت قبل قليل وقلت ان السائق ابن عمك وكيف يكون ابن عمك وانت مسلم وصايم وهو مسيحي فضحكنا واطلق سراحي . بصمة أبن عمي وعشيرتي ومذهبي وحزبي والقائمة تطول أصبحت ماركة مسجلة تستخدم عند كل مأزق او موقف فيه اعوجاج لابد من التخلص منه بأستخدام هذا القميص واكثرية الذين يرفعون شعار (ابن عمي) يتمسكون بالقول الشائع ( انا واخوي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب)،وهذا هو الجهل الذي لاغبار عليه والتفسير الخاطىء للتعاون بين القربى فليس على الباطل نتعاون بل على الحق .. المجتمع المدني لابد من ان يرفع هذا الشعار ويجعله من أولوياته وليس بالكتابة والمثالية بل بالعمل والتطبيق وان نضع الرجل المناسب في مكانه دون الحاجة لأبن عم سيء. هل نرى شيخ عشبرة يقول لأبن عمه انك على خطأ. هل نشاهد احد القادة يعترف بأرتكاب احد افراد حزبه خطأ بحق المواطنين .. هل وهل وهل  سنبقى ننتظر رغم ان الانتظار ممل. ؟

أسعد خلف

مشاركة