رئيس مكتب التعاون الأمني بالجيش الأمريكي في العراق مايكل بدناريك لـ (الزمان): تزويد بغداد بـ 14 مليون قذيفة وإطلاقة وخرائط جوية عن تحركات داعش
ترجيح وصول مروحية الأباتشي والمقاتلة أف 16 نهاية العام الجاري
بغداد – حسين النجم
اكد رئيس مكتب التعاون الامني في الجيش الامريكي في العراق الفريق مايكل بدناريك ان الحكومة العراقية وقواتها العسكرية تعمل على مكافحة الارهاب بالتعاون مع الولايات المتحدة. وقال بدناريك في مقابلة مع (الزمان) امس ان (التعاون من خلال تزويد العراق بالسلاح والمعلومات والتدريب والتطوير والخارطة الجوية لتحرى قوى الارهاب والجماعات المسلحة المناوئة للحكومة العراقية).
وفيما يلي نص المقابلة:
{ ماهو طبيعة عملكم في العراق؟
انا امثل المستشار الاقدم للحكومة الامريكية من قطاع الدفاع ولدينا العديد من المهام لمساعدة قطاع الامن والدفاع في العراق من خلال وزارة الدفاع والداخلية ومؤسسات الامن الوطني، اضافة الى اننا نؤسس لاستمرار الجهد الدبلوماسي الامريكي مع العراق ونعزز التعاون الامني. ونهدف في هذه المرحلة الى العمل على ادارة مبيعات السلاح للعراق بهدف تعزيز القدرات الدفاعية العراقية لصيانة سيادة واستقلال العراق، وهذا ما يشمل تبادل الجهود الامنية والتطوير الحرفي والتعليم العسكري، ونعمل معاً لتطوير ستراتيجية السلام الدائم هنا في العراق.
{ كيف تتابعون الاحداث في العراق؟
نحن متابعون للاوضاع في العراق، ومؤخراً كنا متابعين لجهود العراق في مكافحة الارهاب، ولدينا تعاون في محاربة الارهاب، وذلك من خلال التواصل مع وزارة الدفاع العراقية، وقمنا خلال الفترة الماضية بتزويدهم بالاسلحة اللازمة لمكافحة الارهاب.
ومنذ بدء المشكلة الامنية وتفاقم اثارها في شهر كانون الاول 2013 ونهاية كانون الثاني 2014 في الانبار، ساعدت الحكومة الامريكية القوات العسكرية العراقية ومن خلال الحكومة الاتحادية العراقية بتوفير المعلومات والاسلحة من خلال المتطلبات الطارئة من اجل حسم معركة الارهاب وتصدي العراق لهذا الخطر الجسيم. ومن 17 كانون الثاني 2014، قامت الولايات المتحدة الامريكية بأرسال 14 مليون قذيفة وأطلاقة، وهذه الاعتدة المختلفة تباينت بين اطلاقة رشاشة وصاروخ هيل فاير، وايضاً تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من ايصال ما يقارب 7 الاف قطعة سلاح تمثلت ببنادق وقاذفة صواريخ، وهذه الشحنات كافة كانت لمحاربة داعش والجماعات المسلحة الارهابية وكرد لمطالب الحكومة العراقية في المواجهة الطارئة مع الارهاب.
وفي 23 نيسان الماضي وصلت اخر شحنة من الاسلحة، وقمنا بشحن 800 اطلاقة مدفع وستصل الشحنة الثانية والبالغ عددها 99 صاروخ هيل فاير و1000 قذيفة دبابة وبغض النظر عن كمية الاسلحة ونوعها تبقى دائماً الولايات المتحدة الامريكية ملتزمة بالابقاء على التزاماتها باتفاقية الاطار الستراتيجي بين الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية العراق. وهذا دليل واضح على الشراكة الوثيقة مع العراق لانه لايوجد حليف لنا يحصل بهذه الصورة على هذا الدعم الكبير في قطاع الامن والدفاع.
{ هل لديكم شراكات اخرى في ادارة معارك مكافحة الاهاب ؟
نعم هنالك شراكات عديدة خصوصاً وان لدينا ضباط ارتباط بين الجيش الامريكي والجيش العراقي وعندما تنتهي هذه التحديات سننظر في تطوير هذه الشراكات الى فضاء اوسع، اضافة الى انه لدينا شراكة في دعم وتدريب جهاز مكافحة الارهاب وايضاً مع مقاتلي جهاز مكافحة الارهاب لمقاتلة داعش والقاعدة، ونحن نظرنا انه كلما زادت حدة الارهاب في العراق لابد من جهود استثنائية لدعم العراق في هذا المجال.
{ كيف تنظرون الى التعاون الاستخباراتي مع العراق ودوره في مكافحة الارهاب؟
انا اتفق معك ان هنالك ضرورة حيوية في مشاركة المعلومات ليس فقط في مجال المعلومات بل في كل المجالات لمكافحة الارهاب.
وتوجد شراكة بين الولايات المتحدة الامريكية وجهاز مكافحة الارهاب ووزارة الدفاع، وهذا ما جعل القوات العسكرية العراقية تناور بشكل جيد خصوصاً انها بحاجة الى معلومات استخباراتية، ولذلك تقوم الولايات المتحدة الامريكية بامكانية توفيرها وتوفير الخرائط الجوية لضرورة معرفة تحركات القوى المعارضة والارهابية التي تعمل بالضد من الحكومة العراقية.
{ اين وصلت جهودكم في قطاع التدريب الاستخباراتي ؟
نعم التدريب الاستخباراتي مهم جداً، واستناداً الى محاضر الشراكة بين البلدين فاننا قمنا بتزويدهم بصور جوية عن اماكن الارهاب وهذا الدعم سيبقى مستمراً.
