قصة قصيرة
رائحة الطعام الذي تعده امي – سعد البيتنكس
واقف أنا لم انبس,
أترقب أشعة الشمس , اذا طَلَعَت تتَّزَاوَرُ عني وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُني ,
أنا لستُ من الفتية الفارين من الملك ,
لكني شجاع وكهفي غرفتي , خلواتي وتئيه أنا ,
وشمعي يذوب بتراتيلي.
وأنا أشاهدُ ظلي المختفي بين قدمي ,
متى يأتي الليلُ والقمر وأشاهدهُ,
ظلي قائم, والحياة تمده
وان كان متكسرا على تموج الأرض ,
فهو لايختفي بين الوجود ,
الحياة ظل يُطاردك ليل نهار,
حملتُ نفسي راضيا عن ذاتي
وحملتني الأرض مكرهة ,
وعليها امشي هونا
وأتبختر كطاووس شارد من قصر الملك,
ابصر نهارا بعيد عن الحرس ,
فمد جناحه وظهر جماله لأنثاهُ.
مابينَ ضلي وتبختر الطاووس
,كرجل عجوز يرتشف فنجان قهوته صباحا
في شتاء مثلج,
تحترقُ شفتاه من حرارتها,
يخشى أن تبرد فيضيع طعمها ,
يستشعرها و يمَجَّها ,
فإذا الفنجان قاعا فارغا
ترك بقايا القهوة خرائط وصورٌ ,
لضاربة الودع,
تقرا حظي المختفي بينهن,
للقهوة لذة ورائحة اخرى
كرائحة الطعام الذي تعده امي