رئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي لـ (الزمان):
طلبت من لافروف إستخدام الفيتو ضد قرار إسقاط الأسد عسكرياً
تعديل قانون الإنتخابات سيمرّر بإتفاق رؤى القوى السياسية
بايدن رد على أطراف عراقية (المالكي لا ينحاز إلى إيران ولا يميل إلى الولايات المتحدة)
قلت للكاظمي سأوفر لك الحماية ولكنه يريد العيش في الخارج
بغداد – احمد عبد المجيد
استذكر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، جذور علاقته الممتدة مع روسيا، مؤكداً عمقها على مستوى الكرملين، وقال المالكي لـ (الزمان)، خلال جلسة استقبل خلالها عدداً من رؤساء تحرير الصحف والاعلاميين ان (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديق سبق ان قال ان الروس لو يمتلكون شخصاً، كالمالكي لاختاروه رئيساً مدى الحياة). واضاف انه (عندما سألوه عن السبب قال لان المالكي شخصية قوية). واظهرت صورة الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لمكتب المالكي في بغداد ، مشاعر ودية بين الطرفين، طلبت (الزمان) من المالكي تفسيراً لها فقال (انه صديق أيضاً وقد استجاب لطلبي، ابان ما عرف بالربيع العربي عام 2011 الذي شمل سوريا، زار بغداد برغم برنامجه المزدحم، للاستماع الى وجهة نظري التي شرحت فيها هواجسنا من سقوط نظام بشار الأسد، وامكانية زحف المعارضة المسلحة بتشكيلاتها المختلفة الى بغداد، اذا ما سقطت سوريا، وبسطت القاعدة واخواتها سطوتها على الجزيرة والاردن واضطرت اسرائيل وتركيا الى التقدم لاحتلال مناطق الجوار، وقد ناشدت لافروف استخدام بلاده حق النقض في مجلس الامن، ضد قرار مبيت لاسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية، أسوة بما حدث في ليبيا . وتفهم لافروف تداعيات الموقف . كما تحركنا على الصين وطلبنا موقفاً مماثلاً ، وقد تمت الاستجابة وهزمت محاولات اسقاط النظام السوري). وكشف المالكي عن رده على رؤية المخابرات الامريكية التي كانت تظن ان النظام في سوريا سهل الاسقاط وانه متداع من الداخل. وقال (قلت لهم وأنا في واشنطن انكم لاتعرفون سوريا مثلما أعرفها . لقد عشت فيها 16 عاماً لاجئاً وان نظام الأسد لن يسقط في ثلاثة أشهر او شهرين، كما ترون، بل هو قادر على الصمود ثلاث سنوات او اكثر). وأعاد المالكي الى الاذهان قصة اتصاله بالولايات المتحدة للحصول على السلاح ابان احتلال داعش لمحافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وتباطؤ ادارتها في مد العون الى بغداد، واضطراره الى شراء كميات من الاسلحة من ايران التي وصلت الى القطعات العراقية في اليوم التالي ، وقال (اتصلت بالرئيس بوتين وطلبت شراء اسلحة ومعدات عسكرية، لكنه رفض اولاً من منطلق الاعتقاد بان العراق أصبح جزءاً من النفوذ الامريكي، وتحت ذريعة اغلاق المصانع الروسية بقصد الصيانة، لكني ناشدته اعطاءنا اسلحة من خزين قواته، وقد استجاب بوتين فوراً، ما يؤكد ان علاقات العراق تقوم على اساس مصالحه الوطنية، وان سياسة الانفتاح على الدول هي وسيلة لتأكيد استقلالية قراره وسلامة امنه واستقراره).
وعلق المالكي على جملة من الموضوعات المحلية والدولية ، معلناً ان (معظم القوى السياسية متفقة على تمرير تعديل قانون الانتخابات على وفق نظام سانت ليغو مع اختلاف في النسب)، وعبر عن الاعتقاد بان (الصدريين قد يضطرون الى مجاراة اتفاق القوى السياسية، برغم ان الكتل الناشئة والمستقلين متحفظة)، وقال (لقد دعوت هذه الكتل الى توحيد موقفها ، فهي تملك رصيداً في البرلمان يبلغ 40 مقعداً ، وقلت لهم اجتمعوا ووحدوا مواقفكم، فقد تحصدون مقاعد اضافية وتكونون اكبر كتلة برلمانية .. المشكلة انهم مشتتون ومتصارعون).
وجدد المالكي دعمه للبرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مشيراً الى (اهمية منح السوداني فرصة انجاز مشاريع الحكومة التي تحظى أيضاً بدعم قوى أئتلاف ادارة الدولة من اجل تنفيذ برنامجها، ولا سيما ما يتعلق بأزمة صرف الدولار).
وكشف المالكي، عن رأي غير مسبوق اطلقه الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، ابان كان نائباً لسلفه بارك أوباما، بحق المالكي الذي اتهمته اطراف عراقية بانحيازه الى ايران. وقال (لقد قال لهم ان المالكي لا يميل الى ايران ولا ينحاز الى الولايات المتحدة). ورأى المالكي ان (ادامة التواصل بين العراق وجميع الدول يصب في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات ويجنبه سياسة المحاور، وانه حريص على ادامة التعاون والشراكة مع جميع الدول). وحث المالكي وسائل الاعلام على التحلي بالمصداقية والمهنية ، من أجل بلورة اعلام عراقي وطني منصف قادر على مواجهة التحديات ، لكنه ابدى تحفظه على فكرة اعادة تشكيل وزارة الاعلام في العراق مرة أخرى، بعد قرار بريمر الغاءها في نيسان 2003 وشرح المالكي ذلك بالقول (اخشى ان تناط الوزارة بحزب أو كتلة سياسية وتستخدم وسيلة لقمع الحريات أو الاستحواذ على الرأي ومصادرته و تحويل الاعلاميين الى موظفين يفتقدون الى المبادرة). واستمع المالكي الى هواجس الاوساط الصحفية والاعلامية والتحديات المهنية والوظيفية والمالية التي تواجه المؤسسات والافراد فيها، وعبر عن التعاطف والتضامن مع هذه الهواجس، مستعرضاً قرارات سابقة اتخذتها حكومته لدعم المؤسسات الاعلامية وتوفير مسلزمات النجاح لها، وشدد على القول (خلال مدة ترؤسي الحكومة لدورتين، لم يعتقل صحفي أو يفصل أو تغلق مؤسسة بسبب الرأي او النقد). ودعا الى (ممارسة النقد الايجابي الذي يصحح الاخطاء ويعمق هوية المواطنة والشعور بالعمل لخدمة العراق وتوفير المعلومات اللازمة للمواطنين).
وكشف المالكي أيضاً عن (اتصال رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظــمي به شارحاً ازمته الحالية، وقال قلت له عد الى منزلك، الذي هو قرب منزلي هنا، وانا كفيـــل بتأمين حمايتك، وان ما تتعرض له هو محط استنكارنا، لانك رئيس حكومة سابق، لكن الكاظمي ابلغني رغبته بمغادرة بغداد والمكوث في الخارج).