رقيمات سومرية

رقيمات سومرية

 أتبع طيفكَ…فيفخرني الخيال بنارِ الحنين

وأستجمع ذكرياتي معكَ كما يستجمع الغزاة الغنائم

أخترق العصور وأبحث عنكَ في حضارات لم تخلق بعد

أتمزق مثل دين ترفضه الشعوب

وأقتل مثل إيمان بصدرِ كافرٍ

أطوف كتب التاريخ وأصوغ قصصاً سومرية جديدة

أدونها برقيماتٍ تغفو على قناديل الشعر

هل أحتاج إلى برهان لأثبت لكَ أني أحبكَ

هل أحتاج إلى برهان لأثبت لكَ أني أحصد من اسمكَ سنابل دهشة وينابيع غليان وأفراح طفولة..

وإن ظلكَ هو لي ألف مجرة

ويضيع الجمال كل الجمال عند أعتاب حضوركَ

وحدكَ من تملك مفاتيح مداري وانفعال حضاراتي

وحدها خطواتك من ترسم خارطة أهوار تجمل مملكة الجنوب

وحدها المعابد السومرية من تشهد على عشقي

من تشهد أن وجهكَ كان دائما هو اتجاه صلاتي

وتوسلاتي وقرابيني

بين عطور وبخور المعبد…كنتُ دائما ابحث عن أنفاسكَ

كنتُ اتباهى أمام الآلهة وأنا أحدثها عن معجزاتكَ

وفجأة….

أجدكَ تميمة يرتلها الكهنة عند هدوء الليل

أتبع طيفكَ..فأجدني أتبع رعشة قدري

ففي ذاكرة التراب تجد خطواتي السمراء

تجد بعضا من ملامح وجهي سقطت مني وأنا أبحث عنك

تخفق روحي كلما وجدت اشارة من بصمات طيفكَ

وتسكنني لهفة يضيع في حرارتها كل سكان العالم

لا يهمني ان تأخر الفرح على موعده

فأنا غيمة شعر…أقطع المسافات بزخات عشق

أنا…وأنتَ…والمطر…وحكاية ننقشها على رقيمات سومرية

أنا…….نذور مواسمكَ

وأنتَ….أعياد قدري

والمطر…كائن يحفظ أسرار عشقنا وجنوننا ودموعنا

والرقيمات السومرية..هي اسطورة سِحر تُعلم الحكماء والشعراء والملوك والفقراء …أبجدية ثمالة الحب المطلق

أن تعشق دون أمل..وتعانق المحن وأنتَ تغفو على وسادة الرضا

أن تتحول دموع حرمانكَ الى حبات ندى تُقبل اللألئ

أن تنفصل عن الزمن…

وتعانق التكهنات وتسير على لمعان أنينكَ وتقع في شَرك مرضا لا شفاء منه…

أن تحرق أسماء المدن وتقرأ تأريخ الشرق دون مجازر

أن تنفخ في جسد المحال شيئا من شوقكَ

عندها……

تكون قد نثرت شذى عشقكَ المطلق على كل سموات الأساطير…

في قبوِ معبدٍ سومري…

هناكَ….سيجد الأجيال

إسمكَ…وإسمي…ودموع عشقي

محفورة…على…رُقيماتٍ سومريةٍ

ميثاق كريم الركابي – بغداد

مشاركة