
ذات السيناريو يتكرر – خالد السلامي
ونحن على مقربة من الذكرى الاولى لما جرى في سوريا الحبيبة من تغيير للنظام فيها بغض النظر عن الموقف منها ومن خلال متابعتنا لأحداثها خلال السنة الاولى من عمرها كما تابعنا كل الأحداث التي جرت في الساحة العربية منذ احتلال العراق في 2003 ومرورا بما سمي بالربيع العربي الى اليوم نجد السيناريو ذاته يتكرر في كل قضية من قضايانا العربية الازلية حيث يتم إعداد الخطط في كل قطر هو في مرمى الهدف على نار هادئة في نفس المطبخ الذي يتم فيه تحريض الشعب ضد حكامه واظهاره على أنه متماسك ولا يمكن اختراقه ويتم كذلك دعمه إعلاميا وسياسيا وماليا حتى يصل الى مرحلة إسقاط النظام بينما يجري خلال تلك الفترة ( فترة اسقاط الحكام ) انتقاء بعض الرؤوس من الاقليات الموجودة في القطر الذي يجري فيه التغيير ليتكلموا باسم تلك الاقليات الكريمة ، وبالتأكيد هم لا يمثلون أغلبية تلك الاقليات ، فيركبوا الموجة ويتسيدوها رغم انهم قد لا يكونوا ساهموا بها اصلا لتهيئتهم لمرحلة ما بعد التغيير وهي الفترة الأخطر وبمجرد حدوث التغيير تبدأ تلك البيادق المهيأة مسبقا بالبحث في الدفاتر القديمة وتحريك المياه الراكدة وتعكير صفاءها في اي قطر يحدث فيه التغيير سواء كان التغيير بالتدخلات العسكرية المباشرة او عبر الفيسبك ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى . فيثيرون فوضى وفتن ، تكون لها بداية ثم نحلم ان تصل إلى نهاية ، بين أبناء المجتمع الواحد بل وبين أبناء العشيرة وحتى العائلة الواحدة فتسيل انهار من الدماء فتُرمّل النساء ويُيتم الاطفال وتتشتت الأُسر والمجتمعات ويفر الملايين نازحين ومهاجرين وتُدمر مدناً بمنازلها وبناها التحتية ودوائرها والعالم كله يتقدم ويتطور في كل مجالات الحياة الاقتصادية ( بكل فروعها الصناعية والزراعية ) والعلمية والخدمية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والفنية والرياضية في نفس الوقت الذي يتفرج ذلك العالم كله علينا ضاحكا ملء فيه ( فمه ) وهو ينهب خيراتنا ويدمر كل مقومات حياتنا ويحولنا الى مجرد سوق استهلاكية لكل منتجاته حيث يحارب هو وبيادقه ، الذين رباهم على تدمير البلد وكل ما فيها ، كل خطوة لإعادة الحياة الى الصناعة والزراعة وحتى الاستفادة مما موجود في أرضه من ثروات معدنية ونفطية وغاز وغيرها مما يجعل البلد في أعلى مراتب التقدم والازدهار لو سُمح له باستغلالها .
ولقد بدأ هذا السيناريو الاجرامي في العراق فقلنا عسى ان يكون ما حصل فيه درسا وعبرة وموعظة لكل عربي ينوي تغيير حالة بلده نحو الأفضل واقتلاع حكامه الازليين
لكن للأسف لم يستفد اهل ليبيا ولا اهل لبنان ولا اهل تونس ولا السوريون ولا اليمنيون ولا نستثني الفلسطينيين من ذلك وكاد المصريون وأهل الجزائر ان يغرقوا في مستنقع ذلك السيناريو لولا فطنتهم فوقع اهل السودان في أسوأ حالاته للأسف.. أَلا يحق لنا هنا ان نتساءل عن أهمية العقل الذي وهبنا اياه خالقنا العظيم إن لم يتعظ من تجارب الذين سبقونا ويستفيد من دروسها رغم كثرتها وتعددها الممل ؟ فإلى متى تبقى عقولنا تسحبنا الى الخلف حتى اعادتنا الى ما قبل التاريخ بينما عيوننا تنظر إلى العالم الآخر وهو يتجول في الفضاء ويصنع المستحيل من اجل التطور وإيجاد أفضل الطرق لتأمين راحة شعوبهم وخدمتها. فمتى نتعظ فنعيد لعقولنا نشاطها الصحيح والتي لا تقل عن عقولهم قدرة وعلما لو خلت من ضغائن واحقاد التاريخ التي لم يحضرها او يشارك فيها اسلاف اسلافنا. ؟

















