ربما يكون ديمقراطياً
قصص لطيفة وحكايات طريفة توارثناها عن إباءنا وأجدادنا ومن ارف هذه القصص قصة جحا وغباءه أو بالأحرى جحا وأدواره بالغباء والجنون فحقيقته أنة (يستهبل) ليكون حر في أدواره .
وقال قد طلب والي الكوفة من حاشيته بإحضار جحا إلى قصره فجاء جحا ومعه حماره فاستغرب الوالي وقال دعوتك أنت فقط يا جحا وليس حمارك أيضا فقال جحا حماري الذي جاء بي إليك فضحك الوالي يا جحا افعل لي شيء أعطيك عليه أجرا ففرح جحا وقال أيها الوالي استطيع أن اعلم حماري القراءة والكتابة خلال عشر سنوات …! فاندهش الوالي وقال مستغربا عشر سنوات ؟ ! فهز جحا رأسه مؤكدا نعم أيها الوالي إذا سمحت لي ولغرابه الأمر وطول المدة أعطاه الوالي أجرا مسبقا وسمح له الوالي بالمغادرة وقبل خروجه قال إليه احد حاشية القصر ويحك يا جحا أتسخر من الوالي فقد يحاسبك أن لم تفعل ما قلته فهز جحا رأسه مستهزئا ويحك أنت إنني وعدته بعشر سنوات يعني قد أموت إنا أو يموت حماري أو يموت الوالي.
لا ديمقراطية في عصر الوالي ولكن سمح لجحا أن يبدي آراءه الساخرة ويعيش حياته كما يشاء وهذا دليل على أن الديمقراطية لها علاقة بالمجتمع العربي منذ القدم فهي لم تكن نبات غربي ثبت جذوره بعد السقوط وإنما هي تاريخ ووريثة العرب للعرب ونصوص الدين الإسلامي فربما تكون هناك صرخة من الجهل والجنون تردد بها عبارات وحكم فلمن يسمع ولمن غشا أذنيه عن السمع … إن أمهاتنا ولدتنا أحرارا .
داليا احمد – بغداد
/4/2012 Issue 4178 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4178 التاريخ 19»4»2012
AZPPPL
