محامون: السكوت عن الجناة إختطاف للعدالة والجريمة لا تسقط بالتقادم
ذوو الشهداء يطالبون بتأهيل ملجأ العامرية وتحويله إلى مَعلم تستذكره الأجيال
بغداد – قصي منذر
حث ذوو شهداء ملجأ العامرية ، الحكومة على الاهتمام بالمكان الذي ارتقت منه ارواح نحو 450 شهيداً من النساء والشيوخ والاطفال ، فيما طالب مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي، بتأهيل الملجأ وتحويله إلى مَعلم تستذكره الأجيال سنوياً.وذكر المكتب الاعلامي للاعرجي في بيان تلقته (الزمان) امس أن (مستشار الامن القومي زار ، ملجأ العامرية في بغداد، خلال الذكرى السنوية لجريمة قصف الملجأ، من قبل القوات الأمريكية عام 1991)، واضاف أن (الأعرجي ترحم على أرواح الشهداء الأبرياء من النساء والأطفال والشباب والمسنين، الذين استشهدوا جراء جريمة القصف قبل ثلاثين عاما)، وأشار الأعرجي بحسب البيان الى أن (أكثر من 485 بين طفل وأمرأة وشاب ومُسن وجدوا أنفسهم على موعد مع الموت في هذا المكان، وكانوا قد لجأوا إليه هربا من القصف الأمريكي)، مبينا ان (شهداء الملجأ هم مواطنون عراقيون، وواجبنا الاهتمام بذويهم واستذكار تلك الجريمة البشعة)، مستغربا من (عدم الاهتمام بهذا المكان وتأهيله وصيانته)، وتابع (سنطالب وزارة الثقافة والجهات المعنية بتحويل هذا المكان إلى مَعلم وشاهد على العدوان، وسنبذل الجهود لإعادة تأهيل الملجأ، ليكون مزارا للأجيال وليتعرفوا على ما حصل من جريمة بشعة بحق أبناء الشعب ، ويستذكروا هذه الجريمة سنويا). وشاركت نقابة المحامين العراقيين في الوقفة الاستذكارية التي إقامتها محافظة بغداد بالتعاون مع منظمة تعايش للتنمية والاغاثة ، بذكرى مرور ثلاثون عاماً على قصف الملجأ العامرية
. وجرى الاستذكار في موقع الجريمة بحضور ذوي الضحايا ،ورئيس المنظمة مروان منذر ومدير ناحية المنصور . وخلال الحفل، ألقى السعدي، كلمته استنكر فيها (العدوانية العسكرية الأمريكية التي استهدفت ملجأ مدنياً آمناً بأستخدام طائرات حربية قصفت هذا الملجأ بقنابل عدة راح ضحيتها اكثر من 450 شهيد)، مشيرا الى (مقصرية الحكومات العراقية التي تعاقبت على العراق ، في المطالبة بإجراء محاكمات للقيادات السياسية و العسكرية التي دبرت هذا العدوان الذي يشكل مخالفة صريحة لقوانين الحرب والمواثيق والصكوك الدولية)، وطالب السعدي الحكومة العراقية بـ(الاعتذار لذوي الضحايا والشعب وضرورة الاهتمام من قبل الأوساط الحقوقية والإنسانية بهذه المطالب ، بما يؤدي إلى الاعتراف بحق العراقيين في الحياة ، وأبعاده عن أي اعتداء آثم والمطالبة بالتعويضات بما يناسب ما لحقهم من ضرر بالغ)، لافتا الى ان (هذه المطالبات يجب أن لا تقتصر على ضحايا ملجأ العامرية و انما كافة الممارسات والأفعال العدوانية اثناء العمليات العسكرية الاحتلالية ، وأيضا عن ضحايا التعدي على سجناء سجن ابو غريب). ورغم تكرار المآسي والفواجع الدامية على العراقيين خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أن المجزرة ما زالت تحظى باهتمام واسع بين العراقيين، ويحيونها كل عام من مختلف طوائف العراق والقوميات. من جهتهم حث ذوو شهداء الملجأ ، الحكومة على الاهتمام بالمكان. وحفلت منصات التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي بقصص وصور لاستذكار الضحايا والتنديد بما أسموه اختطاف العدالة، عادين أن الجرائم لا تسقط بالتقادم. وبادرت منظمة تعايش عبر فرقها التطوعية ، بالتعاون مع وجهاء الناحية ، بتنظيف باحة الملجأ الذي يعاني الاهمال منذ اعوام ، برغم دعوات ذوي الضحايا الى اعادة ترميم الموقع تخليدا لشهداء الحادثة الاليمة.