رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني لـ الزمان

رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني لـ الزمان
لو حكم الإخوان سوريا لن تتخلخل المعادلة السياسية في لبنان
مصطفى عمارة
عادت أجواء التوتر مرة اخرى الى اجواء الساحة اللبنانية اثر اختطاف عدد من السوريين في لبنان ردا على اختطاف مواطنين لبنانيين في سوريا فضلا عن تلقي عدد من السفارات تهديدات بالتفجير.
وفي تلك الاجواء المتوترة تحدث المفكر القومي ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الى الزمان حيث تناول فيه وجهة نظره ازاء تلك التطورات
ما رؤيتكم لاسباب عودة التوتر مرة اخرى بين سوريا ولبنان اثر عمليات اختطاف مواطنين لبنانيين في سوريا والتهديد بخطف سوريين في لبنان؟
ــ لا شك ان اعمال العنف التي تجري حاليا في سوريا تنعكس بشكل مباشر او غير مباشر على الساحة الاقتصادية بين البلدين لان الصادرات اللبنانية تمر عبر سوريا ولعل ارتباك الوضع السوري يفتح شهية الامريكان السابق كريتمان والذي اصبح المسؤول السياسي في الامم المتحدة اعلن بصراحة ان الولايات المتحدة سوف تسعى خلال الانتخابات النيابية الى اقصاء كل من يعارض حلفاءهم في تيار 14 آذار وبالتالي فان ما يحدث في سوريا يشجع الامريكان على فرض اتفاقية سلام استسلامية مع اسرائيل.
ولكن البعض يرى ان ما يحدث في سوريا هو محاولة لقطع امدادات السلاح الايرانية الى حزب الله التي تمر عبر سوريا فكيف ترى هذا؟
ــ الولايات المتحدة واسرائيل لا يخفيان رغبتهما في نزع سلاح المقاومة في لبنان ولكن يبدو ان هذا الامر صعب جدا لان المقاومة في لبنان هي جزء من الشعب اللبناني وليست عنصرا غريبا عليه، ومن ناحية ثانية فان الحكومات التي تشكلت منذ عام 92 لم تولي اهتماما بتسليح الجيش اللبناني سلاحا دفاعيا رادعا قبل ان تطرح 14 اذار نزع سلاح المقاومة لان الجيش اللبناني غير مؤهل حاليا للدفاع عن لبنان ولكن في نفس الوقت فهناك اجماع لبناني على ان لا تتدخل المقاومة في الشأن الداخلي للبناني وتقتصر مهمتها على المنطقة الجنوب.
وما مدى تأثير الانتخابات الرئاسية الفرنسية على الاوضاع اللبنانية؟
ــ لا اعتقد ان هناك تغييرا في السياسة الخارجية الفرنسية تجاه لبنان والعالم العربي ولكن يمكن ان يكون التغيير اكثر ايجابية بالنسبة للجالية العربية في فرنسا او الفرنسيين من اصول عربية.
وبماذا تفسر جمود الازمة السياسية في لبنان؟ وما توقعاتك في المستقبل؟
ــ تطورات الوضع في لبنان تتوقف الى حد ما على تطورات الوضع في سوريا ولكن اعتقد انه لو حدث تغيير في نظام الحكم في سوريا لن ينعكس هذا على نظام الحكم في لبنان حتى لو حكم الاخوان سوريا لانه اصبح هناك نوع من التوازن بالنسبة للثوابت في لبنان واعتقد ان الصيغة الحالية في الحكم لن تتعرض للتهديد رغم الحوارات الحالية لان اتفاق الطائف لم يطبق كله والمطلوب فقط تطبيق هذا الاتفاق اكثر من تعديله.
وكيف تفسر ظهور تنظيمات متطرفة في المخيمات الفلسطينية بلبنان؟
ــ القيادات الفلسطينية ابلغت الرأي العام اللبناني انها لا تتدخل في الشأن اللبناني ولكن يجب ان لا ننسى ان الفلسطينيين في لبنان يعيشون ظروفا غير انسانية ولهم متطلبات معيشية يجب على الدولة اللبنانية ان تتعاطف معها سياسيا ورغم وجود بعض الاتجاهات المتطرفة داخل هذه المخيمات الا ان الاغلبية يمليون الى الاعتدال السياسي والفكري.
