الرباط – حاوره: عبدالحق بن رحمون
تنطلق الخميس بالمغرب، فعاليات المؤتمر 38 لصحفيي الضفتين الذي ينعقد تحت شعار»الدبلوماسية الموازية، ودورها في التقارب بين المغرب واسبانيا» . وفي هذا الإطار أكد لـ (الزمان) د.مصطفى العباسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة أن الدبلوماسية الرسمية بالمغرب عرفت مؤخرا نقلة نوعية، ولافتة للانتباه على المستوى الدولي،فيما يخص سياسته الخارجية، «وأصبح للمغرب لغة أخرى اتجاه عدد من الدول، انطلاقا من الخطاب الملكي، الذي وضع خارطة طريق واضحة في هذا الشأن، حينما أكد أننا لا نقبل بالمواقف الرمادية.»
من جهة أخرى، يذكر أن المغرب في إطار سياسته الخارجية يحاول الاعتماد على استقراره السياسي والأمني مقارنة بجواره العربي والإفريقي، لتسويق نفسه كشريك أساسي للقوى الدولية والإقليمية في القضايا الأمنية والسياسية الشائكة في المنطقة.
هذا و ينعقد هذا المؤتمر38 لصحفيي الضفتين في ظل تحول جذري في السياسة الخارجية المغربية، والانتقال من استراتيجية الدفاع التي كانت عنوانا للمرحلة طوال العقدين الماضيين، إلى استراتيجية الهجوم ومحاولة تغيير قواعد اللعبة على الأرض كعنوان لمرحلة جديدة. وخاصة على المستوى العربي والافريقي.
كما أبرز الاعلامي والأكاديمي د.العباسي في حوار لـ (الزمان) عشية انعقاد المؤتمر الذي ينظم بشراكة مع جامعة عبدالمالك السعدي، أن من ثمار توالي انعقاد دورات المؤتمر باسبانيا والمغرب، أن المحاور التي طرحت لما يزيد من ثلاثة على طاولة النقاش ساهمت في «تغيير المفهوم المغلوط كليا، «وربحنا أصواتاً وأقلاما لصالحنا، تحمل الجوانب الايجابية في بلدنا».
من جهة أخرى، تجدر الاشارة أن من أهداف انعقاد الدورة الحالية من المؤتمر بحسب المنظمين دعم الدبلوماسية الموازية من خلال المجتمع المدني، وخاصة الجانب الإعلامي منه، كما أنه يأتي في ظرف جد حساس من عودة العلاقات الجيدة بين المغرب والجارة الشمالية إسبانيا. ويشارك في أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي يحتضنها رحاب جامعة عبدالمالك السعدي، جهات حكومية، رؤساء مجالس ترابية، رئيس الجامعة، ومسؤولون في قطاعات مختلفة، على مستوى مدن تطوان، المضيق، والرباط، من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة التي تستمر إلى غاية 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022. فيما يؤطر البرنامج العام لهذه الفعاليات مجموعة من الصحفيين المرموقين الإسبان من منطقة الأندلس، أليكانطي ومدريد، إضافة لصحفيين من مدن مغربية مختلفة، وبمشاركة فاعلين وباحثين في مجال الإعلام والتواصل.
وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته (الزمان) مع د.مصطفى العباسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة :
بعد توقف لسنتين تعودون بقوة لتنظيم الدورة 38 لصحفيي الضفتين في موضوع تسلطون من خلاله الضوء على دور الدبلوماسية الموازية ودورها في التقارب بين المغرب واسبانيا الجائحة كانت لها أثار على كل المستويات، وبطبيعة الحال كان لها أثرها على مؤتمرنا الذي توقف بسببها، لكن مع ذلك، استمرت العلاقات وتبادل الرسائل والبحث عن سبل لتنظيم مؤتمرنا، ولو في فترات الجائحة بطريقة من الطرق. نعقد الدورة 38 من المؤتمر تحت شعار»الدبلوماسية الموازية، ودورها في التقارب بين المغرب واسبانيا» ونطرح خلالها على طاولة النقاش دور الإعلام والبرلمان والمجتمع المدني في هاته العملية، وكيفية المساهمة في التقارب بين البلدين. وهنا لابد من الإشادة بعمل جمعيتنا، وكيف أنها استطاعت أن تستمر لما يزيد عن ثلاث عقود، وتحقق هذا الرقم من الملتقيات والمؤتمرات، وبالتالي صار دورها بارزا وله أهمية كبرى في هاته الدبلوماسية الموازية. وسنقيم هذا الأمر من خلال فعاليات أشغال الورشات التي يحتضنها المؤتمر على مدى أربعة أيام .
