الأطلسي(الشرقي) يطالب بزيادة حربية أمريكية ومساعدة لأوكرانيا بقيمة 15.6 مليار دولار
لودز (بولندا)-(أ ف ب) – واشنطن – موسكو -الزمان
طالب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي خلال اجتماع في بولندا الجمعة، الولايات المتّحدة بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. فيما صادق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الجمعة على خطة مساعدة بقيمة 15،6 مليار دولار وقّعت مع الحكومة الأوكرانية في 21 آذار/مارس، الأمر الذي يمهّد لمنح كييف دفعة أولى بقيمة 2،7 مليار دولار. كما أعرب معظم أعضاء مجلس الأمن الدولي الجمعة عن قلقهم من خطر انتشار الأسلحة النووية، خلال اجتماع بشأن إعلان موسكو عزمها على نشر أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروس، الأمر الذي دانته الدول الغربية بوضوح. من جهته دعا رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إلى «هدنة» في أوكرانيا ومفاوضات «بدون شروط مسبقة» بين كييف وموسكو.
وقال لوكاشنكو خلال خطاب إلى الأمة «يجب التوقف الآن، قبل أن يبدأ التصعيد. أجازف وأطالب بوقف للأعمال الحربية». وأضاف «من الممكن، بل من الواجب تسوية كل المسائل الجغرافية ومسائل إعادة الإعمار والأمن وغيرها حول طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة». وتابع رئيس بيلاروس الذي يحمل الغرب وأوكرانيا المسؤولية عن النزاع، أنه يخشى حربا «نووية» بسبب الدعم الغربي لكييف فيما كان بوتين أعلن سابقا عزمه نشر أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروس. وقال «بسبب الولايات المتحدة والدول التابعة لها تم إطلاق حرب» في اوكرانيا معتبرا انه منذ ذلك الحين «يخيم تهديد الحرائق النووية في الافق». وأضاف «انتم تدركون وتعلمون انه ليس هناك سوى حل واحد: المفاوضات! مفاوضات بدون شروط مسبقة».
بعدما أكد أن «المجمع الصناعي العسكري يعمل بأقصى سرعة في روسيا» وأن أوكرانيا «غارقة بالأسلحة الغربية»، أعرب لوكاشنكو عن قلقه من حصول «تصعيد» مقبل سيوقع العديد من القتلى. واعتبر السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير خلال اجتماع مجلس الامن الذي دعت إليه أوكرانيا أنّ «هذه ضربة إضافية لخارطة الحد من التسلح، وللاستقرار الاستراتيجي في أوروبا، وللسلام والأمن الدوليين». وقال نائب السفير البريطاني جيمس كاريوكي «لنكن واضحين، لم تثر أي دولة أخرى إمكان استخدام أسلحة نووية في هذا النزاع، ولا تهدد أي دولة السيادة الروسية». واعتبر أن الإعلان الروسي «بمثابة محاولة جديدة للتخويف والإكراه». وأضاف «لم تنجح (هذه المحاولات) حتى الآن ولن تنجح. سنستمر في دعم جهود أوكرانيا في الدفاع عن نفسها». وفي حين ندّدت فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة مع أعضاء آخرين في المجلس بوضوح بإعلان موسكو، ألقى البعض اللوم على كل من الروس والغربيين، وأعربوا عن قلقهم من انتشار الأسلحة النووية. وقال السفير البرازيلي رونالدو كوستا فيلهو «لا يمكن معالجة الشر بالشر». وأشارت روسيا إلى سياسة «التشارك النووي» التي ينتهجها حلف شمال الأطلسي لاسيما عبر نشر أسلحة نووية أميركية في أوروبا، لتبرير اتفاقها مع بيلاروس، وهو موقف تَكرّر الجمعة أمام مجلس الأمن. وأكد السفير البرازيلي أن «الرد على اتفاق للتشارك النووي بوضع أسلحة في دولة غير نووية يُعدّ أيضًا انتهاكًا للالتزامات بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية»، منددًا بـ «السباق نحو القاع الذي لا يضمن سلامة أي شخص، بغض النظر عمن اتخذ الخطوة الأولى».
وقالت إيزومي ناكاميتسو، الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح «في 25 آذار/مارس، أعلنت روسيا الاتحادية أنها توصلت إلى اتفاق مع بيلاروس لنشر أسلحتها النووية غير الاستراتيجية في أراضي بيلاروس. وعندما يتعلق الأمر بمسائل التسلح النووي، أود أن أكون واضحة: على كل الدول تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد العنف، من خلال خطأ في الحكم».
ودعت الصين من جهتها إلى «إلغاء اتفاقات التشارك النووي». وقال نائب السفير الصيني كنغ شوانغ من دون ذكر اسم أي دولة «ندعو إلى امتناع أي دولة نووية عن نشر أسلحة نووية في الخارج، وإلى سحب الأسلحة النووية المنشورة في الخارج».
وقال صندوق النقد في بيان إنّ الخطة التي مدّتها أربعة أعوام ستتيح «دعم النهوض الاقتصادي التدريجي عبر توفير ظروف نمو بعيد المدى في سياق إعادة الإعمار بعد النزاع، وعلى طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي».
وعقد وزراء خارجية دول «مجموعة بوخارست التسع» الاطلسية اجتماعهم في مدينة لودز البولندية تحضيراً للقّمة المقبلة لحلف شمال الأطلسي في تمّوز/يوليو في فيلنيوس.
وفي ختام الاجتماع، قال وزير الخارجية الروماني بوغدان أوريسكو «نحن بحاجة للعمل على زيادة الوجود الأميركي في منطقتنا، على الجناح الشرقي، من حيث العديد والعتاد».
وجدّد وزراء خارجية الدول التسع وهي بلغاريا وتشيكيا وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا الدعوة لتعزيز القدرات الدفاعية لمنطقتهم المتاخمة لأوكرانيا.
وأضاف أوريسكو «إذا كان لدينا دفاع قوي، فعندئذ تكون لدينا قوة ردع في مواجهة سلوك روسيا المزعزع للاستقرار».
وشدّد الوزير الروماني على أنّ «هذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا»، داعياً إلى «مزيد من قدرات الدفاع الجوي، ومزيد من القدرات المضادة للصواريخ على أراضينا… مزيد من وسائل المراقبة والاستطلاع والاستخبارات».
وفي اجتماعهم، تعهّد وزراء الخارجية التسعة أيضاً بمزيد من الدعم لأوكرانيا في تصدّيها للغزو الروسي.
وقال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو إنّ «دول مجموعة بوخارست التسع طليعية هنا، بما في ذلك من حيث دفع الحلفاء لاتّخاذ إجراءات أكثر جرأة».
من ناحيته، قال الوزير الروماني «نؤيد جميعاً انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي»، مشيراً إلى أنّ «الأولوية الآن هي دعم أوكرانيا للانتصار في هذه الحرب».
وأضاف «الشهر المقبل، المرحلة المقبلة، ستكون حاسمة بالنسبة لمصير الحرب في أوكرانيا».