رداً على مقال السعدي من تكساس
بتاريخ السادس من تموز المصادف يوم الاثنين وفي العدد 7272 من جريدة (الزمان) قرأت مقال للسيد السعدي تحت عنوان الى السيد وزير التعليم وقبل الخوض في مضمون مقال الأستاذ السعدي أريد ان اعرف معنى الشهيد في نظر الشارع والشرع بأنه : “كل من لقي حتفه دفعا عن الدين أو الوطن أو العرض أو المال بغض النظر عن من قتل هذا الشهيد سواء أكان أخا أو أبا أو عدوا لهذا الشهيد أو جهة سياسية مناهضة لفكر الشهيد على ان يكون فكر الشهيد لا يتعارض مع الدين والوطن” ولكن الذي يحدث في الوقت الحاضر ان الشهيد لا يخضع لهذه الاعتبارات لأن كل من استلم السلطة يعتبر المناضل من حزبه الذي توفى شهيدا ومن هذا المنطلق يجتهد في أنواع وسبل العطاء لذوي الشهيد فهو يكيل لهم دون حساب (وهب الأمير بما لا يملك) هنا يكون الشهيد حالة اجتهاد عند المسؤول بغض النظر عن صدقها والقارئ اللبيب يفهم ما أريد الوصول إليه عودة الى مقال الأستاذ السعدي أقول إذا صح وافترضنا كل المؤهلات موجودة ومتوفرة للشخص بحيث يطلق عليه شهيدا فالتعويض يجب ان يكون لعائلته وبحدود معقولة أي ان لا يتجاوز العطاء ما يغيض ويبعث على الحسد عند الآخرين وفي نفس الوقت التمني للآخرين ان يكون لهم شهيدا لينعموا بهذه الامتيازات اللامحدودة وهذا ما حصل في زمن صدام حسين عندما كان كثير من الآباء يتمنون استشهاد أبنائهم في الجبهة هذا ما لمسته بنفسي وليس سماعا من احد الذي أريد ان أتوصل إليه ان هذا العطاء يجب ان يكون محدودا ولا يكون على حساب العلم لأن التعويض مادي ومعنوي اما ان تمنح ابن الشهيد درجة علمية أو درجات على المعدل فهو ظلم للمنافس الأخر لأن المنافسة ليس على الوطنية أو الدين أو المذهب بل على أساس العلم فما علاقة ابن الشهيد في العلم وأريد ان اضرب لك مثلا لو ان ثلاثة تقدموا للدراسات العليا وكان احدهم بدرجة امتياز والثاني بدرجة جيد جدا والثالث ابن شهيد درجته مقبول فهل يجوز إعطاء ابن الشهيد الأحقية في القبول لنيل الشهادة العليا الم يكن هذا غبن بحق الاثنين واهانة للعلم فما ذنب هؤلاء المتقدمين للدراسة من حرمانهم تحت هذه الذريعة والحجة الواهية والمنافية للعلم ثم انك يا أخي تلقي بالآئمة على الحكومة لعدم إنصافها الشهداء وعدم إعطاء ذويهم ما يستحقون.ما الذي تريده من الحكومة ان تعطي أو تفعله لذوي الشهداء هل تريد من الحكومة ان تجلسهم في بيوتهم وتمنحهم رواتب ودرجات علمية ومغريات أخرى . ان تفضيلهم في التعيينات بحيث لم يبقى ابن أو بنت شهيد لم تعيينه الدولة وأعطي راتبا قدره 250 ألف لأبناء وبنات وزوجات الشهيد بغض النظر عن عددهم وأعطتهم قطعة ارض تقدر بخمسين مليون ومنحتهم مبلغا خمسون مليون لبناء القطعة ولهم الأفضلية في السلفة العقارية إذا كان هذا العطاء غير مجزي في نظرك يا أستاذ وما الذي تريده بالضبط انك لم تعلم بأن الناس بدأت تحسد ذوي الشهداء لكثرة الامتيازات بحيث يتمنى الطالب لو كان والده شهيد كي يقبل في الجامعة التي يريدها وكذلك الخريج بحيث يعيين بغض النظر عن معدله كما قلت إذا ما بقي للحكومة إلا ان تعطيهم صكا للدخول الى الجنة !