وهل تتوقعون عدوانا اسرائيليا على لبنان لاستغلال الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة؟
ــ الاسرائيليون الان في حالة مراقبة للوضع العربي فلماذا تتدخل وهي ترى اشكالات وفوضى وتحولات في عدد من الدول العربية كمصر وسوريا فضلا عن وجود اشكالات طائفية في لبنان وكذلك العراق وبالتالي فانها تفضل ان تترك الامور تتفاعل داخل تلك الدول فربما تصير لمصلحتها ويحدث تقسيم لاقطار عربية كما كان مخططا لذلك في المؤتمر اليهودي.
اذا انتقلنا من الاوضاع في لبنان الى الوضع العربي بصفة عامة كيف تفسرون صعود التيار الاسلامي في عدد من الدول العربية بينما تراجع التيار القومي؟
ــ أرى ان صعود تيار الاسلام السياسي راجع الى ان هذا التيار تراجع عن الكثير من الاخطاء السابقة والتي ادت الى اصطدامهم بالتيار القومي خاصة في الحقبة الناصرية والتي اكتسب فيها عبد الناصر شعبية طاغية بعد ان طرد الاسعمار البريطاني من مصر وقاد عملية التحول الاجتماعي ضد الاقطاع والرأسمالية واتجاه هذا التيار الى ثقافة معادية للاستعمار اكسبتهم شعبية تزايدت بعد الهجمة العالمية على الاسلام بعد حادث برج التجارة العالمي يضاف الى هذا انهم انتهجوا في السنوات الاخيرة سياسة معارضة للانظمة الاستبدادية وهذا اكسبهم ايضا شعبية اوسع ولا ننسى ان امكانياتهم المادية وتنظيمهم الجيد جعلهم يتقدمون الصفوف وخاصة في مجال العمل الاجتماعي والذي مكنهم من تقديم مساعدات للفقراء أدت الى استقطابهم مزيداً من الجماهير، اما التيار القومي فلقد واجهه حملة شرسة من الاستعمار والصهيونية في مرحلة الخمسينيات والستينيات بصورة لم يواجهها أي تيار واعتقد ان هذا التيار اصابه الوهن بعد وفاة عبد الناصر لانه لم يعد له قيادة فلم تقم منذ وفاة عبد الناصر حركة عربية واحدة منظمة وصار الامر محل للاجتهادات ورغم الضربات التي تعرض لها التيار القومي وفقدانه قيادته ومرجعيته الا ان التيارات التي طرحت نفسها كبديل عن هذا التيار طوال الاربعين سنة الماضية لم تقدم بديلا بل قدمت العصبية القطرية بديلا للوحدة العربية، مما ادى الى تفجر الصراعات العربية والابتعاد عن فكرة الامن القومي العربي وهذا يفسر ان الوحدويين والناصريين لازالوا متواجدين بقوة في اليمن وليبيا وايضا في مصر وهو ما انعكس على انتخابات الرئاسة حيث حصل حمدين صباحي والذي يمثل التيار القومي والناصري على المركز الثالث رغم امكانياته المحدودة وكذلك في سوريا حيث يترأس الناصريين الاتحاد الاشتراكي وهيئة التنسيق الوطنية وهذا دلالة على ان هذا التيار لازال موجود بقوة ولكن ليس لديه الاعلام في مواجهة امكانيات وسائل الاعلام التي تحاول طمس هذا الاتجاه لصالح اتجاهات اخرى.
وكيف ترى تأثير ما حدث في مصر على الساحة السياسية اللبنانية؟
ــ ما حدث في مصر كان له تأثير كبير على الساحة اللبنانية لان ثورة 25 يناير التي توجهت ضد سياسات النظام السابق الداخلية والخارجية ايقظت الشعور القومي في لبنان لان اللبنانيين شعروا ان مصر سوف تستعيد دورها القومي وهذا عزز الاتجاهات الوطنية الاستقلالية للبنانيين وبالتالي فان هناك تأثيرا ايجابيا للثورة المصرية على لبنان.
/8/2012 Issue 4291 – Date 30 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4291 التاريخ 30»8»2012
AZP02