ديمقراطية سلام أم دموية إنتقام ؟

ديمقراطية سلام أم دموية إنتقام ؟
وحدة موضوعنا احجية غير تاريخية في مغزاها ولا هي حكاية من العهد العتيق بل انها نمط حكم هجين في بلد اسمه عراق التغيير ، فالديمقراطية والسلام سيان لا تلتقيان مع الدموية والانتقام وكل منهما رجالاته لا تجمعهما وحدة هدف ولا بؤرة لقاء ، الجمع الاول غايته الفضائل ومكانته الريادة والإحسان وتقديم النافع من الاعمال والثاني معسول بالرذائل يتخبط ضمن واحة الاشرار افرازاته سفك دماء الابرياء بمخيلة اوهام الاحقاد ، وشتان ما بين الاثنين ؟ نعم لا بد من هذه الاحجية في المقارنة لأننا امام خيارات ملحة من حيث الاصطفاف خلف من نقف ؟
انه الامتحان الاسهل والأبسط عند الاجابة (بنعم) لكل صاحب قرار وخيار وتقرير وتقدير لحال كان مكتوبا ؟ فهو لا يشبه البصمة على ورقة اقتراع انتخابية مضللة الشعارات وناكلة للوعود ، الديمقراطية اصطلاحا تعني تمكين الشعب حكم نفسه بنفسه وتعني ايضا راية السلام بين العباد لا فرق بين اسود وابيض من خلق الله العلي القدير والمحكومين بالتضليل والخداع والشحن المذهبي لهذا المكون او ذاك ؟ وان منافع العصر الديمقراطي الجديد حصريا رفع القيود عن بعض الاقلام الحرة التي تبغي العمل النبيل للأمة والبعض الآخر يذهب الى جحيم الدموية على وفق 4 ارهاب شماعة الانتقام المميت؟
فالمصطلحات الدارجة اليوم على المشهد السياسي العراقي مثل الاقصاء والتهميش والاستحواذ والتفرد وربما الاستبداد باتت حجة الحجج لكل من يهمس مع نفسه في الحديث عنها لان الاتهام بالإرهاب اصبح سيفا على رقاب الاحرار.
نحن سائرون لا ندري الى اين المسير، وعاقدون العزم للإصلاح بلا ادراك لماهية المصير ؟
وديمقراطيتنا احدى نتائج الجهد المرير بعد عقود من اللآهات والويلات والحسرات وتضحيات المناضلين من ساسة حكام ومعارضين وغربة الايام الكالحات صاحبتها دموع الثكلى وبؤس اصحاب الارحام وإرهاصات وآلام ذو القربى من ايتام ومحرومين وغيرهم من الاضداد للحكام السالفين الذين عبثوا بأرواح العراقيين دون وازع من ضمير ، وان كانوا اكثر رحمة من مما نلقاه في عصرنا الديمقراطي على طريقة (رعاة البقر) والمافيا المنظمة على الساحة الدولية فهم ارحم حقا وحقيقة ؟ فالأنظمة المتعاقبة على حكم العراق منذ تأسيسه وتاريخ المافيا والعصابات الدولية لم تقتل مليوني انسان بريء خلال عامين ابان العنف الطائفي الذي راح ضحيته من كل مكونات الشعب بلا تمييز والتي فاقت ببشاعتها ذرية (هورشيما) اليابانية حيث لم يصل العدد الى هذا الرقم المرعب ، ولا توجد دولة تنشط فيها الجريمة المنظمة والإرهاب بأسلوب ممنهج او القتل المبرمج او نهب المال العام بهذه الجسره والحماقة والاستهتار او اهانة المنظومة القضائية وسيادة القانون من خلال استهداف القضاة حتى الزائرين للعتبات المقدسة دفعوا الثمن في التضحيات اضافة الى الشلل التام للاقتصاد ، فالكل معرض للموت والجميع فقدوا الامل بالطمأنينة القانونية ؟ اذاً لماذا وما هي المسوغات ؟
عزيزي القارئ لا تستغرب معي كل هذا نحن في ظل الديمقراطية التي اعمت ابصارنا من كثرة انتظارها لعقود خلت ، ما هو الحل وكيف السبيل للخروج الى بر الاطمئنان لغدنا ومستقبل اجيالنا ؟ اليست الارضية الكالحة للانتقام الدموي كانت سببا مفصليا لهذه الديمقراطية السوداء ام ماذا ؟ سوف احتفظ في الاجابة الى حين تحقيق وتطبيق الديمقراطية ؟
سفيان عباس – تكريت
/8/2012 Issue 4270 – Date 6 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4270 التاريخ 6»8»2012
AZPPPL

مشاركة