ربيع الكرادة

ربيع الكرادة
الكرادة ، منطقة حالها حال بقية المناطق في العاصمة بغداد ، تسكن في بيوتها أسر من اصناف وانواع واشكال البشر ، متنوعون في ديانــــاتهم ومذاهبهم وطوائفهم و تجمعهم هذه الرقعة الجغرافية ، منهم من استوطنها منذ زمن بعيد ومنهم من وفد اليها ، ولاتزال الكرادة برغم سمعتها الطيبة في كل الاوقات والظروف تعد من المناطق الراقية ، تشكو من خدمات كثيرة منها طفح المجاري بشكل متواصل (وهذه المسؤولية يتحمل المواطن جزءاً كبيراً منها) وعدم تبليط العديد بل الكثير من ازقتها فضلا على وجود النفايات المنتشرة في كل مكان والنــــظافة ايضا يتحمل المواطن جزءاً كبيراً منها ، لكونه يرمي ، بشكل عشوائي ، قنينة الماء الفارغة وعلبة السكائر والاشياء الاخرى من دون اي شـــــــعور بالمسؤولية في الوقت الذي وفرت به امانة بغداد حاويات النفايات وهي موجودة في كل مكان وعندما شنت وســــــائل الاعلام حملة شعواء ووجهت سهام انتقاداتها اللاذعة الى صدر امــــــين بغداد والوكلاء والمدراء العامين بسبب الامطار ، لم تدرك او تعـــي ان هناك اسراً ترمي ، حتى المواد الصلبة والكبيرة في فتحات المجـــــــاري للتخلص منها ولكنها (اي هذه العوائل) لاتعــــرف ان رمي هذه الاشياء دائما مايكون فوق (صدرها) لانها اول من يعاني من انسداد المجاري ، الا انها للاسف الشديد لاتمـــــلك الوعي والحرص الكافي على بيـــــوتها وليس على الامور العامة ..
امر مؤسف ان نشاهد اغلب عواصم ومدن العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى الفقيرة منها نظيفة جدا ، حتى يصيبك الاحباط الكبير لكونك قادم من بلد لاتعرف مدنه ومناطقه ومحافظاته اي شكل من اشكال النظافة اللهم الا في المحافظات الشمالية وعندما تتحدث عن ضرورة ان تكون شوارعنا وتبدي اسفاً شديداً وتحاول ان تسهم بتقديم مشروع (مجاني) وتقدمه لاصحاب الشان ، يأتوك بالاخبار مالم تزود ، حيث يجرى معك تحقيق مطول (ومعرض) وحلزوني وجانبي وافقي ومسطح ، ثم يقولون لك بان هذا المشروع (مثالي) ومن المستحيل تطبيقه.
بمعنى اخر ، ان هؤلاء يفهمونك بان المواطن بسيط التفكير ولايمكن ان يكــــون متعاونا مع مؤسسات ودوائر الدولة وتحديدا مع دوائر امـــــــانة بغداد والاخيرة عجزت من التوجيهات والانذارات والتبليغ والغرامات حتى عد الكثيـــــرون ان امانة بغداد فاشلة وغير قادرة على تحـــــقيق ولو نسبة بسيطة من النظافة وفي النهاية تكتشف من دون ان يخبرك احدهم ، بان امانة بغداد محقة لاسيما ان المواطن غيـــر قادر حتى على تنظيف محيط سياج داره التي يسكنها وغير قادر ايضا ان يرمي اوساخه في الحاوية التي لاتبعد اكثر من مترين عن داره بل يرميــها في اقرب مكان في مشهد نراه يتكرر بشكل يومي ..
هنـــــاك من يتحدث عن الربيع العراقي ، ورسومات كاري كاتورية تسخر من المواطن وهو يتلقى الضربات الموجعة ولكنه غير قادر على تحريك ساكن ، هذا على مستوى الشعب باغلبية كبيرة ،اننا نتحـــــدث عن موضوع بسيط وكبير بالوقت ذاته ، موضوع يتعلق بحــــياة مجموعة كبيرة من الناس مثل الاستهانة الكبيرة التي يمارسها صاحب المولدة الموجود في محلة (903) القريبة من المركز البلدي حيث انه لايقوم بتعويض اية دقيقة حتى لو جاءت الكهرباء الوطنية طيلة النهار ، ودائما مانسمع من سكان هذه المحلة بان صاحب المولدة او العامل الموجود فيها يقول لهم ، (اينما تذهبون اذهبوا فلا احد قادر ان يحاسبني) في الوقت الذي تشكو فيه هذه المولدة من اعطال كثيرة تستمر في بعض الاحيان الى مدة اسبوع واكثر وهي عاطلة .
وفي نهاية الشهر يطالب بالمبلغ الكامل ، اما المواطنين الاعزاء فإنهم يلزمون الصمت حيال هكذا تصرفات تضر بهم ، ونحن ننتظر ربيع الكرادة من هؤلاء الناس على صاحب المولدة ؟؟
محسن التميمي
AZP02

مشاركة