ذات غزو تدلّى
كُلّهُم رقصوا تحت رايتهِ
كُلُّهُم شخصوا
في بطون الدروب
ينظرونَ الى ظِلِّهِ…
كي يُظَلِّلَهُم في فَخَارِ الغبار.
هابطاً
في مسرّاتِهم حُلُماً
في ربيعِ النّهار
كُلُّهم وقفوا فوقَ نرجسةِ القلبِ
كيما يقولوا مدائحهم…
كُلُّهم صفّقوا للحروبِ..
المدافنِ،
وهي تهيئُ مائدةً للخراب
اسّسوا فوق ابراجها
حكمةً
هبطت من اثافي الظنون
اينعت زورقا في مياهِ العيون
كي تعيدَ إلى كُلِّ أرضٍ نبوءتها،
بأنّ الحروبَ تضيئُ الكلام
وتغمرُ شمسَ الغوايةِ سحراً
بكفِّ السّلام
زرعوا في مياهِ المرايا
غيومَ المسافةِ كاهنةً؛
-قيلَ كانت تزخرفُ أجسادهم
بهجةً
في فُتاتِ الصخور
ذات غزوٍ تدلّى
على أُفقِنا
أيقظتنا المجامرُ
توشِمُ ظهرَ الهواء
رأينا الشٌموسَ
تُنَقِّلَ شهوتَها
في الرّماد
الحدائقَ
تُطوى كما غيمةٍ
في الظلام
النخيلَ
يحفُّ بِهِ الجمرُ أجنحةً
المقابرَ
تزحفُ نشوى إلى
جسدِ الكلمات
البكاءَ
تناثرَ في صمتِ قُبّرةٍ
لا تجيدُ الغناء
القبابَ
تدلّت بمجمرةٍ
في شقوق الرّخامِ؛
تؤذِّنُ في هجعةٍ
لا تَفيقُ مَع المئذنَه
والمرايا…
تكسّرنَ في عينِ ساقيةٍ
قد كستها السيول
تلُوحُ وتغطُسُ
في موجةٍ آسِنَه
لم يَعُد ممكناً
أن نمرَّ على شفرةِ الوقتِ
في تلكم الامكِنَة بغتةً….
ذات غزوٍ تدلّى على افقِنا
صَمَتُوا ؟
بينما كانَ جيشُ العناكبِ
يلعقُ نورَ الزّمَن
يدخُلُ الدّورَ في هيئةٍ
من خَزَف
كي يحزَّ الزّهورَ
أو يجدَّ السَّعَف
لم نَخَف …
كانَ جيشُ العناكبِ
في هوّةٍ
تحتَ عُميِ القناديلِ
فوقَ الوَطَن
بينما ينسجُ الوقتُ عزلَتَهُ
في فضاءِ المرارات
كيما تَطُلَّ وجوههمو
في سوادِ الخريف
جَرّحوا الضوءَ في أُفقِنا
ريثما يعبرونَ الظَّلامَ الأليف
كُلُّهمُ شيدوا من حطامِ النشيدِ
لهم زوبعة
تستديرُ على نفسِها
دونَ أن تلمسَ الأشرِعة
كُلُّهُم صمتوا ….
أولموا للطيور التي
تأكُلُ الخبزَ من رأسِ هذا الوطن
كُلُّهُم صفقوا للفِتَن
أعلنوا موسماً للتّنحي
وَهُم يُدخلونَ السفينةَ
في خيمةٍ لِلسُبات
فكانت قصائدُهم شاهداً،
وكانت أهازيجهم شاهداً،
وكانت ذئابهمو شاهداً،
وكانت حبائلهم شاهداً
ينشُرُ الموتَ
في الطرقات
كُلُّهُم…
ذات شلاّلِ صمتٍ
من الأمنيات
أعلنوا موتَهم
في الحياة
رعد السيفي – بغداد