دول المليشيات بديل لتقسيم البلدان

دول المليشيات بديل لتقسيم البلدان
فاتح عبدالسلام
أصبح الحديث مباشراً وعلنيا عن مشاركة المليشيات في حرب سوريا. وهو تطور خطير يفتح المجال واسعاً لعودة القتال الطائفي في العراق عبر مليشيات، تقول بعض التقارير إنّها عادت بالفعل إلى زوايا في بغداد الآن وقد يكون لها شأن آخر مع استمرار تدهور الأمن في العراق كلّه.
حروب المليشيات هي حروب بالانابة عن جهات أكبر منها وأقوى تضعها في هذا السياق الاقتتالي كوظيفة مرسومة، لها أجر وزمن وبرنامج.
لكن الوجه الآخر لظهور المليشيات هو اتجاه البلدان في الشرق الأوسط نحو إقطاعيات النفوذ العسكري والسياسي والقبائلي وسواه. وهي المرحلة التي يتحاشى السياسيون الرسميون تسميتها بتقسيم العراق وسوريا ولبنان، وهذا الانكار لا يغير أية حقيقة ماثلة على الأرض.
بعد أن تضع الحرب في سوريا أوزارها، ستكون هناك صفحة جديدة من الاقتتال الارتدادي للانتقام من المليشيات وحواضنها وقد تمضي بعض المليشيات في القتال حتى آخر الشوط بغض النظر عن قتالها داخل بلدها في بلد مجاور.
إنه شكل جديد يراد له أن يولد للشرق الأوسط بديلاً عن تقسيمه العلني الذي يبدو إنَّ أوانه لم يحن ولا توجد عوامل متكاملة لتنفيذ هذا التقسيم الذي قد يتحول الى تشرذم.
ثمة أخطاء تاريخية ترتكب الآن، ربما هذه الساعة وليس قبلها، في ظل ضعف إرادات الدول وتسليم أمورها إلى المليشيات مضطرة أو باختيارها. ولنا في سوريا ولبنان والعراق مرايا كبيرة لجعل الصورة واضحة لا يختلف عليها اثنان.
يبقى هناك دائماً مَنْ يجتر السؤال لمصلحة مَنْ يحدث كل هذا؟ وهنا تبرز نظريات كثيرة متناقضة إلى حد السخرية.
AZP20

مشاركة