مدرسة إبداعية متميزة في مسار الثقافة
لندن -الزمان
غيّب الموت الاثنين الروائي العراقي الكبير عبدالرحمن مجيد الربيعي بعد رحلة مع المرض في سنواته الاخيرة منذ عاد من تونس التي كانت مستقره الإنساني والاسري والوظيفي في ثلاثة عقود الى بغداد ثم الى الناصرية منبع الهامه في قصصه ورواياته منذ مجموعته الاولى «السيف والسفينة» العام 1966، حين احدث صدورها ضجة في الوسط الابداعي العراقي .
وبوفاة الربيعي تكون الرواية العربية قد خسرت علما كبيرا من اعلامها الذي لم ينل حقه في بلاده، فيما استقبلته وكرّمته الميادين العربية الثقافية أينما حل .
وقاد الربيعي حلقات ثقافية عدة في العراق قبل مغادرة الوظيفة والاستقرار في تونس ، وذلك من خلال عمله في المركز الثقافي العراقي في بيروت ودائرة الاعلام الخارجي
ولد الراحل 1939 في الناصرية، تخرج في اكاديمية الفنون الجميلة في ستينيات القرن الماضي ببغداد ، حيث كان مولعا بالرسم قبل تفرغه للكتابة.
وضمت مجاميعه القصصية الظل في الرأس والمواسم الأخرى ووجوه من رحلة التعب وذاكرة المدينة في حقبة السبعينات صورا نابضة عن طبيعة الانسان العراقي وسجاياه وصدقه ووعيه وكفاحه من اجل اثبات ذاته. وتبع رحتلته في رواياته الأنهار والقمر والاسوار وخطوط الطول وخطوط العرض . وكان الربيعي من أوائل الكتّاب والادباء العراقيين والعرب المتصدين للاحتلال الأمريكي لبلاده بالكلمة في الصحافة العربية لاسيما في تونس وعبر جريدة( الزمان) التي كان له فيها عمود اسبوعي ثابت منذ تأسيسها في لندن نهاية التسعينات.
تعد اعماله الروائية والقصصية مصدرا مهما لدراسة الفن القصصي بالعراق وكتبت عنه عشرات الرسائل الجامعية في البلدان العربية وترجمت اعماله الى اكثر من عشرين لغة ، وكانت روايته الوشم مطلع السبعينات من القرن الماضي باكورة عطائه الروائي الذي لم ينته عند الرواية الملحمية العظيمة- نحيب الرافدين- التي صدرت قبل بضع سنوات في تونس ، وقال الراحل لأصدقائه قبل شهور انه يملك مخطوطة رواية اعدها للنشر ولم تر النور .