والعراق اليوم يعمل على تطوير القابليات الاستخباراتية من خلال تقنيات عديدة اهمها الامن السيبراني وادارة المناطيد للحصول على معلومة جوية وهنالك حوارات مستمرة مع الجانب العراقي سواء في وزارة الداخلية ام الدفاع لتوقيع صفقة شراء مناطيد من الولايات المتحدة الامريكية لاكثر من 10 مناطيد من اجل الحد من العمليات المسلحة والارهابية في العراق.
{ هنالك تصريحات عن تأخركم في تزويد العراق بالاسلحة ؟
بالعكس نحن متقدمون على الجدول الزمني للطلبات الطارئة، ولكن هنالك برامج طويلة الامد وبعيدة مرتبطة باستقلالية العراق، اضافة الى ان هنالك اشياء تدخل في دعم اللوجستي مما قد تؤثر في استلام الشحنات، وخصوصا ان هذا السؤال يتعلق بالطائرة الامريكية المقاتلة الاباتشي، نحن نقيم الموقف الستراتيجي للقوات العراقية واينما نجد فراغ واضح نقوم بالمساعدة من خلال منح الطورائ العسكرية وليس التعاقد وهذا ما يعبر عن التزام واضح من قبل الحكومة الامريكية تجاه سلامة وامن العراق.
{ ماهو لغز تأخر طائرة الاباتشي القتالية ؟
الجميع يعرف ان طائرة الاباتشي هي طائرة قتالية هجومية وهي لديها العديد من الفعاليات القتالية الجوية والافضل لحد الان في العالم. وقبل سنة ونصف من الان تعاقد العراق على شراء 24 طائرة اباتشي، وكانت حاجة القوات العراقية اسرع من الوقت الافتراضي للتجهيز وفقاً للتعاقد، وعلينا ان لاننسى ان هنالك مقابل الطلب العراق طلبات اخرى في دول العالم الاخرى وهذا ما يجعل هنالك جدول زمني للتسليم. وبسبب الفترة الزمنية الطويلة وحاجة العراق لهكذا طائرات في مكافحة الارهاب، فأننا نحتاج الى حل وسط، فذهبنا بقرار الى عقد تاجير طائرات وليس شراء خلال المرحلة الحالية، وعندما ذهب عقد الشحنة الى الكونغرس الامريكي انتهينا منه، والحكومة العراقية وطيران الجيش يطلعون على تفاصيل هذا المشروع، خصوصاً انه يتطلب تدريب على قيادة الطائرة تصل الى 6 اشهر، اضافة الى توفر قاعدة جوية مؤهلة بكل السبل كمطار جوي، وهذه البرامج تأخرت لاسباب عديدة اضافة الى انها تحتاج الى مخازن لقطع الغيار، وهذا ما يتطلب توفيرها من الحكومة العراقية.
{ هل هنالك تحديات لشحنات الاسلحة مع الجانب العراقي ؟
لاتوجد تحديات كبيرة وانما تحتاج الى تسهيلات اوسع من الجانب العراقي وهو يعمل عليها خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً واننا نحتاج الى تدريب الموارد البشرية على الجوانب الحرفية والاكاديمية لرخصة قيادة الاسلحة وفي مقدمتها الطائرات،، اضافة الى تطوير اليات الدفع لعقود السلاح والموافقة على تحول المبالغ من الحكومة العراقية وعبر البنك المركزي العراقي الى البنك الفيدرالي الامريكي، وهذا ما سنشهده في شهر ايلول 2014 لتسليم اول شحنة من الطائرات القتالية للاباتشي والـ اف 16.
{ هل هنالك تحديات امام تطوير عقد الاسلحة الجوية ؟
لاتوجد تلك التحديات الكبرى وانما نحن نعمل مع وزارة الدفاع العراقية على تاهيل قاعدة بلد الجوية، كونها كانت بعد عام 2011 قد تعرضت الى بعض الاضرار وتحتاج الى صيانة واصلاح للمدارج والمخازن الخاصة بالطائرات، واصلاح للمحيط الخارجي والسياج، وهذا ما يحتاج الى التهيئة والاشياء المهمة الاخرى وخصوصاً لابد من تامين القاعد الجوية، وقيادة القوة الجوية العراقية تعمل على تذليل كل هذه التحديات.
{ كيف تنظرون الى تجربة العراق في مكافحة الارهاب ؟
مكافحة الارهاب عملية طويلة وتحتاج الى وسائل عديدة ليس فقط الجهد العسكري وانما الجانب المعلوماتي، والعراق بدأ يعمل جيداً وهذا ما لاحظناه في أحتضانه للمؤتمر الدولي الاول لمكافحة الارهاب في العراق وتفاعل العديد من الدول مع هذا الموضوع، والولايات المتحدة الامريكية دعمت هذا المؤتمر بتمثيلها الرفيع المستوى. لكن اريد ان اوكد على دعم العشائر العراقية المتميز جنباً الى جنب الجهود الحكومية في مكافحة الارهاب وتستحق قوات الصحوة الفخر بوطنيتها في هذا الوقت العصيب.
{ كيف ترون مستقبل العراق بين السلاح والتنمية خلال السنوات الاربعة المقبلة ؟
علاقاتنا مع العراق اكبر من موضوعة السلاح وهي تصب في مجال التنمية، والحكومة الامريكية تنظر الى حاجة العراقية الحقيقية في التنمية الاقتصادية والتعليم، وهنالك الان اتجاه في الولايات المتحدة الامريكية لمساعدة وتطوير قطاع التعليم في العراق.