الاتحاد الأوربي قلق إزاء الطوارىء وحشود مؤيدة لإردوغان في الشارع
اسطنبول -توركان اسماعيل
اكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الجمعة ان حكومته «لن تسعى للانتقام» ممن يشتبه بمشاركتهم في الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو. وقال في تصريحات نقلتها شبكات التلفزيون التركية بعدما زار اماكن قصفها الانقلابيون ليل 15 تموز/يوليو، «تركيا دولة قانون لا تتصرف بمنطق الثأر. لا تفعل ما فعله (الانقلابيون)». واضاف خلال زيارة لمقر القوات الخاصة التابعة للشرطة في غولباسي قرب انقرة حيث قتل خمسون شخصا جراء قصف الانقلابيين «سنتصرف بعدل لكننا سنحاسب على كل قطرة دم». وتابع «ليطمئن مواطنونا. حكومتنا ومؤسساتنا تسيطر على الوضع. لا تنجروا وراء اي استفزاز!». وقال ايضا «استمروا في تنظيم تجمعات في الساحات (العامة) دفاعا عن الديموقراطية في اجواء من الاخوة والوحدة والتضامن». وكل ليلة منذ 16 تموز/يوليو ينزل عشرات الاف الاتراك الى الشوارع لدعم الرئيس رجب طيب اردوغان واظهار استيائهم من الانقلابيين. وقال رئيس الوزراء في باحة مقر القوات الخاصة المدمر «هنا لسنا في سوريا ولا في فلسطين اننا في وسط انقرة». وتساءل «هل هناك ارهابي اكبر ممن يسحق شعبه بالدبابات ويقتل شعبه بالرصاص؟» واصفا الانقلابيين بانهم «وحوش».
واوقعت محاولة الانقلاب 265 قتيلا بينهم 24 انقلابيا. ووضع اكثر من 10 الاف شخص في الحبس على ذمة التحقيق واودع 4060 السجن. ويتهم القضاء هؤلاء بالمشاركة في محاولة الانقلاب التي خطط لها على قوله الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة. فيما وجه الاتحاد الاوروبي الجمعة انتقادات مجددا الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بسبب توقيف عشرات الاف الاشخاص او اقالتهم من مناصبهم فيما تظاهر عشرات الالاف الاشخاص في المدن الكبرى احتفالا بفشل الانقلاب ضده. وللمرة الاولى منذ حوالى 15 عاما، اعادت تركيا فرض حالة الطوارىء التي اعتمدها الخميس البرلمان حيث يشغل حزب العدالة والتنمية الحاكم الغالبية المطلقة. وحث الاتحاد الاوروبي تركيا على ان «تحترم، في كل الظروف، دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حق كل فرد في الحصول على محاكمة عادلة». وجاء في بيان مشترك لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان مساء الخميس أنهما يتابعان «عن كثب وبقلق» فرض حالة الطوارئ في تركيا.