في نظركم هل هناك توافق وانسجام بين الدبلوماسية الرسمية والاعلام المغربي وذلك على مستوى عدة أشكال سواء في صناعة الرأي والتأثير على الرأي العام وتبادل المعلومة ؟
منذ المؤتمر الأول، حملنا شعار تقارب إعلامي بين الضفتين، ومنذ نفس اللقاء تبين لنا أن زملائنا الإسبان، للأسف يحملون ركاماً من الأفكار والمعلومات المغلوطة عن بلدنا، بل هناك من له اعتقاد أننا نعيش في القرون الوسطى، أو أننا في بلد ينعدم فيه الأمن لدرجة يستحيل التنقل داخل مدنه..لقد فزعنا من تلك الحمولة الغريبة، وعملنا على أن يكون مؤتمرنا وسيلة لتغيير هاته النظرة وذلك على مستويين، مستوى علمي فكري، من خلال المحاضرات والورشات والتيمات التي نطرحها للنقاش وتبادل وجهات النظر، وأيضا على مستوى الزيارات واللقاءات مع مسؤولين مؤسساتيين من مستويات مختلفة.
وبذلك أؤكد لك أنه دورة بعد أخرى، يتغير كليا هذا المفهوم المغلوط، ونربح أصواتاً وأقلاما لصالحنا، تحمل الجوانب الايجابية في بلدنا.
**لأول مرة تعلنون على لجنة علمية في هياكل المؤتمر.. السؤال ما دور هذه اللجنة ؟
نعم، لأول مرة نرمي لأن يكون هناك عمل علمي أكاديمي في أشغال مؤتمرنا، من خلال تنظيم الدورة الحالية بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي، وهي بالمناسبة لشكر رئيسها وأطرها، بالمساندة التي لقيناها منهم، وبالتالي، هي انتقال جذري في عمل الجمعية، وفي مؤتمرنا، وتكريسا للأعراف المعمول بها علميا، فقد تم تشكيل لجنة علمية مكونة من دكاترة في تخصصات مختلفة، مرتبطة مباشرة بمحور الدورة.
في نظركم ما المقارنة اليوم بين الإعلام المغربي والاسباني في إطار التحرير والسرعة في الخبر والحقيقة وتعدد الوسائط ؟
صراحة، طريقة عمل الإعلام والصحفيين الاسبان، هي متميزة، خاصة في ظل التكنلوجيا الحديثة، كما أنهم شعب قارئ مازالوا يستمتعون بقراءة المكتوب، من جرائد ورقية وكتب وغيرها.
استضفتم شخصيات من صناع القرار في السياسة وفي الدبلوماسية ما هو التأثير على النقاشات العمومية في تقريب وجهات النظر بين المغرب واسبانيا ؟
فعلا استضفنا في دورات سابقة أسماء وازنة ومهمة جدا، ولازلنا على ذلك العهد، ونحاول أن يكون معنا في كل مناسبة من المؤتمر متخصصين وأكاديميين في مستويات رفيعة، وكذلك رجال سياسة، وهو أمر مهم جدا، ويساعد في توجيه رسائل مختلفة، خاصة في إطار البحث عن سبل لتخليق الحياة العامة، وتطوير الأداء الصحفي، والبحث عن أساليب لتحسين الأداء.
المغرب يسير اليوم على خطى ثابتة في بساط الدبلوماسية في تنزيل التوجيهات الملكية في السياسيات الخارجية هناك تغيير كبير في الدبلوماسية بالمغرب وسياسته الخارجية، منذ مدة، أصبح للمغرب لغة أخرى اتجاه عدد من الدول، انطلاقا من الخطاب الملكي الذي وضع خارطة طريق واضحة في هذا الشأن، حينما أكد أننا لا نقبل بالمواقف الرمادية، وبالتالي فالمغرب لن يقبل أن يكون هناك من يستصغره أو من يلعب على الوترين في مسألة القضية الوطنية.