إني استشف من مقالتك انك من ذوي الشهداء رغم انك من سكنة تكساس الأمريكية أريد ان اروي لك حادثة وقعت أمامي وليس نقلا عن احد أقول كنت واقفا عن مفترق طريق وقد سمعت مشادة كلامية بين ثلاثة إخوة لأب شهيد سمعت احد الإخوة قائلا للأخر لماذا تريدون إقامة دعوى على فلان صحيح الأدلة تثبيت بأنه قاتل لأبينا ولكن الم تفكروا بأن هذه الدعوى ستجعلنا نخسر الكثير من الامتيازات التي منحها لنا الحكومة عندما اعتبرته شهيدا طبقا للطلب الذي قدمناه للحكومة باعتبار أبينا كان قارئا للمنبر الحسيني وقد وجدناه مقتولا واتهمنا الحكومة السابقة يقتله ان هذه الامتيازات التي حصلنا عليها لا تساوي ما سنحصل عليه من قاتل أبينا حتى ولو بلغت 100 مليون وهذا رقم خيالي لا يعطيه احد لذوي المقتول فهو لم يحصل يصل الى ما حصلنا عليه من الحكومة لقد عينت أبنائنا وبناتنا وأعطتنا قطعة ارض ومنحة خمسون مليون وراتب لنا نحن الثلاثة كل واحد منا قدره 250 ألف فهل هذا معقول فأرجو منكم ان لا يسترد هذا الموضوع لأن المجرم سيتقدم بالطلب ويدعي بأنه شهيد الحكومة السابقة هي التي قتله . هذا ما سمعته أنا فيا أخي صاحب المقال ان الحكومة فعلت ما لم تفعله أية حكومة في العالمين المتحضر والمتخلف الذي نحن منه.ثم إنني أريد ان أسألك وأنت من سكنة الولايات المتحدة هل الشهداء في الولايات المتحدة والذين قضوا نحبهم في معركة بيرلهارفر عندما ابيدوا عن بكرة أبيهم بالهجوم الذي قامت به الطائرات اليابانية هل أعطتهم الحكومة مثلما أعطت حكومتنا للشهداء بغض النظر عن صدق استشهادهم كما قلت أنا في مقدمة المقال وقد بلغت أعدادهم في العراق عشرات الآلاف خصوصا من حزب الدعوة في حين لم يكن عدد شهداء حزب الدعوة الذين نقر لهم بالعرفان والتضحية ونعتبرهم نموذجا للشهادة ضد الدكتاتورية الصدامية لم يبلغ عددهم الحقيقي المائة وهكذا حال كل الأحزاب الأخرى . في حين لم يحصل شهداء معركة بيرلهارفر الا على راتب تقاعدي ومنحة بسيطة ولم بفضل أبنائهم وبناتهم على بقية الموطنين في التعيينات ولا في القبول في الجامعات لأنه يدركون قيمة العلم وهو فوق هذه المسميات . ثم ان حكومتنا النزيهة الم تقرأ التاريخ فماذا حصلت بنت حمزة عم النبي الذي استشهد في معركة احد ونحن نعرف ان أفضل الشهداء في العلمين هم شهداء معركة بدر ومعركة أحد ان بنت الشهيد حمزة عم النبي (ص) لم تحصل إلا على زواجها من سلمة ابن أم سلمة زوجة النبي محمد (ص) انك يا أخي السعدي لم تطلع على الحقيقة بعد والتزوير الذي حدث ونتيجة هذه الامتيازات والمغريات التي أعطتها الحكومة لذوي الشهداء . هل تعلم بأن الأسواق المركزية في محافظة الديوانية قد انفجرت على م دخلها لسرقتها وقد راح العديد من السراق فيها واعتبرتهم الحكومة شهداء وأعطتهم المغريات في حين هم دخلوها لسرقتها وكأنها ملك صدام الشخصي وليس هي ملك الشعب فأية مفارقة هذه وأية لعبة تحدث في هذا البلد وأي مغالات في هذه الامتيازات لذوي الشهداء وأية قلة معلومة لديك عن هذه الامتيازات .
فيصل اللامنتمي
/8/2012 Issue 4286 – Date 25 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4286 التاريخ 25»8»2012
AZPPPL