رمضان – نص شعري – سبتي‮ ‬الهيتي

رمضان – نص شعري – سبتي الهيتي

إلى علي .. حفيدي الصغير

هــــو ذا يــهـــــلّ مــعــاوداً فـإهـنأ بــه

إمّــــا بلغــــت بـنـعــمـــة الـغــــفــــــــران

فـــهــو الـكـريــــــم بفضــــله وبفرضه

وصيـــامــــه عـــتــقٌ مــــن الــنــيــــــران

وهـــلالـــه نـــورٌ يـضــيء ورحـــمـــةٌ

تحـنــو بـبـهجــتــهـــا عــلـى الإنــســــــان

وقــيامـــه ســحــراً إذا سـكــن الـدجـى

وصـحـا الـفــؤاد بـرقّــة الــوجــــــــدان

لــدعــــاء روح مــا يــزال صــفـائهــا

          يـغــنـيــك عـن ضـنـكٍ وعـن حــرمـــان

لتريح نـفـســاً حــــرةً مهـمـــومـــــــةً

          ثقـــلــت عـليهـــا كــفــــة الــمـيـــــزان

و أنعم بـشـهــرٍ يا عـــلــــي فإنـّـــــه

بالــيــمــن مـوصـول ، و بالاحــســــان

الصبـــر فـيـه فـضيــلــةٌ مـحــمــــودةٌ

فـيـهـــــا تـجــل دقــائــق الأيـــمــــــان

والـصائمون وليـس يعـــدل سعـــدهـم

بالفــطـــــر إلاّ مُـتـعــة الــرضــــــوان

وقلـوبهـــم نــشـوى بمـا كسبـت لهم

          مــــن كــــل غصـنٍ طـيـــب الأفــنـــان

فإذا هم قـصـــدوه  بــعــد قـــيــامهـم

متــــأمـلــيــن بــدائــــــع الأكـــــــوان

وقـف الـزمـان بكـــل ظـلم طـغـاتــه

لهـــم بـــدون تــعــــثـــّـــر وتــــــوان

ليريهــم كـشـفـاً يسُــرّ بــهــــــــاءه

العـين الـتــي هـبـطـت بــغـــيــر أوان

لتكون يمنى الأرض لصق يـسارهـا

كــفـّـان مـاســـكـتــان بـالــفـــــرقــآن

تهديــه للـمـدن الـجريـحـة نـاسهــا

          بـيــد الــذئـــاب وآفـــــة الطــوفــــان

ولكل قـلـب لا تـــــزال دمــــــــــاءه

          بالــمـجــد مـوكــلـــة  و بالـنـعــمـان

للصائميــن الكاظميــن بـصـبـــرهم

          غيض الحـلـيـم عـلـى أذى العـــدوان

للحافظــين العهــد فــي إيــمانهـــم

          ذخـــراً لأجــل كـــرامـة الإنــســـــان

والنازحيــــن التــاركين ديـارهــــم

          نهـــبـاً لـكـــلّ مــســلــحٍ كــشـحـــان

والبــاحثـين اليـوم عـن سكـن غــدا

فــي حلمهم وطـــنــاً بغـيــر أمـــــان

والغــافلين وسوف يـكتـــم ســرّهــم

حـــزن الخـيــام وآفـــة الـخـســـران

يا ليلـة القــدر التــي يسمـــو بهـا

شــــهــر يُجَــلُّ على مــــدى الازمان

هلاّ ســألت الحــق فـي ملــكوتــه

عــــــن نازحيــن بـــلا غـدٍ وأمــــــان

ومهاجرين وفـرط جـوع عيالهــم

صامـوا علـى قهـــرٍ مــــــن الإذعــان

وتجرّعــوا بالصبــر كــلّ مـــرارةٍ

          سـمـع الــزمـــــان بهــا عـن الطغيـان

الصائمون وكـلّ شهــرٍ عـنـدهــــم

          رمضـان ليــس يليـه شهـر ثان

يا سعـدهـم جاعـوا ليشبع طفلهــم

عــزَّ الديــّار وحـرمـة الأوطــان

فمشــى بهم رمضان بيـن دعــاءه

درب الـرضـا ومعارج الـسلـوان

وزهـت بهـم وبـقـدرهـــا تـــوّاقـــةً

          للحـــق يحفظهـم مــن النسـيـان

ومــن الهــوان وقد تسلّط غــدره

          مكــراً يفـوق بـه عـلـى الشيطان

فهــم لمرضـاة الرحيـم صيامهــم

          وقيـامهـــم لمـحـبـة الـرحــمــــن

مشاركة