ونددا باقالة او تعليق مهام عشرات الاف الاشخاص في نظام التعليم والقضاء والاعلام باعتبارها «قرارات غير مقبولة»، وقالا انهما يراقبان حالة الطوارىء «بقلق شديد». وتظاهر ليل الخميس آلاف الاتراك على جسر البوسفور في اسطنبول للتعبير عن دعمهم للرئيس رجب طيب اردوغان والاحتجاج على الانقلاب الفاشل عليه. وهتف الحشد الذي رفع مشاعل واعلاما، اسم اردوغان. كما رفع لافتات كتب عليها «نسهر على الوطن» و»توقعوا (الانقلابيون) كل شئ الا المصير»، كقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لرويترز يوم الخميس إنه كانت هناك أوجه قصور كبيرة في المخابرات قبل محاولة الانقلاب العسكريالفاشلة يوم الجمعة الماضي وإن القوات المسلحة سيعاد هيكلتها سريعا وستضخ فيها «دماء جديدة». وفي أول مقابلة منذ إعلان حالة الطوارئ بعد إحباط الانقلاب قال إردوغان إن من الممكن حدوث محاولة انقلاب جديدة لكنها لن تكون سهلة مضيفا «نحن أكثر يقظة.» وقال اثناء المقابلة التي أجريت في القصر الرئاسي في أنقرة الذي استهدف اثناء محاولة الانقلاب «من الواضح تماما أنه كانت هناك فجوات وأوجه قصور كبيرة في مخابراتنا.. لا جدوى من محاولة إخفاء ذلك أو إنكاره. قلت ذلك لرئيس المخابرات الوطنية.» ويتهم إردوغان رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة بتدبير محاولة الانقلاب التي إنهارت في وقت مبكر يوم السبت. وقال الرئيس التركي إن اجتماعا للمجلس العسكري الاعلى وهي أعلى هيئة تشرف على القوات المسلحة من المنتظر أن يعقد في أول أغسطس آب ربما يجري تقديمه اسبوعا للاشراف على إعادة الهيكلة. ويرأس المجلس رئيس الوزراء ويضم وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان.
وأضاف قائلا «هم جميعا يعملون معا بخصوص ما يمكن عمله… وفي غضون فترة زمنية قصيرة جدا سينبثق هيكل جديد. ومع هذا الهيكل الجديد أعتقد أن القوات المسلحة ستضخ فيها دماء جديدة.»
«بعد كل ذلك الذي حدث.. أعتقد أنهم يجب عليهم الان أن يستخلصوا دروسا مهمة جدا. هذه عملية مستمرة ونحن لن نتوقف أبدا.. سنستمر بشكل نشط للغاية ولدينا خطط.»
وإردوغان هو الشخصية السياسية الاكثر هيمنة على الساحة التركية منذ مصطفى كمال أتاتورك مؤسسة الجمهورية الحديثة وحقق سلسلة انتصارات متتالية في أكثر من عشر انتخابات لكن الخصومة دبت بينه وبين حليفه السابق كولن قبل بضع سنوات.
وتحاشى إردوغان تقديم إجابة مباشرة عندما سئل عما إذا كان الانقلاب الفاشل ق أفسد خططه لتغيير الدستور وتعزيز سلطاته من خلال اقامة نظام رئاسي كامل في تركيا تلكنه قال إن حزمة تعديلات دستورية «أكثر محدودية» قد يتم الاتفاق عليها مع المعارضة.
وأضاف قائلا إن عدم تصويت بعض اعضاء البرلمان لصالح حالة الطواريء على الرغم من الصعوبات في البلاد «موضوع يدعو إلى التأمل والتفكير» ويظهر الحاجة إلى بناء توافق مع أحزاب المعارضة.
وقال إردوغان «إذا أمكننا تحقيق توافق… فإننا ربما نطرحها على الشعب في استفتاء» في إشارة إلى حزمة محتملة لاصلاحات دستورية.
وأضاف أنه لا توجد عقبات أمام مد حالة الطواريء بعد الاشهر الثلاثة الاولى إذا اقتضت الضرورة. وستستمح حالة الطواريء لحكومته باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة ضد مؤيدي الانقلاب وستسمح لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء بتجاوز البرلمان لسن قوانين جديدة وتقييد أو تعليق الحقوقوالحريات عند الضرورة.
وقال إردوغان «حالة الطواريء هذه ليس حظرا للتجول. سيظل الناس في الشوارع لتدبير شؤونهم ومواصلة الحياة اليومية.»
وبدا إردوغان هادئا طوال المقابلة لكن اجراءات الامن جرى تشديدها داخل وخارج المجمع الرئاسي الضخم مع وجود قوات خاصة من الشرطة في حدائقه وقيام شاحنات للنفايات تابعة للبلدية بسد الطرق المؤدية الي المجمع في نقاط تفتيش مرتجلة.