ذكريات من الطريق – زينب الجبوري

ذكريات من الطريق – زينب الجبوري

 – بغداد

كلما حاول أن يرتكز على عصاته الخشبية ترنح جسده باكمله وازدادت رجفته، أسرعت صوبه لانقذه من سقوط اكيد انا الاخرى تعثرت بخطواتي ولولا رحمة الله كدت اسبقه بالوقوع، مسكته بيدي وقلت له

– مهلك حاج..

 حاول الاستناد  ليتمسك بيدي…

رفع بصره لوجهي واجاب بلطف

_ .الله يرضى عليك  ابنتي ويحفظك من كل سوء…

الساعة أوشكت على تجاوز العاشرة صباحا وخيوط شمس شتوية ملأت المكان،  الشارع احضره كل نهاية اسبوع و اتواجد فيه، حاولت ان انبهه بوصية يحتفظ بها فقلت

_ ياحاج عليك بأصحاب شخصا يساعدك في مشوارك…

كأنه استسلم  بنصيحتي  ليرد علي ببرود ونطق بعدان اخذ نفسا عميقا

_ المتعب متعب حتى وان اصطحبت الف معين..،

وجدته يحمل قضية وطن يتمزق .

_ بدافع الفضول حاولت ان استمع ولو القليل من ذاكرة الرجل الستيني وبقبعته ونظارته السوداء اللون سوية، كان هندامه مقبولا فقد تناسق شكله ليبدوا محبوبا لكل من رأه ولا ادري تشوقت النطق بسؤالي الذي لازمني وانا ادقق بهيئته الجذابة لتتاكد الصورة التي جمعتها في ذهني لاقول

_ انت كاتب ام صحفي ام شاعر…

ضحك بصوت واطي ورد بالحال

_ انت فطنة صاحبة تخمين صائب..

_. انا احمل كل هذه  الهويات وأكد لك بانني فنان…   اجبت بصوت مسموع

_ كيف لك ان تكن فنانا وانت بهذه الحالة…

 سمعت  قهقته مضيفا

_ انا عاشق للموسيقى ومتأثرا بصوت كوكب الشرق امكلثوم ولو سألتني كيف…؟ الان خرجت من مقهىاها الذي اجتزناه بداية الشارع ..

سحبته من يديه لانزله في الشارع لتباطيء خطاه،  قلت له

_ لأي اتجاه ستصل..

فرحت وانا مستمتعة لرده

_ الى شارع المتنبي…

قلت على الفور

_ وانا كذلك…!!

مضى على لقاءنا الاسبوعي لاكثر من شهور وتوطدت علاقتي به،، شعرت بانه الصديق الوحيد الذي ارتحت له، حتى اعلمتعه ليتعرف بحياتي الشخصية  وخصوصياتي ومشاكلها التي يجد حلولا لها، فانا سيدة تزوجت ثلاث مرات ولم اوفق  حتى بزواجي الثالث مع انسان يتجاهلني بالتمام، هذا اليوم الشتوي الممطر كان موعدنا في نفس المكان وقد سألني ناظرا لي عارفا مابي لما قال لي

_ زوجك مبتعد عنك وليس مهتما باحتياجاتك..

ابتسمت خجلة مما اسمعه  الا ان الذي في داخلي  يكاد يفجرني لتظهر ثورتي

_ لقد أصبح زوجي صديقا لي بل اخي لشدة اهماله  لي.

فهم قصدي بسرعة  فائقه ورد بضحكة مسموعة

_  اعانك الله في داخلك قضية  اصعب مما تحتويه قضيتي  التي احس بجراحات بلدي الحبيب.

.. حدق في وجهي وأضاف

_  الله يعينك.. وينبه  زوجك العزيز  بمصيبتك الكبرى..

كانت هذه ذكريات من طريق سيبقى  للابد جميلا..

مشاركة