رمضان الخامس عشر – مجيد السامرائي
هذا العام هو الخامس عشر بين رمضانات مضت بعمان ادون مجمل إنطباعات البارحة على إنها سجل لطوابير طويلة مهذبة تمتد نحو كيلومتر يلتزم الواقف دون توجيه بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة – وبعضهن يلبسن اثنين.
ليس للخبز اجنحة يقول عجوز غامزا من يصطف قدامه وخلفه في الطابور .. إنه ارمل ثم وحيد يجيد اعداد البيض والبطاطا المسلوقة فقط ..ورمضان كريم .
ذروة الزحام قبل السابعة ببضع ثوان ؛ امر الدفاع 11 يقضي بان يعود الجميع الى منازلهم ولاجدال ولا احتيال على ذلك .
الجو بارد نسبيا وفواتير الكهرباء توحي بان درجة الحرارة القصوى بحدود 18 مئوية حتى لحظة تنضيد هذه السطور ..
صباح استثنائي ..ليس هناك زحام يرهق الاجنة في الارحام كما سمعتها من كاتب خواطر يطلب رأيي في بلاغتها ..
اقول للشوفير : ممكن نلقى مهارب من الازمات .. يرد باريحيه (دلني وانا خدامك ) هناك طلعات قاسية يلزم الدوس على عتلة البنزين حتى (تبطنش العجال ).. مثل حنجرة مطرب شاخت لايرقى على الوصول الى طبقة الري فيعود الى الدو بداية السلم …
هناك طرق افعوانية احفظها حتى وانا مغمض العينين كأنه يسمع مني صوت المذيع الاردني وائل حبال الذي نسمعه في تطبيق (جي بي ايس) .. شمال الدوار طلوع … ثم اول دخله على اليمين .. ثم شمال نزول ثم يمين بيمين .. يلاقيك الدوار .. شمال الاشارة ..كمان شقفة زغيرة .. ايوه يخلف عليك .. قديش ؟ هيك ليرة و35 قرش ..
فائدة : الفضل في هذا الاكتشاف يعود الى عالمة الرياضيات التي تدعى غلاديس ويست، تبلغ من العمر 87 عاما.
والسيدة ويست، البالغة من العمر 87 عاما، هي عالمة رياضيات متقاعدة تقيم في شمال شرق ولاية فرجينيا. ويعزو المسؤولون في مقر عملها السابق، البحرية الأمريكية، لها الفضل في القيام بدور محوري في تطوير تكنولوجيا نظام تحديد المواقع العالمي.
في السلوك الاعتيادي في الطرق المتبعة يصل المبلغ الى ليرتين .. او دينارين .. الشيوخ يقولون : نيرتين.
ثلاثة اشياء تشغل بال الناس هنا: المطعوم .. اللقاح .. ثمة من يحث عليه لانه تلقاه ولم يشعر باعراض تدعو الى القلق واخرون يبدون قلقا من أخذه ويبثون طاقة سلبية بين اقرانهم ..لكن وفق الارقام فأن هناك اقبالا واضحا على تعاطيه.
ثاني الاشياء : الطقس .. مثل الاوربيين الجميع يلبس وفق طقس العرب .. مايزال الجوي شتويا والدليل هو الانفاق من ميزانية مرتبة يخصص جزء منها على جرة الغاز التي تكفي الواحدة منها اسبوعا بالحد الادنى .
العراقيون – المقيمون يخرجون بكامل اعداد اسرهم يشعرون بأن الحظر يقتضي بأن المطاعم التي كانوا يرتادونها وعليهم مغادرتها اذا ما اشارت عقارب الساعة الى الامتداد شاقوليا نحو السادسة .
ثالث الشواغل هو مأدبة رمضان التلفزيونية .. يقول لي عراقي شاب .. هل صحيح انك كنت تكتب زاوية مقعد امام الشاشة الصغيرة لثلاثين عاما في جريدة الجمهورية ؟ قلت نعم …
لو قدر لي ان اكتب الان انطباعا اوليا عن دراما رمضان لكتبت – يقول الشاب – كأن كاتبها ومخرجها واحد لو اسدلت الصوت لشاهدت مسدسات كاتمة للصوت وافواه تصرخ ..ورجال تجري خلف شباب ونيران في كل القنوات
ادون كل شيء وفق ما رأيت وسمعت وشعرت .افعل مثلي .. انها لحظات عابرة لها معان تفسر في حينها فقط .
عمان
