ذكريات الأيام
في فترة الحصار الإقتصادي الظالم الذي فرض على بلدنا ومن ثم جاء الإحتلال إزدادت ظاهر التسول في مجتمعنا بشكل مخيف ويعزوا أغلب المواطنين السبب هو الظرف الإقتصادي والمعيشي الذي يمر به المواطن البسيط ولعدم توفر فرص عمل لقسم من هذه العوائل مما إضطرهم لإمتهان هذه المهنة البعيدة عن القيم والمبادئ الإنسانية التي نتمتع بها نحن أبناء هذا البلد ولكن في المقابل هناك الكثير من العوائل التي أعتبرتها تجارة مربحة دون جهد أو عناء فقط يقوم رب الأسرة بزج أبنائه في الشوارع للإستجداء وقد تبين لعدد من منظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع الشرطة المجتمعية وبعد تحري بين هذه العوائل خاصة عند بعض النازحين تبين أن رب الأسرة مستلقٍ في بيته في حين يأمر أطفالها ذكور وإناث بالخروج الى الشارع لعمل الإستجداء من الناس وقد ألقي القبض على بعض أولياء أمور هؤلاء الأطفال وأخذ التعهد منهم بعدم تكرار عملية التسول ولكن رب الأسرة لم ينصاع للتعهد بل إزداد إصراراً في هذا العمل المنحرف والسبب لعدم وجود قانون يردع أولياء أمور المتسولين كوضعهم في السجن لفترة معينة ليكون رادع قوي لهم ولذلك تجد المتسولين منتشرين في الأسواق وفي الأحياء السكنية حتى أصبحوا خطر داهم على المجتمع . الأطفال المتسولين أسهل ما يكون إصطيادهم من قبل العصابات الإجرامية . كيف تكون أخلاق هؤلاء الصبية بعد أن يكبروا فقد تربوا في الشارع ولم يدخلوا المدارس للتعليم وليس لهم مستقبل غير الشارع وحده . هناك العديد من ضعاف النفوس من يستغل الأطفال المتسولين ويقومون بإرسالهم الى مناطق محددة وبعد نهاية النهار يقومون بجمعهم وإعادتهم إلى منازلهم مع إعطائهم المقسوم من ما جمعوه خلال اليوم . هنا لابد للبرلمان من أن يكون له دور في تشريع قانون يحد من هذه الظاهرة التي أخذت تستفحل وتكون هناك قوانين رادعة ضد أولياء أمور الأطفال الذين لا يلتزمون بالقوانين وإرغامهم على عودة أبنائهم إلى المدارس وبالتالي سوف نجعل منهم أبناء صالحين .
غزوان اسماعيل السامرائي